معركة الجولان: إسرائيل تواجه احتجاجات وتدخل مناطق جديدة في سوريا

قوات إسرائيلية في قرية بحوض اليرموك بمحافظة درعا،

شهدت قرية معرية جنوب سوريا حادثة أثارت جدلًا واسعًا، حيث أطلقت القوات الإسرائيلية النار على متظاهر، مما أدى إلى إصابته في ساقه، خلال احتجاج على أنشطتها في المنطقة. وذكرت القوات الإسرائيلية أن تحركها جاء ضمن إجراءات "دفاعية مؤقتة"، فيما اعتبره المجتمع الدولي تصعيدًا جديدًا في المنطقة.

تفاصيل الحادثة

أفاد الجيش الإسرائيلي في بيان نقلته وكالة الأنباء الفرنسية (AFP) أن قواته أطلقت النار على متظاهر اقترب من الجنود خلال احتجاج في قرية معرية، الواقعة خارج أقصى جنوب منطقة الفصل التي تراقبها الأمم المتحدة في الجولان. وأضاف البيان: "تعاملت القوات مع التهديد وفقًا للإجراءات العملياتية القياسية"، مشيرًا إلى أن المتظاهر أُصيب في ساقه.

من جانبه، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، أن القوات الإسرائيلية كانت متمركزة في ثكنة عسكرية داخل القرية. ووفقًا للمرصد، فإن الجنود الإسرائيليين "فتحوا النار مباشرة على المتظاهرين"، مما أدى إلى إصابة الشاب.

توسع إسرائيلي وتصاعد التوتر

شهدت الأيام الأخيرة دخول القوات الإسرائيلية إلى قرى سورية مثل معرية، عبدين، وجملة، مما تسبب في حالة من الخوف بين السكان المحليين. وقال علي الخلف، أحد سكان معرية البالغ من العمر 52 عامًا: "عندما دخل الإسرائيليون زرعوا الخوف والرعب بين الأطفال والنساء، ما دفع بعض السكان للفرار إلى قرى مجاورة".

وفي خطوة أثارت انتقادات دولية، أرسلت إسرائيل قواتها إلى منطقة الفصل التي تراقبها الأمم المتحدة، ووصفت هذا التحرك بأنه إجراء مؤقت يهدف إلى سد "الفراغ الأمني" الناجم عن الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد في 8 ديسمبر. يُذكر أن إسرائيل نفذت منذ ذلك الحين مئات الغارات الجوية على منشآت عسكرية سورية لمنع وقوعها في أيدي جهات معادية.

ردود الفعل الدولية والمحلية

اتهم الزعيم السوري الجديد، أحمد الشرع، إسرائيل بتصعيد غير مبرر عبر توغلها في منطقة الفصل. وقال الشرع إن سوريا، التي أنهكتها سنوات من الحرب، لا تستطيع تحمل الدخول في صراعات جديدة. من جهته، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن بلاده لا تسعى إلى مواجهة مباشرة مع سوريا، مشددًا على أن سياسة إسرائيل تجاه سوريا "ستُحدد بناءً على التطورات على الأرض".

إسرائيل والجولان: تاريخ من النزاع

تُعد الجولان منطقة حساسة في النزاع السوري الإسرائيلي. احتلت إسرائيل نحو ثلثي الجولان خلال حرب عام 1967 وضمتها لاحقًا، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي سوى من قبل الولايات المتحدة خلال ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب.

بينما تواصل إسرائيل التوسع في الأراضي السورية بحجة تأمين حدودها، يظل الوضع في الجولان مصدر توتر إقليمي ودولي، مع تزايد المخاوف من تصعيد أوسع في المنطقة.