أطلقت الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية البرنامج الأول للرعاية المتقدمة لمرضى السكتة الدماغية (ASLS)، بالتعاون مع جمعية القلب الأمريكية، في خطوة هي الأولى من نوعها في مصر.
وقال الدكتور محمد مصطفى عبدالغفار، رئيس الهيئة، إن البرنامج يمثل نقلة نوعية في تقديم الرعاية المتخصصة لمرضى السكتة الدماغية، لما لهذا التخصص من أهمية بالغة في إنقاذ حياة المرضى.
وأوضح "عبدالغفار" أن البرنامج يتم تنفيذه من خلال مركز تدريب الهيئة المعتمد من جمعية القلب الأمريكية، ويأتي ضمن جهود الهيئة لتعزيز مهارات الفرق الطبية في التعامل مع الحالات الحرجة، باستخدام أحدث الأساليب والبروتوكولات العالمية.
وأضاف أن التعاون مع جمعية القلب الأمريكية يمتد لبرامج سابقة مثل "الرعاية الأساسية للحياة" (BLS) و"الرعاية المتقدمة للحروق" (ABLS)، ما يعكس حرص الهيئة على تقديم تدريب طبي عالي المستوى.
برنامج جديد لإنقاذ مرضى السكتة الدماغية
وأشار إلى أن وحدات علاج السكتة الدماغية التابعة لها، مثل مستشفيي المطرية وشبين الكوم التعليميين، تضم فرقًا طبية متميزة تحقق إنجازات يومية في إنقاذ حياة المرضى.
ولفت إلى أن البرنامج الجديد يهدف إلى إعداد كوادر جديدة قادرة على مواصلة هذه الجهود، مع التركيز على توفير الرعاية مجانًا للحالات الطارئة.
وأعرب عن شكره الدعم المستمر من وزير الصحة والسكان، الذي يحرص على تعزيز البحث العلمي والتدريب في مختلف المجالات الطبية.
من جهته، أشاد الدكتور شريف وديع، مستشار وزير الصحة للرعاية الحرجة والطوارئ، بالدور الريادي للهيئة في التعليم الطبي المستمر، معتبرا أن إطلاق هذا البرنامج يعكس جهود الدولة في مواجهة تحديات السكتة الدماغية، التي تُعد من أبرز أسباب الوفاة عالميًا.
وأوضح أن الإحصائيات تشير إلى أن واحدًا من كل أربعة أشخاص معرض للإصابة بالسكتة الدماغية، مع تسجيل 18.500 حالة في مصر خلال عام 2023.
ونوه بأن الدولة تعمل على زيادة وحدات علاج السكتة الدماغية وتوعية المجتمع لتحسين نمط الحياة، ما يسهم في الوقاية من هذه الحالات.
تعاون مصرى دولى للرعاية المتقدمة للسكتات
بدوره، أكد الدكتور رامي خطار، المدير الإقليمي لجمعية القلب الأمريكية، أن السكتة الدماغية تمثل تحديًا صحيًا عالميًا متزايدًا، حيث تحدث إصابة كل 40 ثانية وحالة وفاة كل 3 دقائق على مستوى العالم.
وأوضح أن منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا تعاني من أعباء متزايدة نتيجة انتشار الأمراض المزمنة، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، مشيرًا إلى أن البرنامج الذي تم إطلاقه اليوم يعد خطوة مهمة لتزويد الكوادر الطبية بالمهارات اللازمة للتعامل مع هذه التحديات.
في السياق ذاته، أشار الدكتور هاني الشهيدي، رئيس البرنامج والممثل الإقليمي لجمعية القلب الأمريكية، إلى أن مركز تدريب الهيئة حصل على اعتماد الجمعية لتقديم برامج دعم الحياة ومنح شهادات معتمدة.
وأشاد بالكفاءات التدريبية التي تضاهي المستويات العالمية، لافتاً إلى أن المركز لا يقتصر على تدريب الفرق الطبية فقط، بل يمتد نشاطه ليشمل جهات مختلفة مثل الاتحادات الرياضية، ما يعكس تعددية جهوده.
جاء ذلك بحضور نخبة من القيادات الصحية، من بينهم الدكتور شريف وديع، والدكتور حازم خميس، رئيس منظمة مكافحة المنشطات المصرية، والدكتور محمد عبدالهادي، عميد معهد القلب القومي، إلى جانب قيادات الهيئة وأساتذة متخصصين في مجالات القلب والمخ والأعصاب. وقد أشار الحضور إلى أهمية البرنامج في تعزيز قدرات الفرق الطبية لمواكبة التطورات العالمية، بما ينعكس إيجابًا على تحسين الخدمات الطبية المقدمة للمرضى.