في ذكرى ميلاد ملك حفنى ناصف التي تعد واحدة من أبرز النساء في تاريخ مصر الحديث، يستعرض "موقع السبورة" ملامح من حياته..المعروفة أيضًا باسم "باحثة البادية"، أول فتاة مصرية تدافع عن حقوق المرأة، وأول فتاة تحصل على الشهادة الابتدائية في مصر، والصوت المنادى بالمساواة.
نشأة وتعليم ملك حفنى
ولدت ملك حفنى ناصف في 25 ديسمبر 1886، في حي الدرب الأحمر بالقاهرة، مصر. نشأت في عائلة متعلمة ومثقفة حيث كان والدها حفني ناصف أحد الأدباء والشعراء المعروفين في ذلك الوقت..تلقت تعليمها الأولي في المنزل، ثم التحقت بمدرسة السنية للبنات، حيث كانت من أوائل الفتيات اللاتي تلقين تعليمًا نظاميًا في مصر. تخرجت من المدرسة في عام 1900 لتصبح أول فتاة مصرية تحصل على الابتدائية، واستكملت دراستها في قسم المعلمات الذي كان يعد النساء للعمل كمدرسات.
مراحل تعليم ملك حفني
بدأت ملك حفنى ناصف مسيرتها المهنية كمعلمة في مدرسة السينية، ثم انتقلت للعمل كمدرسة في مدرسة الهلالية. خلال فترة عملها كمعلمة، كانت تعكف على كتابة المقالات والأبحاث الأدبية، حيث بدأت تبرز موهبتها ككاتبة ومفكرة.
مشوار ملك حفني في الصحافه
عملت ملك حفنى كاتبة في عدة صحف ومجلات مثل "المؤيد" و"الأهرام"، حيث كانت تنشر مقالاتها تحت الاسم المستعار "باحثة البادية". كانت مقالاتها تتميز بالجرأة والوضوح، حيث تناولت فيها موضوعات تعتبر من المحرمات في ذلك الوقت، مثل حقوق المرأة في التعليم والعمل.
وكانت ملك في كتاباتها تنادي بضرورة تعليم الفتيات وتمكينهن من حقوقهن، واعتبرت من أوائل من طالبوا بذلك في المجتمع المصري.
نضال ملك حفني في مجال حقوق المرأة
أسست ملك حفنى ناصف جمعية "الاتحاد النسائي المصري" في عام 1914، وهي من أوائل الجمعيات النسائية التي طالبت بحقوق المرأة في مصر. كانت هذه الجمعية منصة للنشاط النسائي، حيث نادت بحقوق المرأة في التعليم والعمل والمشاركة السياسية.
وشاركت في العديد من المؤتمرات والندوات التي كانت تدور حول قضايا المرأة وحقوقها، كما ألقت العديد من المحاضرات التي تناولت فيها موضوعات متنوعة مثل الزواج، التعليم، والعمل، وكانت تلقي محاضراتها بأسلوب بسيط وجذاب، مما جعلها تحظى بشعبية واسعة بين النساء والرجال على حد سواء.
دور ملك حفنى الأدبي
ألفت ملك حفني ناصف العديد من الكتب والمقالات التي تتناول قضايا المرأة والمجتمع. من أبرز أعمالها كتاب "المرأة المصرية" الذي تناولت فيه حقوق المرأة وواجباتها، وعرضت فيه رؤيتها لمستقبل المرأة في مصر.
ملك حفني زميلة نبوية موسى ومنافسة قاسم أمين
كانت ملك حفنى ناصف، المعروفة أيضًا باسم "باحثة البادية"، رفيقة لنبوية موسى ليس فقط في المرحلة الابتدائية حيث درست لها لكن كذلك في الفكر كذلك فكليهما من الرائدات في مجال تعليم المرأة في مصر. نشأت علاقة قوية بين ملك ونبوية، حيث كانتا تتشاركان الرؤية والتفاني في النهوض بحقوق المرأة وتعليمها...وذكرت نبوية موسى في إحدى خطبها التأبينية أن ملك كانت تمتلك إيمانًا عميقًا بالدين، وكانت تجسده في كتاباتها وأفكارها.
أما علاقتها بقاسم أمين، الذي يُعتبر أحد الرواد في تحرير المرأة في مصر، كانت ملك حفني ناصف تحمل وجهات نظر مختلفة عنه في بعض القضايا..فبينما دعا قاسم إلى إطلاق حرية المرأة بشكل كامل مناديا بالتنوير وبإلغاء الحجاب في كتابيه "تحرير المرأة" و"المرأة الجديدة"، كانت ملك حفني ترى من وجهة نظرها أن تحرير المرأة يمكن من خلال التعليم دون الحاجة إلى إلغاء الحجاب،هذا الاختلاف في الرؤية أدى إلى صراعات فكرية بينهما، حيث كانت ملك تنتقد الدعوات إلى خلع الحجاب فهاجمت قاسم كثيرا.
ملك حفني توفت في سن صغير
توفيت ملك حفني ناصف في 17 أكتوبر 1918 عن عمر يناهز 32 عامًا، بعد إصابتها بمرض التيفويد. وعلى الرغم من حياتها القصيرة، إلا أنها تركت إرثًا كبيرًا في مجال حقوق المرأة والنشاط الأدبي. ساهمت كتاباتها ومحاضراتها في تغيير وجهة نظر المجتمع تجاه المرأة، وفتحت الطريق أمام الأجيال القادمة من النساء لتحقيق المزيد من الحقوق والمساواة.
ذكرى ميلاد ملك حفنى ناصف فرصة لتسليط الضوء على إنجازات النساء التى ساهمن في تغيير المجتمع. ملك حفني ناصف لم تكن مجرد كاتبة أو معلمة، بل كانت رائدة في مجال حقوق المرأة، وفتحت الطريق أمام النساء لتحقيق المزيد من الحقوق والمساواة..لذا عملت قصور الثقافة على وضعها في ذكرى ميلادها ووفاتها ضمن البرامج والأنشطة في الأقاليم والمحافظات.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.