وسط مخاوف متزايدة بشأن مصير الثورة السورية وعلاقات الإدارة السورية الحالية بدول المنطقة والعالم، جاءت زيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني السابق، وليد جنبلاط، إلى دمشق لتفتح باب التكهنات حول تغير محتمل في المشهد السياسي والدبلوماسي بين الجانبين.
تصريحات أحمد الشرع: نظرة جديدة للعلاقات السورية اللبنانية
خلال اللقاء، أكد قائد الإدارة السورية أحمد الشرع على أهمية العلاقات بين سوريا ولبنان، واصفًا لبنان بـ"العمق الاستراتيجي وخاصرة سوريا"، معربًا عن أمله في بناء علاقات استراتيجية وثيقة بين البلدين. كما أشار إلى عدد من النقاط الجوهرية:
تحرير سوريا من الميليشيات: وصف الشرع التحرير بأنه "إنقاذ للمنطقة من حرب عالمية ثالثة".
مرحلة بناء الدولة: أكد أن سوريا دخلت حقبة جديدة تتسم بالابتعاد عن الثأر وتركيز الجهود على بناء الدولة.
الحياد الإيجابي: أشار إلى أن الإدارة السورية تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف في لبنان، مشددًا على احترام سيادة لبنان ووحدة أراضيه.
إنهاء الانقسام الطائفي: عبّر عن أمله في أن تنتهي المحاصصة الطائفية في لبنان لتحل الكفاءات محلها.
التوازن الإقليمي: أبدى الشرع التزامًا بموقف لا ينحاز لأي طرف في لبنان، مع التشديد على أهمية دور سوريا في حماية المنطقة واستقرارها.
جنبلاط: أمل في عودة العلاقات الطبيعية
من جانبه، أعرب وليد جنبلاط عن أمله في أن تعود العلاقات السورية اللبنانية إلى طبيعتها عبر الأدوات الدبلوماسية، مؤكدًا ضرورة تعزيز التعاون بين البلدين لمواجهة التحديات المشتركة. جاءت تصريحاته خلال زيارته إلى دمشق على رأس وفد يضم نواب كتلة اللقاء الديمقراطي وشخصيات دينية درزية، حيث اجتمعوا مع الشرع ومسؤولين سوريين آخرين لبحث مستقبل العلاقات.
زيارة هي الأولى من نوعها
تعد هذه الزيارة الأولى لشخصية سياسية لبنانية بارزة إلى دمشق منذ فترة طويلة، وهو ما يشير إلى احتمال انفتاح قنوات جديدة للتواصل بين الجانبين. وضم الوفد اللبناني كلًا من: وليد جنبلاط، وائل أبو فاعور، وسامي أبي المنى، وتيمور جنبلاط
أنباء عن وفد سعودي إلى دمشق
في تطور لافت، تناقلت وسائل إعلام أنباء تفيد بوصول وفد سعودي رفيع المستوى إلى قصر الشعب في دمشق للقاء أحمد الشرع. إذا صحت هذه التقارير، فإنها تمثل خطوة أخرى نحو استعادة سوريا لدورها الإقليمي وتعزيز قنوات الحوار مع دول المنطقة.
ماذا يعني ذلك للمشهد الإقليمي؟
تأتي هذه التحركات في سياق دولي وإقليمي متغير، حيث تسعى سوريا إلى إعادة بناء علاقاتها مع الجوار العربي والدولي بعد سنوات من العزلة. اللقاء بين الشرع وجنبلاط قد يكون بداية لتحركات دبلوماسية تهدف إلى تهدئة الأوضاع في المنطقة، مع التركيز على إعادة تشكيل العلاقات السورية اللبنانية بما يخدم المصالح المشتركة.
الأيام القادمة قد تحمل مزيدًا من الوضوح حول مدى تأثير هذه اللقاءات على مسار العلاقات بين دمشق وبيروت، وما إذا كانت ستساهم في تهدئة المخاوف المحيطة بمستقبل الثورة السورية ودور سوريا في المنطقة.