أعلنت شركة الطاقة الإيطالية إيني نجاح تشغيل أحدث حاسب فائق الأداء للأغراض الصناعية؛ بهدف تعزيز اكتشاف النفط والغاز ودعم الطاقة النظيفة في عملياتها العالمية.
وبحسب المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فالحاسب "اتش بي سي 6" (HPC6) هو الأقوى من نوعه خارج الولايات المتحدة، والأول في أوروبا، كما حلَّ في المرتبة الخامسة لأسرع الحواسيب في العالم.
وبتكلفة 100 مليون يورو (104 ملايين دولار أميركي)، ترمي الشركة إلى الفوز بسباق التقدم التقني لتحسين عمليات التنقيب عن موارد النفط والغاز عبر تطوير حواسيبها منذ ثمانينيات القرن الماضي.
وبسرعة وقدرة معالجة كبيرين، تراهن إيني على ذلك النوع من الحواسيب العملاقة التي تصفها بـ"الإرث التقني"، بما يمنحها ميزات تنافسية، ويوطد أقدامها على الساحة العالمية، ويدعم تسريع وتيرة تحويل الطاقة.
حاسب يُجري مليون مليار عملية في الثانية
لأول مرة بعد إطلاقه رسميًا في 19 نوفمبر/تشرين الثاني (2024)، أعلنت إيني تشغيل الحاسب فائق الأداء اتش بي سي 6 أو الجيل الجديد من نظام الحوسبة عالي الأداء (high-performance computing) داخل مركز البيانات الخضراء التابع للشركة في مدينة فيريرا إربوغنانو الإيطالية.
يحتوى الحاسب على 14 ألف وحدة لمعالجة الرسوميات من شركة "إيه إم دي" (AMD)، وهي رقائق ذات قدرات عالية تُستعمل في إجراء الحسابات المعقّدة وتشغيل عمليات الذكاء الاصطناعي.
وتصل سرعة الحاسب إلى 477 بيتا فلوب في الثانية، أي إنه قادر على إجراء كوادريليون (مليون مليار) عملية في الثانية الواحدة.
وعند تشغيله يقوم بتحليل ومعالجة البيانات من أجل اكتشاف خزانات نفط وغاز جديدة، بالإضافة إلى إجراء حسابات تستهدف دفع الطاقة النظيفة قدمًا.
ومن المقرر استعمال الحاسب فائق الأداء في إدارة سحب البلازما بمفاعلات الاندماج النووي لاكتشاف مواد جديدة ورفع كفاءة وسائل احتجاز الكربون، وأيضًا تحسين أداء ألواح الطاقة الشمسية.
وهنا تقول شركة إيني، إن إطلاق الحاسب فائق الأداء لحظة محورية في إستراتيجيتها لإزالة الكربون بفضل التقنية والابتكار التي تميزها مع تحقيق القيمة عبر تطوير مشروعات جديدة بقطاع تحول الطاقة.
ومن شأن توافر الحاسب "إتش بي سي 6" أن يسرّع تحول الطاقة في أعمال إيني، ويمكّنها من تحديد الحلول المبتكرة والقابلة للتطوير والمستدامة اقتصاديًا، مع تسريع تطوير مشروعات جديدة ذات إمكانات عالية.
حواسيب اكتشاف النفط والغاز
يقول مدير قسم الأبحاث والأعمال الرقمية في شركة إيني لورينزو فيوريلو، إن قسم الحوسبة الفائقة بالشركة ساعد بتدعيم سمعة الشركة العالمية في مجال التنقيب عن النفط والغاز.
وبحسب المسؤول، نجحت إيني في بناء قدرات كبرى في ترميز الخوارزميات لتشغيل الحاسب فائق الأداء "اتش بي سي 6"، وتلك ليس المرة الأولى، فقد بدأت الشركة استحداث رموزها الخاصة في ثمانينيات القرن الماضي.
ومؤخرًا، استعملت الشركة الحاسب فائق الأداء في كل الاكتشافات الأخيرة، حيث ساعد في اجتياز طبقة ما قبل الملح، وهي سلسلة تكوينات جيولوجية تحت طبقات سميكة من الملح، وتقع على جانبَي جنوب المحيط الأطلنطي.
وأضاف: "تمكّنّا من إيجاد النفط في أماكن لم نرَ فيها شيئًا.. خوارزمياتنا قادرة على رسم صور واضحة عن مكان النفط وحجمه".
وتستعمل شركات النفط العالمية الحواسب فائقة الأداء لتحليل بيانات المسوح الزلزالية ونمذجة سلوك خزانات النفط والغاز منذ سنوات مضت، ومؤخرًا بدأت تستعمل الذكاء الاصطناعي لتطوير توائم رقمية للأصول لاستحداث مئات الخيارات المتاحة لكيفية حفر الحقول وتحديد أماكن الآبار.
ويُقصَد بنمذجة الخزانات إنشاء نموذج افتراضي لخزان النفط بناءً على البيانات الجيولوجية وسجلات الآبار والمسوحات الزلزالية وغيرها من المعلومات.
وبحسب فيوريلو، كانت شركة إيني إحدى الشركات القليلة التي واصلت بناء حواسيبها الخاصة بدلًا من الاعتماد على شراء خدمات الحوسبة السحابية، مثل شركات إكسون موبيل وشيفرون الأميركيتين وشل متعددة الجنسيات التي تستعمل الحواسيب الفائقة في المركز الوطني الأميركي لتطبيقات الحوسبة الفائقة ومختبر لوس ألاموس الوطني.
حواسيب منافسة
الحاسب فائق الأداء "اتش بي سي 6" ليس الأقوى في العالم، بل يسبقه 3 حواسيب بحثية أميركية وحاسب "إيغل" (Eagle) التابع لشركة مايكروسوفت.
وردًا على مخاوف تحيط بتفوق أنظمة الحوسبة العملاقة على الحواسيب فائقة الأداء، تقول شركة إيني، إن "اتش بي سي 6" في مكانة جيدة تؤهّله لتوسعات مستقبلية.
ومن أبرز أنظمة الحوسبة العملاقة عالميًا "كولوسوس" (Colossus) الذي طورته شركة الذكاء الاصطناعي المملوكة لمالك شركة السيارات الكهربائية تيسلا، إيلون ماسك.
ويقول رجل الأعمال الشهير، إنه مزوّد بـ100 ألف وحدة معالجة رسومية من نوع نيفيديا اتش 100 (Nvidia H100)، وفي غضون أشهر سيتضاعف حجمه إلى 200 ألف.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1- تشغيل إيني للحاسب فائق الأداء من فايننشال تايمز
