علياء عامر- إسراء سامي
“ترند- جدل – مشاكل- أزمات شخصية”.. كلمات تصف الحالة التي عاشها الإعلام الرياضي في السنوات الأخيرة، ليكون سببًا رئيسًا في تضخم الأزمات والمشاكل في الوسط الرياضي.
ويعد الإعلام الرياضي هو أحد أبرز الوسائل التي يتابعها عدد كبير من الجماهير، فالرياضة وخاصة كرة القدم، التي تعد هى اللعبة الشعبية الأولى في العالم، وتجمع الجمهور بمختلف أطيافه وأعراقه وثقافاته واتجاهاته وتؤثر فيهم.
ويمر الإعلام الرياضي في مصر، بالعديد من الأزمات، والتي على رأسها غياب المهنية بشأن المحتوى الذي يقدم داخل البرامج الرياضية، وبات المشهد عبثيا، حيث أصبحت أغلب البرامج الرياضية مكانًا لبث التعصب وتصفية الحسابات الشخصية دون احترام الجانب المهني.
دور الإعلام وتأثيره على الكرة المصرية
يعد الإعلام الرياضي بمختلف وسائله هو أحد المحركات الأساسية للمساهمة في تطوير الرياضة أو المشاركة في تدهور حالتها.
ودائمًا ما يلعب الإعلام الرياضي دورا مهمًا في التأثير على الرأي العام الرياضي سواء بالإيجاب أو السلب، فالإعلامي يمتلك قدرة هائلة على تغييرات وجهات النظر نحو موضوع أو مشكلة معينة.
ويمر الوسط الرياضي المصري بفترة جديدة مليئة بالتحديات والصعوبات خاصة بعد تعيين اتحاد كرة جديد برئاسة المهندس هاني أبو ريدة.
وتحتاج الكرة المصرية لدعم كبير من العاملين بمجال الرياضة بشكل عام سواء مسؤولين أو لاعبين بجانب الإعلام الرياضي المحرك الأساسي للرأي العام.
وقال كريم حسن شحاتة: “أرى أن الإعلام الرياضي له دور إيجابي، وبنطرح كل المشاكل والسلبيات، ونسعى لمعالجتها، موضحاً أن الزملاء الإعلامين وهو على رأسهم يحاولون معالجة السلبيات التي تظهر”.
وأكد تامر عبدالحميد: “الإعلام دوره مهم جدًا على الوسط الرياضي، فهناك كتير من القرارات التي يتم اتخاذها في الوسط على خلفية جماهيرية، وهذه الخلفية يتحكم في تشكيلها التوجه الاعلامي ولذلك المحتوى الذي يقدم يؤثر على الجماهير وبالتالي يؤثر على متخذ القرار”.
مرض الترند وتأثيره على الإعلاميين
“هاوس الترند”.. مرض خطير أصاب المجتمع المصري بشكل عام والوسط الرياضي بشكل خاص خلال السنوات الماضية.
ووقع الإعلام المصري فريسة لما يسمى بالتريند حيث بات بعض الإعلاميين يستخدمون تلك الوسيلة لتحقيق المجد والشهرة وأعلى نسبة مشاهدة دون الرجوع للهدف الأسمى أو الأصلح لما ينشره أو ما يروجه.
وأثر الترند على محتوى العديد من الإعلاميين في السنوات الأخيرة، حيث بات الترند هو المحرك الأساسي لاختيار الإعلامي أو الصحفي لمضمون المحتوى الذي يقدمه دون الاهتمام بمناقشة القضايا الهامة وتقديم محتوى قوي يفيد المشاهدين.
ففي السنوات الماضية شاهدنا العديد من الأزمات والمشكلات التي طُرِحت على الساحة الإعلامية من أجل الترند وزيادة عدد المشاهدين.
ووجدنا بعض الإعلاميين يطرحون القضايا بطرق وشكل مثير ويبدون أرائهم الغريبة التي تساهم في إثارة الرأي العام الرياضي كما وأنهم يحرضون الجمهور على التعصب والكراهية.
وأكد كريم حسن شحاتة: “الترند يؤثر على بعض الإعلامين وهذا الموضوع ليس له علاج، أحيانًا بتكون في مواضيع موثيرة فبتقول رأيك فيها وممكن يكون رأيك فيه إثارة ويبقى تريند، وفيه ناس بتتعمد تعمل تريند.
وأكمل: “يجب أن يكون هناك رقابة، وأرى أن دور الرقابة من هيئة الإعلام جيد، ولكن لا نستطيع أن نعالج موضوع التريند وهو مش حاجة وحشة”.
وقال تامر عبدالحميد: “الترند لا يتوقف تأثيره على محتوى بعض الاعلامين فقط حيث أصبح التارجت الأساسي لبعض الاعلامين في المحتوى الذي يقدم”.
وأضاف: “البعض يبحث على الترند وليس كيفية تقديم محتوى مفيد أو مختلف أو متنوع أو محتوى يجذب الناس باستثناء الترند، ودا طبعًا مش لكل الإعلامين إنما المعظم في الوقت الحالي بيفكر على الأقل إن جزء من المحتوى بيوجه للترند”.
غياب معاقبه المخطئ في تصريحات المسوؤلين
كما هو الحال في جميع الأنظمة الرياضية في الفترات الأخيرة، فلم يتم معاقبة أي إعلامي أو مسؤول عندما يخرج بتصريحات خاطئة تثير الرأي العام.
وأكد تامر عبدالحميد: “لا يوجد عقاب كافي للذي يتعمد الخطاء أو تحريف تصريحات بعض المسؤلين وأوجه اللوم على المسؤلين، لانه “يكسل” و”بيخاف” يدخل في صراعات مع أي إعلام يحرف أو لا يوثق الكلام الي قاله بشكل عام”.
تضارب المصالح وتأثيرها على المحتوى الإعلامي
لم يخلو الإعلام الرياضي من ظاهرة تضارب المصالح التي احتلت معظم الوسط الرياضي، ومثلت تحديًا كبيرًا أمام دور الإعلام وشفافيته، مما أدى إلى تشويه الحقائق وفقدانه للمصداقية.
واستخدم بعض الإعلاميين والصحفيين الوسائل الإعلامية للمجاملات من أجل تحقيق أغراض شخصية، فهناك البعض الذي يعمل على تلميع أشخاص وتمجيدهم “.
فمثلًا نرى بعض الإعلاميين يروجون للاعب بعينه إذا كان على علاقة به أو بوكيل أعمال اللاعب، وهناك البعض الذي يدافع عن نادي معين دون حيادية في طرح المشكلة أو القضية.
وقال كريم شحاتة: “تضارب المصالح بيأثر على نسبة من 30% إلى 40 % على البرامج الرياضية، ممكن تلاقي واحد عضو مجلس إدارة وإعلامي فمش هيعرف يتكلم في السلبيات”.
وأكد تامر عبدالحميد: “تضارب المصالح الشخصية كانت ومازالت وسوف تظل هي المحرك الأساسي في أي عمل أو أي محتوى إعلامي، إلا من رحم ربي، ولا يمكن استبعدها وإحنا في الأول والأخر بشر يعني، وغصب عن الإعلامي وصاحب الجريدة والمنصة الإعلامية هي إن يبقى في تأثير على المصالح الشخصية”.
وأضاف: “المعلن له تأثير وفي ريتش وعدد زوار وفي مشاهدات وكل دا داخل في المصالح الشخصية لإنه في الأخر بيترجم لمادة ودا بيأثر على المحتوى الإعلامي، ومش هنستطيع التغلب عليه لإن المصالح الشخصية موجودة في تكوين كل شخص يإما يندرج تحت الفئة الملائكية الي مش موجودة”.
هل الإعلام الرياضي يحتاج لقوانين جديدة لتحقيق الحيادية؟
يحتاج الوسط الإعلامي لقوانين لضبط المحتوى التي يتم تناوله على الساحة الرياضية، ونبذ التعصب على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال كريم شحاتة: الإعلام محتاج لقوانين، فهناك من يقول تصريحات لصالح جانب على الأخر، ولديه مصلحة مع أندية، وتقول خبر معين بشكل معين كل دي أشياء سلبية “.
وعن رأي تامر عبدالحميد: “الإعلام الرياضي يحتاج لقوانين جديدة و بروتوكولات لتحقيق الحيادية، كل هذا لا شئ أمام ضمير المتكلم، فضمير الصحفى و المذيع و المحلل، هو المقياس الأساسي في العمل نحاول أن نعالج الضمير و نسأل الله العفو و العافية عننا جميعا”.
واردف:” الإعلام الرياضي محتاج يتكلم لصالح الكرة المصرية وليس لصالح فئة بعينها، مؤكدًا إن الإعلام الرياضي للكرة المصرية هو المتحكم الأساسي في القطبين الأهلي ثم الأهلي ثم الأهلي ثم الزمالك”.
وأكد:” بنقول الأهلي 3 مرات لأنه المتحكم الأكبر في المنظومة الإعلامية بمختلف أنواعها سواء برامج وإذاعات، أو صحف، ومن الصعب أن يكون هناك حيادية كاملة في الإعلام
واختتم:” الإعلام موجه من جانب القطبين الأهلي والزمالك، ثم بعض الأندية الجماهيرية، مثل الاتحاد والاسماعيلي والمحلة، لنعود إلى إن الضمير هو الفيصل لكل ذلك”.
ماذا ينقص الإعلام الرياضي لتطوير الكرة المصرية؟
ويحتاج الإعلام الرياضي لعدة أمور لمواجهة التحديات التي تقف إمام الإعلام، وتحسين صورة المشهد الرياضي في مصر.
وأكد كريم حسن شحاتة:” الإعلام الرياضي يحتاج لمحترفين في الكورة، وتتعمل فقرات في اللوائح، ونناقش الأشياء التي تساهم في تطوير الكرة”.
وأوضح:” نناقش السلبيات والإيجابيات، والمتحدثون في البرامج يبقوا فاهمين، ليس مجرد مذيعين فقط، وتستضيف ناس محترفة في الإدارة، فهناك بعض الأشخاص بيتكلموا ومش بيبقوا فاهمين أو محترفين في صناعة كرة القدم”
وعن دور الإعلام في توعية الجماهير قال:” يجب أن يكون عقوبات من وزارة الداخلية واتحاد الكرة لأي مخطيء، بجانب قانون الشغب، والبرامج الرياضية وتوعية الجماهير وتحاول تهدي التعصب والفتنة،
واختتم:” نتحدث أن هذا ملعب وكورة، وكل واحد بينتمي لنادي وإنت رايح تشجع مش تشتم، ويجب أن يكون هناك قوانين لمعاقبة المخطيء ، ونحاول توعية الجماهير، والمخطيء يتعاقب، غياب العقوبات تؤدي لتكرار الخطأ”.