يتوقع العديد من المحللين أن تصل أسعار الذهب إلى 3,000 دولار للأوقية في العام المقبل، ولكن يُتوقع أن يتحقق هذا الارتفاع في النصف الثاني من عام 2025.
ومع استقرار الأسعار حاليًا حول 2,630 دولارًا للأوقية، فإن الهدف للعام المقبل يمثل زيادة بحوالي 13% مقارنةً بالارتفاع بنسبة 30% تقريبًا الذي شهده هذا العام.
في مقابلة حديثة، قالت شانتيل شيفن، رئيسة قسم الأبحاث في كابيتالايت للأبحاث، إن سوق الذهب في وضعية "ترقب وانتظار" بينما يحاول المستثمرون تقييم صحة الاقتصاد في مواجهة التضخم المستمر في الولايات المتحدة.
في الوقت نفسه، يحاول المستثمرون موازنة المخاطر الجيوسياسية وعدم اليقين مع استعداد الرئيس المنتخب دونالد ترامب لتولي مقاليد الحكم.
الذهب يصمد أمام الرياح المعاكسة
على الرغم من أن الذهب شهد استقرارًا منذ بلوغ الأسعار ذروتها في أواخر أكتوبر، لاحظت شيفن أن السوق تمكنت من الحفاظ على مكاسبها رغم التحديات الكبيرة.
ومع اقتراب العام الجديد، استقر الذهب عند دعم حاسم حول 2,600 دولار للأوقية بعد أن أشار مجلس الاحتياطي الفيدرالي، في اجتماعه الأخير للسياسة النقدية لعام 2024، إلى تقليل وتيرة خفض أسعار الفائدة في العام المقبل. ووفقًا لتوقعاته الاقتصادية المحدثة، يتوقع المركزي الأميركي خفض الفائدة مرتين فقط العام المقبل، مقارنة بأربع مرات كانت متوقعة في سبتمبر.
في هذا السياق، ترى شيفن أن أسعار الذهب ستتراوح بين 2,500 و2,700 دولار للأوقية في النصف الأول من عام 2025، لكنها تتوقع ارتفاعًا في النصف الثاني من العام، مما سيدفع الأسعار إلى ما فوق 3,000 دولار للأوقية.
توقعات متفائلة للبنوك العالمية
في بداية عام 2024، كانت شيفن الأكثر تفاؤلًا بين جميع المحللين المشاركين في استطلاع توقعات رابطة سوق السبائك بلندن لعام 2024.
وقالت: "ما زلت متفائلة بشأن الذهب لعام 2025 كما كنت في عام 2024، لكن سوق الذهب بحاجة الآن إلى استراحة قصيرة".
من جانبه، يتوقع بنك أمريكا أيضًا استقرار أسعار الذهب خلال النصف الأول من عام 2024، على الرغم من أنه يرى أن الأسعار ستتجاوز 3,000 دولار. وقال مايكل ويدمر، المدير الإداري ورئيس أبحاث المعادن بالبنك، خلال ندوة سنوية للتوقعات، إن "البيئة الحالية لا توفر أي دافع ملموس لعودة المستثمرين إلى السوق".
أوضح محللو السلع في ثاني أكبر بنك أميركي أن الذهب يواجه تحديات كبيرة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى اضطرار المستثمرين الغربيين للتعامل مع عوائد السندات المرتفعة واحتمالية قوة الدولار الأميركي. وأضاف المحللون: "من المرجح أن تدفع إدارة ترامب بمزيج من السياسات التي ستعزز النمو والتضخم وأسعار الفائدة والدولار الأميركي، مما قد يحد من شهية المستثمرين لشراء الذهب على المدى القريب".
في المقابل، يركز العديد من المستثمرين على المشهد العالمي.
وقال جون لافورج، رئيس استراتيجية الأصول الحقيقية في ويلز فارجو، إن الطلب على الذهب من البنوك المركزية في الأسواق الناشئة سيكون المحرك الرئيسي للأسعار، حيث تواصل الدول تنويع احتياطاتها بعيدًا عن الدولار الأميركي.
وأضاف: "معظم الأسواق الناشئة التي تحتفظ بالذهب في ميزانياتها لا تزال تمتلك نسبة صغيرة جدًا، تتراوح بين 1% و2% فقط. أعتقد أن هذا الاتجاه لديه مجال كبير للنمو".
الطلب الاستهلاكي في الأسواق الناشئة يكتسب زخمًا
مع بداية عام 2024، دفعت المشتريات القياسية من البنوك المركزية والطلب غير المسبوق من المستهلكين والمستثمرين الآسيويين، وخاصة الصينيين، أسعار الذهب للارتفاع.
ورغم تباطؤ عمليات شراء الذهب من قبل البنوك المركزية في الأشهر الأخيرة، إلا أنها لا تزال مشترية صافية، ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه بقوة حتى عام 2025.
وفي الوقت نفسه، قد تواجه الطلبات على المجوهرات في الهند ضغوطًا قصيرة الأجل بسبب فترات دينية غير مفضلة لشراء الذهب، لكن الطلب الاستثماري يظل داعمًا للسوق.
نظرة مستقبلية إيجابية لعام 2025
في تقريرها لعام 2025، توقعت ستيت ستريت جلوبال أدفايزورس احتمالًا بنسبة 50% لتداول الذهب بين 2,600 و2,900 دولار للأوقية، واحتمالًا بنسبة 30% لتداوله بين 2,900 و3,100 دولار للأوقية، بينما قدرت احتمال تراجع مستدام للأسعار إلى أقل من 2,600 دولار بـ20% فقط.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
