أخبار عاجلة
رحلة تطوير الذكاء الاصطناعي.. قصة صراع الدول ... -
حملة لتحسين السلامة بسوق السبت -

أكبر محطة طاقة كهرومائية في العالم.. هل تثير نزاعًا بين دولتين؟

أكبر محطة طاقة كهرومائية في العالم.. هل تثير نزاعًا بين دولتين؟
أكبر محطة طاقة كهرومائية في العالم.. هل تثير نزاعًا بين دولتين؟

أعلنت الصين أنها ستمضي قدمًا ببناء أكبر محطة طاقة كهرومائية في العالم، في خطوة من شأنها تعزيز مكانة بكين الريادية في مجال الطاقة المتجددة.

ووفقًا لتطورات قطاع الطاقة الكهرومائية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، ستفوق المحطة الجديدة من حيث الحجم والقدرة سد الخوانق الثلاثة، الواقع على نهر اليانغتسي، والذي يعدّ حاليًا أكبر منشأة للطاقة الكهرومائية في العالم، بأكثر من 3 أضعاف.

ويقع المشروع في الحافة الشرقية لهضبة التبت قرب الحدود الهندية على الروافد السفلى لنهر يارلونغ زانغبو، وسيشكّل إنجازًا تقنيًا وبيئيًا غير مسبوق، سيسهم في دعم مساعي الصين لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060.

ورغم الطموح الكبير، فإن مشروع أكبر محطة طاقة كهرومائية في العالم يواجه تحديات لوجستية وبيئية وسياسية هائلة، لا سيما في ظل التوترات الحدودية مع الجارة الهند.

قدرة أكبر محطة طاقة كهرومائية في العالم

تصل قدرة أكبر محطة طاقة كهرومائية في العالم، المقرر بناؤها، إلى نحو 60 غيغاواط، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتهدف المحطة إلى تحقيق إنتاج نحو 300 مليار كيلوواط/ساعة سنويًا، ما يجعلها تتجاوز في القدرة الإنتاجية سد الخوانق الثلاثة، الذي تبلغ الطاقة التصميمية له 88.2 مليار كيلوواط/ساعة، وفقًا لتقديرات شركة باور كونستركشن كوربوريشن أوف تشاينا.

سد الخوانق الثلاثة في الصين
سد الخوانق الثلاثة في الصين - الصورة من أوراشيان تايمز

ومن المتوقع أن تسهم المحطة في تحقيق العديد من الأهداف الإستراتيجية، منها تعزيز أمن الطاقة، وتوفير وظائف جديدة في المناطق النائية، وتحفيز الصناعات المرتبطة بالطاقة المتجددة.

كما يُنظر إلى المشروع بأنه خطوة أساسية في خفض انبعاثات الكربون، إذ ستسهم أكبر محطة طاقة كهرومائية في العالم في تقليل اعتماد بكين على الوقود الأحفوري.

موقع أكبر محطة طاقة كهرومائية في العالم

اختير موقع أكبر محطة طاقة كهرومائية في العالم بعناية للاستفادة من التدفق الهائل لنهر يارلونغ زانغبو، الذي يُعدّ أحد أغزر الأنهار في العالم، وهو تاسع أكبر نهر في العالم من حيث كمية المياه المتدفقة، بمعدل 19 ألفًا و825 قدمًا مكعبة/ثانية.

يقع جزء من نهر يارلونغ زانجبو على عمق 2000 متر ضمن مسافة قصيرة تبلغ 50 كيلومترًا (31 ميلًا)، ما يوفر إمكانات هائلة لتوليد الطاقة الكهرومائية، بالإضافة إلى تحديات هندسية فريدة.

وتمتد المحطة على واحد من أكثر الأودية عمقًا في العالم، ويجري النهر عبر مناطق متميزة، إذ ينشأ في منطقة التبت، ثم يتدفق إلى الهند، وأخيرًا يشكّل الدلتا في بنغلاديش.

نهر يارلونغ زانغبو
نهر يارلونغ زانغبو - الصورة من "iflscience"

بعد مساره الشرقي الذي يبلغ طوله 1100 كيلومتر، والذي يتلقى من خلاله العديد من الروافد، يتحول النهر فجأة إلى الشمال الشرقي ويقطع مسارًا عبر سلسلة من الوديان الضيقة بين الكتل الجبلية في الطرف الشرقي من جبال الهيمالايا، ثم يتجه جنوبًا، ويعبر خط السيطرة الفعلية بين الصين والهند بجدران الوادي التي تمتد إلى الأعلى لمسافة 5000 متر أو أكثر على كلا الجانبين، ليشكّل مضيقًا عميقًا عند دخوله الهند.

التحديات البيئية والاجتماعية

رغم التفاؤل الرسمي، يثير المشروع مخاوف جدّية بشأن تأثيراته البيئية والاجتماعية، إذ يتذكّر الكثيرون الآثار السلبية لبناء سد الخوانق الثلاثة، الذي تسبَّب في تهجير أكثر من 1.4 مليون شخص، ودمّر العديد من النظم البيئية.

ويخشى أن تُسبِّب أكبر محطة طاقة كهرومائية في العالم تدميرًا أكبر، بالنظر إلى موقعها في منطقة ذات تنوع بيولوجي غني ونظم بيئية هشة.

كما يُتوقع أن تكون تكاليف المشروع ضخمة، إذ ستفوق بكثير تكلفة بناء سد الخوانق الثلاثة، التي بلغت نحو 254.2 مليار يوان (34.83 مليار دولار)، ستشمل تكاليف إعادة توطين المجتمعات المحلية المتضررة وتكاليف الإنشاءات الهندسية الهائلة.

(اليوان الصيني = 0.14 دولارًا أميركيًا)

نزاع محتمل مع الهند

أثار إعلان مشروع إنشاء أكبر محطة طاقة كهرومائية في العالم توترات سياسية بين الصين والهند، إذ يمرّ نهر يارلونغ زانغبو (المعروف في الهند باسم براهمابوترا) عبر الحدود المشتركة بين البلدين.

وتخشى نيودلهي أن يؤثّر السد بتدفّق المياه نحو أراضيها، وهو ما قد يضرّ بمواردها المائية، ويؤدي إلى مشكلات زراعية واقتصادية.

فخلال مواجهات حدودية سابقة، مثل نزاع دوكلام عام 2017، أوقفت الصين فجأة تبادل البيانات الهيدرولوجية مع الهند، ما زاد من تعقيد العلاقات بين البلدين.

وعدّت الهند هذا السلوك مؤشرًا على احتمال تكرار مثل هذه الإجراءات في المستقبل، لا سيما مع غياب الآليات الدولية الفعالة لمراقبة الأنشطة المائية عبر الحدود.

وبموجب القانون الدولي العرفي المستند إلى قواعد هلسنكي لعام 1968 واتفاقية الأمم المتحدة لعام 1997 بشأن الاستعمالات غير الملاحية للمجاري المائية الدولية، لا يمكن لدولة النهر السفلي أن تعترض على التدخلات في النهر من قبل دولة النهر العلوي.

وفي المقابل، من الممكن أن تطلب دولة تقع على ضفة النهر السفلي إخطارًا مسبقًا بنيّة التدخل، ومعلومات فنية مفصلة كاملة، ومراعاة مخاوف الدولة الواقعة على ضفة النهر السفلى، وإجراء مشاورات مسبقة، وقبول مبدأ تجنُّب "الضرر الجسيم" أو "الإصابة الجسيمة" للدولة الواقعة على ضفة النهر السفلى، وهو ما تستند إليه الهند.

ومع ذلك، يُلْحَظ أن الصين لم تُبدِ شفافية كافية بشأن خططها المتعلقة بإنشاء أكبر محطة طاقة كهرومائية في العالم، ما أثار قلقًا دوليًا من تأثير المشروع بالدول الواقعة في اتجاه مجرى النهر.

وعلى ذلك، فمن الضروري أن تعمل الصين على تعزيز الشفافية والتعاون مع جيرانها، ولا سيما الهند، لضمان تنفيذ المشروع بطريقة مسؤولة ومستدامة، إذ قد يمثّل نجاح هذه المحطة نموذجًا عالميًا للطاقة المتجددة، لكنه يتطلب إدارة حكيمة لتجنُّب التوترات الإقليمية وضمان حماية البيئة والمجتمعات المحلية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

  1. إعلان مصادقة الحكومة الصينية على إنشاء أكبر محطة طاقة كهرومائية في العالم من رويترز.
  2. التوترات المترتبة على المشروع بين الصين والهند من منصة أوراشيان تايمز.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق «ستلفت الأنظار».. حظك اليوم برج الميزان الثلاثاء 24 ديسمبر
التالى الجامعة العربية تتابع بقلق بالغ التطورات الميدانية في سوريا