أبقى البنك المركزي الروسي على أسعار الفائدة الرئيسية دون تغيير عند 21 بالمئة يوم الجمعة مما أثار دهشة السوق التي كانت تتوقع زيادة قدرها نقطتين مئويتين وقال إن التشديد الأخير خلق الظروف المناسبة لهبوط التضخم نحو هدفه. وجاء القرار بعد يوم من دعوة الرئيس فلاديمير بوتن في اتصال هاتفي على مستوى البلاد إلى اتخاذ قرار "متوازن" من البنك الذي يتعين عليه إدارة التأثيرات التضخمية لعسكرة الاقتصاد بسبب الصراع في أوكرانيا.
واشتكى كبار رجال الأعمال من أن أسعار الفائدة المرتفعة تخنق الاستثمار لكن 23 من 27 اقتصاديا في استطلاع أجرته رويترز توقعوا رغم ذلك رفع الفائدة إلى 23 بالمئة.
وقال البنك المركزي في بيان "نظرا للزيادة الملحوظة في أسعار الفائدة للمقترضين وتباطؤ نشاط الائتمان، فإن تشديد الظروف النقدية الذي تم تحقيقه يخلق المتطلبات الأساسية اللازمة لاستئناف عمليات خفض التضخم وإعادة التضخم إلى الهدف".
ويبلغ معدل التضخم 9.5٪، وهو أعلى بكثير من الهدف البالغ 4٪. لكن البنك المركزي قال إن سياسته النقدية الصارمة أدت بالفعل إلى تباطؤ الإقراض وخفض الطلب المحلي، وأنه سيقيم الحاجة إلى زيادة في اجتماعه المقبل في 14 فبراير.
والبنك المركزي مستقل بموجب القانون، وقد أعطى بوتن المحافظ إلفيرا نابيولينا حرية التصرف في الماضي، لكن المحللين قالوا إن الضغوط من الشركات أصبحت قوية للغاية بحيث لا يمكن تجاهلها.
وإن اقتصاد روسيا في زمن الحرب، والذي قيدته العقوبات الغربية وخسارة الرجال في سن القتال، يعمل عند حدود طاقته، ومن المتوقع أن ينمو بنسبة 4٪ في عام 2024.
وقد تم تغذية التضخم من خلال الإنفاق العسكري ودوامة الأجور بالإضافة إلى نوبات ضعف الروبل، بما في ذلك انخفاض بنحو 15٪ مقابل الدولار في نوفمبر عندما عطلت العقوبات الأمريكية مدفوعات الطاقة الروسية.
وقال البنك إن ميزان التضخم لا يزال مائلاً بشكل كبير إلى الاتجاه الصعودي.
وألقى بوتن باللوم على العقوبات الغربية وسوء الحصاد في ارتفاع التضخم، الذي يضرب جيوب الروس العاديين مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية مثل الحليب والزبدة والخضروات بأرقام مزدوجة.
خلال المكالمة الهاتفية، أطلق بوتن مازحا على مجلس إدارة البنك المركزي "خلية كومسومول" بعد الجناح الشبابي للحزب الشيوعي السوفييتي، والذي كان يأخذ التوجيه عادة من الرفاق الأكبر سنا.
انتقد زعماء أعمال أقوياء مثل قيصر النفط إيغور سيتشين، الرئيس التنفيذي لشركة روسنفت أكبر شركة نفط في روسيا، وسيرجي تشيميزوف، رئيس التكتل العسكري الصناعي روستيك، وكلاهما صديقان لبوتن منذ فترة طويلة، سياسة البنك المركزي.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.