أعلن الجيش النيجيري، الجمعة، أن ضربة جوية استهدفت جماعة مسلحة في شمال غرب نيجيريا أدت إلى مقتل ما لا يقل عن عشرة مدنيين بطريق الخطأ.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع النيجيرية، إدوارد بوبا، في مؤتمر صحفي، إن القرويين لقوا حتفهم يوم عيد الميلاد عندما استهدفت القوات الجوية قاعدة لوجيستية تابعة لجماعة "لاكوراوا" المتمردة في منطقة سيلام بولاية سوكوتو.
القصف الجوي استهدف القرويين عن طريق الخطأ
وأضافت حكومة ولاية سوكوتو، الخميس، أن القصف الجوي استهدف القرويين عن طريق الخطأ في الساعات الأولى من يوم الأربعاء، أثناء محاولة القوات الجوية إخراج المتمردين من المنطقة.
الضربة الجوية استهدفت بشكل مباشر عناصر "لاكوراوا"
وأكد بوبا، الجمعة، أن الضربة الجوية استهدفت بشكل مباشر عناصر "لاكوراوا"، إلا أن المدنيين قتلوا نتيجة "انفجارات عرضية" وقعت أثناء الهجوم.
وتأتي هذه الحادثة في ظل تصاعد أنشطة جماعة "لاكوراوا" التي بدأت تتسلل إلى نيجيريا بعد سلسلة من اسقاط الأنظمة العسكري التي شهدتها النيجر ومالي وبوركينا فاسو، مما أثر على التعاون الإقليمي لمواجهة التهديدات العابرة للحدود.
استسلام نحو 130 ألف فرد مرتبطين بجماعة "بوكو حرام" الإرهابية
وفي وقت سابق أعلن الجنرال كريستوفر موسى، رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع في نيجيريا، أن نحو 130 ألف فرد مرتبطين بجماعة "بوكو حرام" الإرهابية قد ألقوا أسلحتهم واستسلموا خلال الأشهر الخمسة الماضية، وجاء ذلك خلال كلمته في مؤتمر مراقبة الأمن الإفريقي الذي عُقد في العاصمة القطرية الدوحة يوم الخميس.
تفاصيل الاستسلام
وفقًا للجنرال موسى، شهدت الفترة ما بين 10 يوليو و9 ديسمبر استسلام 30,426 مقاتلًا من الجماعة الإرهابية، إضافة إلى 36,774 امرأة و62,265 طفلًا كانوا مرتبطين بها.
وأشار موسى إلى أن هذا التطور يُعزى إلى مزيج من العمليات العسكرية الفعالة، الحوار المجتمعي، وبرامج إعادة التأهيل التي تنفذها الحكومة النيجيرية.
السياق الأمني
تعد هذه الأرقام جزءًا من جهود نيجيريا المستمرة للقضاء على التمرد الجهادي الذي بدأ منذ أكثر من عقد. وعلى الرغم من التقدم المحرز، لا يزال العدد الدقيق لعناصر "بوكو حرام" غير واضح، إلا أنه يُقدر بعشرات الآلاف.
وأكد الجنرال أن العديد من أفراد الجماعة اختاروا الاستسلام بسبب الجوع والظروف المعيشية القاسية في المناطق التي كانوا ينشطون فيها، مما أدى إلى انخفاض معنوياتهم بشكل كبير.
نشاط "بوكو حرام" وتأثيرها
- تأسست "بوكو حرام" في نيجيريا بهدف إقامة دولة إسلامية، ونفذت منذ ذلك الحين هجمات واسعة النطاق في تشاد والكاميرون، ما جعلها مصدر قلق إقليمي.
- تسبب تمرد الجماعة في مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص وتشريد الملايين، مما خلف آثارًا إنسانية واقتصادية كارثية في المنطقة.
استراتيجية الجيش النيجيري
تعتمد الحكومة النيجيرية على نهج مزدوج يجمع بين القوة العسكرية الصارمة وبرامج إعادة التأهيل وإعادة الإدماج للعناصر المستسلمة وعائلاتهم، بهدف تقويض قدرة الجماعة على استقطاب مزيد من المجندين.
التحديات المقبلة
على الرغم من هذا النجاح، يواجه الجيش النيجيري تحديات كبيرة، بما في ذلك:
- التعامل مع الأعداد الكبيرة من المستسلمين وعائلاتهم.
- ضمان إعادة تأهيلهم وإدماجهم بشكل فعّال في المجتمع.
- التصدي لبقايا "بوكو حرام" التي ما زالت تشكل تهديدًا أمنيًا كبيرًا في المنطقة.
تواصل نيجيريا العمل مع شركائها الإقليميين والدوليين لتعزيز الاستقرار في غرب إفريقيا وضمان القضاء على جذور الإرهاب في المنطقة.