في حادث مروّع أعلى الطريق الدائري بمنطقة المعادي، جسّد السائق كريم راشد (67 عامًا) أسمى معاني التضحية والشهامة، السائق، الذي يعمل لدى إحدى المدارس الدولية، دفع حياته ثمنًا لإنقاذ 28 طفلًا ومشرفة مدرسية كانوا على متن حافلة "ميني باص"، بعد أن فقد السيطرة على السيارة أثناء محاولة تفادي سيارة ملاكي عرقلت طريقه.
وفقًا لشهادة المشرفة المرافقة، بدأ الحادث عندما فوجئ "كريم" بسيارة تضايقه قبل نزلة المعادي، للحفاظ على سلامة الأطفال، طلب من المشرفة نقلهم إلى الجزء الخلفي من الحافلة وأغلق أبوابها لضمان عدم سقوط أي طفل، عندما أدرك أن الحافلة على وشك السقوط من أعلى الطريق الدائري، قرر الاصطدام بالحاجز الخرساني، ما أوقف السيارة ومنع وقوع مأساة.
رغم نجاح خطته في حماية أرواح الأطفال، دفع "كريم" الثمن غاليًا، حيث توفي متأثرًا بإصاباته البالغة، لم تسفر الحادثة سوى عن إصابات طفيفة بين الأطفال، فيما أصيبت المشرفة بكسر في الذراع.
الحادثة أثارت موجة واسعة من الحزن والإشادة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أشاد أولياء الأمور ومستخدمي الإنترنت بشجاعة "بطل الدائري"، معبرين عن امتنانهم لما فعله للحفاظ على سلامة الأبناء.
الأجهزة الأمنية انتقلت فور تلقي البلاغ إلى موقع الحادث، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، فيما تم نقل جثمان السائق إلى المستشفى لتسليمها لأسرته.