أخبار عاجلة
إصدار "حدك هنا" يعيد زينب أسامة -
اليوم.. محاكمة المتهمين في قضية خلية داعش قنا -
د.حماد عبدالله يكتب: " بلطجة " التعليم الخاص !! -

النفط الروسي إلى الهند.. صفقة جديدة تتوّج علاقات الطاقة بين البلدين (مقال)

النفط الروسي إلى الهند.. صفقة جديدة تتوّج علاقات الطاقة بين البلدين (مقال)
النفط الروسي إلى الهند.. صفقة جديدة تتوّج علاقات الطاقة بين البلدين (مقال)

اقرأ في هذا المقال

  • • الأورال أصبح أكثر أنواع الخام الروسي شعبية بين المصافي الهندية
  • • قبل عام 2022 كانت واردات الهند من نفط روسيا ضئيلة
  • • النفط الروسي يمثّل حاليًا أكثر من ثلث واردات الهند من الطاقة
  • • سوق الطاقة في الهند كانت في السابق خاضعة لهيمنة الشرق الأوسط

تأتي صفقة النفط الروسي إلى الهند الجديدة تتويجًا لعلاقات الطاقة المزدهرة بين البلدين وسط المشهد الجيوسياسي العالمي المعقّد.

وقد شهدت علاقات الطاقة بين روسيا والهند تطورات ملحوظة، خصوصًا في أعقاب حرب أوكرانيا والعقوبات الناتجة عنها التي أعادت تشكيل تدفقات الطاقة العالمية.

وتمّ التوصل إلى اتفاق تاريخي بين شركة النفط العملاقة المملوكة للدولة الروسية روسنفط Rosneft، وشركة التكرير الهندية الخاصة العملاقة ريلاينس Reliance، في ديسمبر/كانون الأول 2024، ما يشير إلى أكبر صفقة لتوريد النفط الروسي إلى الهند على الإطلاق.

ويهدف هذا التحليل الجيوسياسي إلى استكشاف الآثار الأوسع لهذه الصفقة النفطية التاريخية بين روسنفط وريلاينس، ودراسة العوامل التي تحرّك الصفقة، ونتائجها الاقتصادية والإستراتيجية المحتملة، والتداعيات الجيوسياسية الأوسع التي قد تحدثها على كل من البلدين وسوق النفط العالمية.

أكبر صفقة نفط هندية روسية

وقّعت شركة روسنفط النفطية المملوكة للدولة الروسية أكبر صفقة نفط هندية روسية، وهي اتفاقية طاقة تاريخية مع شركة التكرير الهندية الخاصة ريلاينس.

ووفقًا لمصادر مطلعة على الصفقة في 12 ديسمبر/كانون الأول الجاري، فإن اتفاقية تصدير النفط الروسي إلى الهند تمثّل تحولًا كبيرًا في تجارة الطاقة العالمية.

وسيشكّل العقد لمدة 10 سنوات، الذي تُقدّر قيمته بنحو 13 مليار دولار (1.35 تريليون روبل) سنويًا بناءً على أسعار النفط الحالية، 0.5% من إمدادات النفط العالمية، ويعزّز شراكة الطاقة المتنامية بين روسيا والهند.

في الوقت نفسه، تكتسب صفقة تصدير النفط الروسي إلى الهند أهمية خاصة؛ إذ تأتي قبل الزيارة المتوقعة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى نيودلهي.

وبموجب الشروط، ستوفر روسنفط 20-21 شحنة من نوع أفراماكس (80 ألفًا إلى 100 ألف طن متري) من درجات مختلفة من النفط الروسي إلى الهند، إلى جانب 3 شحنات من زيت الوقود، كل منها نحو 100 ألف طن شهريًا.

النفط الروسي

ومن المقرر أن تبدأ هذه الشحنات في يناير/كانون الثاني 2025، وستُرسل إلى مصفاة جامناغار التابعة لشركة ريلاينس في ولاية غوجارات الهندية، وهي أكبر مجمع تكرير في العالم.

وتمثّل صفقة توريد النفط الروسي إلى الهند -وذلك عن طريق الشركتين العملاقتين روسنفط وريلاينس- لحظة فاصلة في علاقات الطاقة بين البلدين.

وستتكوّن شحنات النفط الروسي إلى الهند في المقام الأول من خام الأورال، وهو نفط متوسط الكبريت وغني بالديزل أصبح أكثر أنواع الخام الروسي شعبية بين المصافي الهندية، بسبب سعره المنخفض نسبيًا مقارنة بخام برنت أو دبي.

بالإضافة إلى النفط الخام، تتضمّن الصفقة شحنات من زيت الوقود، كل منها بسعة تقارب 100 ألف طن. وفي إطار الاتفاقية، ستتم مراجعة تسعير وحجم الشحنات المستقبلية سنويًا، ما يُضيف مرونة إلى الصفقة وسط التقلبات في سوق النفط العالمية.

ملف الطاقة في الهند

تمثّل هذه الصفقة الإستراتيجية بين شركتي روسنفط وريلاينس تحولًا جذريًا في ملف الطاقة في الهند.

قبل عام 2022، كانت صادرات النفط الروسي إلى الهند ضئيلة، وفي أعقاب عقوبات الاتحاد الأوروبي على صادرات الطاقة الروسية في أعقاب غزو روسيا لأوكرانيا، زادت الهند بسرعة مشترياتها من النفط الخام من روسيا.

وبحلول مايو/أيار 2024، كان حجم صادرات النفط الروسي إلى الهند في المتوسط 1.96 مليون برميل يوميًا، وهو ما يمثّل ما يقرب من 40% من إجمالي واردات الهند من النفط.

وتستعد شركة ريلاينس الهندية التي استوردت في المتوسط 405 آلاف برميل يوميًا من روسيا من يناير/كانون الثاني إلى أكتوبر/تشرين الأول 2024، لتوسعة هذه الحصة بشكل كبير، ما يعزّز دور الهند بصفتها مستوردًا رئيسًا للطاقة الروسية.

وستراجع كلتا الشركتين التسعير وحجم العرض سنويًا، مع التكيف مع ديناميكيات سوق النفط.

من جهة ثانية، سيجري تسعير الدرجات الخام التي تُشحن نسبة إلى متوسط سعر دبي لشهر التحميل، وستتكون أغلب الشحنات من خام الأورال، وهو نفط روسي متوسط الكبريت وغني بالديزل.

وبالنظر إلى جدواه من حيث التكلفة، يُعد خام الأورال مفضلًا لدى مصافي التكرير الهندية، وسيباع بحسم 3 دولارات للبرميل مقارنة بأسعار خام دبي في عام 2025.

بدوره، سيحمل خام إسبو الروسي علاوة تبلغ نحو 1.50 دولارًا للبرميل، في حين سيجري تسعير خام سوكول وسيبيريا الخفيف عند دولارين ودولار واحد للبرميل على التوالي، فوق أسعار خام دبي.

في الوقت الحالي، يمثّل النفط الروسي أكثر من ثلث واردات الهند من الطاقة، وفي مايو/أيار 2024، بلغت واردات الهند اليومية من النفط من روسيا 1.96 مليون برميل، أو 40.3% من إجمالي إمدادات النفط في البلاد.

وقد زادت شركة ريلاينس التي استوردت 405 آلاف برميل يوميًا من الخام الروسي من يناير/كانون الثاني إلى أكتوبر/تشرين الأول 2024، حصتها من الخام الروسي بصورة كبيرة مقارنة بالمدة نفسها من العام السابق.

ويعزّز هذا الاتفاق من مكانة روسيا موردًا رئيسًا للهند، التي أصبحت أكبر مستورد للخام الروسي، بعد أن فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على واردات النفط الروسية.

واردات الهند من النفط الخام

وتشكّل شراكة ريلاينس-روسنفط تحديًا للمنافسين، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، التي تواجه الآن منافسة متزايدة في تأمين حصة من سوق الطاقة سريعة النمو في الهند.

وبالنظر إلى تقلّب الطلب العالمي على النفط، خصوصًا مع تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين -أكبر مستورد للنفط في العالم- أصبحت سوق الطاقة في الهند نقطة محورية مهمة لمنتجي النفط في جميع أنحاء العالم.

السياق الجيوسياسي والإستراتيجي

يجب فهم العلاقات المتنامية في مجال الطاقة بين الهند وروسيا في سياق أوسع من التحالفات الجيوسياسية المتغيرة ومخاوف أمن الطاقة.

فقد سعت روسيا، المعزولة بسبب العقوبات الغربية، بصورة متزايدة، إلى إيجاد أسواق بديلة لنفطها، مع ظهور الهند شريكًا رئيسًا.

وقد أدت العقوبات الغربية، خصوصًا تلك التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، إلى قطع إمدادات روسيا عن أكبر عملائها السابقين في أوروبا.

وقد أجبر هذا روسيا على التحول نحو آسيا، وبرزت الهند، باقتصادها السريع النمو واحتياجاتها المتزايدة من الطاقة، شريكًا إستراتيجيًا لروسيا.

من جانبها، استفادت الهند من هذا الترتيب، فمن خلال تأمين صفقة طويلة الأجل مع روسيا، تضمن الهند إمدادات مستقرة من النفط الخام بأسعار مخفضة، وهو أمر بالغ الأهمية لتلبية متطلبات الطاقة لاقتصادها المزدهر.

وبصفتها واحدة من أكبر وأسرع مستهلكي الطاقة نموًا في العالم، تجاوز اعتماد الهند على استيراد النفط 85%، ما يجعلها شديدة التأثر بتقلبات أسعار النفط.

وتوفر القدرة على إبرام شروط تفضيلية لشراء النفط الروسي إلى الهند ميزة تنافسية في إستراتيجية نيودلهي لأمن الطاقة.

إحدى ناقلات النفط التابعة لشركة روسنفط
إحدى ناقلات النفط التابعة لشركة روسنفط – الصورة من وكالة تاس الروسية

وتكتسب هذه الصفقة أهمية خاصة في مواجهة ارتفاع أسعار النفط العالمية، لأنها تحمي الهند من التأثير الكامل لتقلبات السوق، في حين تسمح لصناعة التكرير لديها بالاستفادة من الخام الروسي الأرخص سعرًا.

من الناحية الإستراتيجية، تشير صفقة النفط الروسي إلى الهند إلى الأهمية المتزايدة للهند في سوق الطاقة العالمية.

وبالنظر إلى تباطؤ نمو استهلاك الطاقة في الصين، أصبحت الهند المحرك الرئيس للطلب العالمي على النفط. وينعكس هذا في المنافسة المتزايدة على الوصول إلى الأسواق الهندية، حيث يتنافس منتجو النفط في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والعراق والولايات المتحدة، على حصة السوق.

وقد تؤدي هيمنة روسيا المتزايدة في السوق الهندية إلى مزيد من إرباك مشهد تجارة الطاقة، وتحدي الموردين التقليديين وإعادة تشكيل توازن القوى في سوق النفط العالمية.

واردات الهند من النفط الخام

بلغ إجمالي واردات الهند من النفط الخام 4.69 مليون برميل يوميًا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وهو ما يعكس زيادة بنسبة 6.6% عن الشهر السابق، وفقًا لبيانات تتبع السفن الأولية لدى شركة تحليل سوق السلع العالمية كبلر Kpler.

وارتفعت الشحنات من روسيا، أكبر مورد للنفط الخام للهند، بنحو 2% على التوالي إلى 1.79 مليون برميل يوميًا، وهو ما يمثّل أكثر من 38% من إجمالي واردات الهند من النفط في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وشهدت الواردات من العراق زيادة متواضعة بنسبة 1.2%، لتصل إلى 0.88 مليون برميل يوميًا.

في المقابل، شهدت المملكة العربية السعودية أدنى نمو، حيث ارتفعت الواردات بنسبة 0.4% فقط، بإجمالي 0.62 مليون برميل يوميًا.

وشكل العراق والمملكة العربية السعودية 18.7% و13.2% من إجمالي واردات الهند من النفط الخام على التوالي.

إلى جانب ذلك، ارتفعت واردات النفط من الإمارات العربية المتحدة بنسبة 15.1% إلى 0.43 مليون برميل يوميًا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في حين ارتفعت الواردات من الولايات المتحدة بنحو 31%، لتصل إلى 0.22 مليون برميل يوميًا.

وتعافت واردات النفط الهندية من أدنى مستوياتها السنوية التي لُوحظت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. ظلت روسيا أكبر مورد بوجه عام، على الرغم من أن الأحجام إلى الهند كانت محدودة إلى حد ما في الأسابيع الأخيرة.

وكانت واردات الهند من العراق مستقرة نسبيًا، حيث تراوحت الواردات باستمرار بين 860 ألفًا و870 ألف برميل يوميًا على مدى الأشهر الـ3 الماضية، وفقًا لشركة كبلر.

وأصبحت سوق الطاقة في الهند، مع اعتمادها الكبير على واردات النفط، ساحة معركة رئيسة في تجارة الطاقة العالمية.

لذلك، تُعد صفقة ريلاينس-روسنفط جزءًا من اتجاه أكبر حيث يجد النفط الروسي، خصوصًا خام الأورال، طريقه بصفة متزايدة إلى المصافي الهندية.

وقد تيسّر هذا التحول من خلال قدرة روسيا على تقديم حسومات كبيرة على نفطها الخام، ما يجعله جذابًا للغاية للمصافي الهندية.

ونتيجة لهذا، اكتسبت روسيا موطئ قدم سريع في سوق الطاقة في الهند التي كانت في السابق خاضعة لهيمنة الشرق الأوسط، خصوصًا المملكة العربية السعودية والعراق.

ويُعد تأثير الصفقة في أسعار النفط العالمية وديناميكيات السوق كبيرًا، فمن خلال تأمين صفقة طويلة الأجل مع أحد أكبر مستهلكي النفط في العالم، تعمل روسيا على ترسيخ مكانتها لاعبًا رئيسًا في سوق النفط الآسيوية.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الصفقة تفرض ضغوطًا على منتجي النفط الآخرين، خصوصًا في الشرق الأوسط، الذين قد يجدون صعوبة في المنافسة مع الخام الروسي منخفض السعر.

وتواجه المملكة العربية السعودية، على وجه الخصوص، تحديات في الحفاظ على حصتها في السوق الهندية، إذ تجعل ميزة السعر للخام الروسي من الصعب على النفط الشرق أوسطي الأكثر تكلفة المنافسة.

وأدى اعتماد الهند المتزايد على النفط الروسي إلى تحول في الديناميكيات الهيكلية للتجارة النفطية العالمية.

مصفاة جامناغار التابعة لشركة ريلاينس في ولاية غوجارات
مصفاة جامناغار التابعة لشركة ريلاينس في ولاية غوجارات – الصورة من بلومبرغ

وبالنظر إلى معالجة المصافي الهندية لكميات كبيرة من الخام الروسي، فإنها قادرة على إنتاج المنتجات النفطية بتكاليف أقل، وغالبًا ما يتم بيع هذه المنتجات مرة أخرى إلى الأسواق الأوروبية والأميركية.

وقد سمح هذا للهند بتجاوز العقوبات الغربية على النفط الروسي، إذ لا تخضع المنتجات النفطية، ولا النفط الخام، للقيود نفسها.

وقد أدت هذه الثغرة إلى تقويض فاعلية نظام العقوبات، وسمحت للهند بأن تصبح لاعبًا رئيسًا في أسواق النفط العالمية، في حين تستفيد من الخام الروسي المخفض السعر.

المخاطر والضبابية

على الرغم من أن صفقة النفط بين روسيا والهند تحمل فوائد اقتصادية وإستراتيجية واضحة لكلا البلدين، فإنها تقدم العديد من المخاطر والضبابية.

ويتمثّل أهم هذه المخاطر في الغموض الجيوسياسي المحيط بالحرب في أوكرانيا؛ إذ يعتمد استقرار الصفقة في الأمد البعيد على إنهاء الحرب الجارية ومستقبل العقوبات الغربية ضد روسيا.

وفي حال تصاعد الحرب في أوكرانيا أو استمرارها إلى أجل غير مسمى، فقد تواجه روسيا المزيد من العزلة عن سوق النفط العالمية، ما يجعل علاقتها بالهند أكثر أهمية.

وعلى العكس من ذلك، عند انتهاء الحرب ورفع العقوبات، فقد تتمكّن روسيا من إعادة دخول الأسواق الأوروبية بأسعار أعلى، ما قد يقلل من قدرة الهند على الوصول إلى النفط الروسي المخفض.

في المقابل، يوجد خطر آخر يكمن في تقلب أسعار النفط العالمية. فسوق النفط عرضة بشكل كبير للأحداث الجيوسياسية والكوارث الطبيعية والتغيرات في العرض والطلب.

وعلى هذا النحو، فإن شروط تسعير الصفقة التي تخضع لمراجعات سنوية، قد تتقلّب بشكل كبير، وسوف تحتاج روسيا والهند إلى التعامل مع هذه الشكوك لضمان بقاء الصفقة قابلة للاستمرار ماليًا في الأمد البعيد.

بالإضافة إلى ذلك، توجد مخاطر تشغيلية مرتبطة بالخدمات اللوجستية لنقل كميات كبيرة من النفط الخام من روسيا إلى الهند.

وعلى الرغم من أن الهند طوّرت شبكة قوية من المصافي القادرة على معالجة الخام الروسي، فإن البنية الأساسية للنقل اللازمة لدعم تدفق النفط معقّدة وعرضة للاضطرابات.

وقد تنشأ هذه الاضطرابات عن التوترات الجيوسياسية، خصوصًا في مناطق مثل الشرق الأوسط أو بحر قزوين، وهو ما قد يؤثر في أمن شحنات النفط.

الخلاصة

تمثّل صفقة النفط التاريخية بين شركتي روسنفط وريلاينس تحولًا جذريًا في الجغرافيا السياسية للطاقة العالمية. ومن خلال تأمين إمدادات نفطية تفضيلية طويلة الأجل من روسيا، تعمل الهند على وضع نفسها لاعبًا رئيسًا في مستقبل تجارة النفط العالمية.

وتسمح الصفقة لروسيا بتخفيف تأثير العقوبات الغربية من خلال الاستفادة من السوق الهندية سريعة النمو، في حين تكتسب الهند القدرة على الوصول إلى مصدر مستقر ومخفض للنفط، وهو أمر حيوي لنموها الاقتصادي.

رغم ذلك، فإن هذه الصفقة ليست خالية من المخاطر، لأنها تتوقف على المسار غير المتوقع للحرب في أوكرانيا وإمكان رفع العقوبات أو تشديدها.

بالإضافة إلى ذلك، تشكّل التقلبات في أسعار النفط العالمية واستقرار طرق النقل تحديات مستمرة.

من جهة ثانية، فإن الصفقة تؤكد الأهمية المتزايدة للهند في أسواق الطاقة العالمية والاتجاهات المتغيرة لتجارة الطاقة، حيث تستفيد روسيا من مواردها لتشكيل تحالفات جديدة وتأمين مكانتها في عالم متعدد الأقطاب.

وتحمل هذه الصفقة آثارًا بعيدة المدى على روسيا والهند وعلى النظام الجيوسياسي الأوسع.

وتسلّط هذه الدراسة الضوء على دور الطاقة بصفتها أصلًا اقتصاديًا وأداة جيوسياسية، مع تأكيد دول مثل الهند أهمية أمن الطاقة لديها ومصالحها الاقتصادية في عالم متغير.

ووسط استمرار تطور سوق النفط العالمية، ستظل علاقات الطاقة بين روسيا والهند تشكل عاملًا حاسمًا تجب مراقبته في السنوات المقبلة.

فيلينا تشاكاروفا، متخصصة في الشؤون السياسية بالدول المنتجة للطاقة.

*هذا المقال يمثّل رأي الكاتبة، ولا يعبّر بالضرورة عن رأي منصة الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق زي النهاردة.. قصة إجراء أول اتصال لاسلكي بالعالم
التالى الجامعة العربية تتابع بقلق بالغ التطورات الميدانية في سوريا