قالت منظمة الصحة العالمية في بيان لها بمناسبة مرور 5 سنوات على ظهور فيروس كورونا، إنه في 11 ديسمبر 2019، اطلع مكتب المنظمة في الصين على بيان إعلامي صادر عن لجنة الصحة البلدية في مدينة ووهان حول حالات "الالتهاب الرئوي الفيروسي"، مما كان بداية ظهور فيروس كورونا. ومنذ ذلك الوقت، أصبح الفيروس جزءًا أساسيًا من حياتنا وعالمنا.
مدير الصحة العالمية: السلام سيظل دائمًا أفضل دواء لصحة ورفاهية البشر
وأوضحت المنظمة أنه فور حلول العام الجديد، بدأت فرق العمل في تفعيل أنظمة الطوارئ في الأول من يناير 2020، وأبلغوا العالم في الرابع من يناير. وبحلول الفترة من 9 إلى 12 يناير، نشرت المنظمة أول مجموعة من الإرشادات للدول، وفي 13 يناير تم جمع الشركاء لوضع المخطط الأولي للتحليل المختبري لفيروس كورونا.
وأضافت المنظمة أن هذه الفترة شهدت العديد من الاجتماعات مع خبراء ووزارات الصحة من مختلف أنحاء العالم، حيث تم جمع البيانات وتحليلها ومشاركتها مع الجميع. كما أكدت على أهمية تكريم الأرواح التي تأثرت بالفيروس، وكذلك الاعتراف بمعاناة الأشخاص المصابين بمرض "كورونا الطويل"، وتقديم الشكر للعاملين في مجال الصحة الذين قدموا تضحيات كبيرة من أجل رعاية المرضى.
وأكدت منظمة الصحة العالمية على ضرورة أن تواصل الصين مشاركة البيانات والوصول إليها حتى يتمكن العالم من فهم أصول الفيروس بشكل أفضل، مشيرة إلى أن الشفافية والتعاون بين الدول يعدان أمرين أساسيين للوقاية من الأوبئة المستقبلية.
اعتماد أول لقاحات لجدرى القرود
وفيما يتعلق بالاستعداد للجائحة المقبلة، قال الدكتور تيدروس أدهانوم غبريسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، إن الجواب على سؤال "هل أصبح العالم أكثر استعدادًا للجائحة القادمة مقارنة بكورونا؟" هو "نعم ولا". وأوضح أن الاستعداد يتطلب تمويلًا كافيًا لضمان توزيع الأدوية واللقاحات بشكل عادل بين الدول، وكذلك تشجيع إنتاج الأدوية واللقاحات المحلية.
كما أشار إلى أن بعض الدول قد تبنت تقنيات حديثة مثل تقنية mRNA لتطوير اللقاحات، بينما لم تتمكن بعض الدول الأخرى من إدخالها بعد. وأضاف أن منظمة الصحة العالمية ساعدت في تطوير عدد من المعامل في عدة دول لتعزيز أنظمة تحليل الفيروسات. وقال إن العالم لا يزال يواجه بعض أوجه الضعف التي سمحت باستمرار تأثير فيروس كورونا لمدة خمس سنوات.
وأشار أيضًا إلى أنه تم وضع اتفاق مع الدول الأعضاء في المنظمة للاستعداد للجائحة القادمة، وهو ما سيساعد في تحقيق الأهداف المستقبلية في مجال التأهب للجائحة.
الدعوة للسلام وتطوير الصحة العالمية
قال الدكتور تيدروس أدهانوم غبريسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، في بيان له إنه خلال أسبوع عيد الميلاد، كان في اليمن في مهمة للأمم المتحدة للتفاوض مع السلطات الفعلية في البلاد للإفراج عن العاملين في المجال الإنساني الذين اعتقلوا ظلماً. وأكد أن المحادثات مع الحوثيين كانت إيجابية، ويأمل أن تؤتي ثمارها.
وتابع أنه أثناء انتظارهم للصعود إلى الطائرة في صنعاء، تعرض المطار لقصف جوي إسرائيلي، مما أسفر عن وفيات وإصابات وذعر. وأضاف أن هذا الهجوم كان تذكيرًا آخر بالتهديد المتزايد الذي يواجهه المدنيون والعاملون في المجال الإنساني في مناطق النزاع حول العالم. وأكد على ضرورة أن تتوقف هذه الأعمال العنيفة، داعيًا القادة إلى جلب السلام الذي يحتاجه العالم بشدة.
وأوضح أن السلام والصحة مرتبطان ببعضهما البعض، مشيرًا إلى أن من غزة إلى السودان، ومن اليمن إلى أوكرانيا، ومن هايتي إلى أماكن أخرى، كان السلام وسيظل دائمًا أفضل دواء لصحة ورفاهية البشر في كل مكان.
إنجازات منظمة الصحة العالمية لعام 2024
فيما يتعلق بالإنجازات التي تحققت في العام الماضي، فقد أشار الدكتور تيدروس إلى عدة نقاط هامة، من بينها:
- القضاء على الملاريا والأمراض المهملة الأخرى في العديد من البلدان.
- 17 دولة أفريقية تستخدم لقاحًا جديدًا ضد الملاريا.
- تطوير لقاح جديد ضد حمى الضنك.
- إنقاذ 154 مليون حياة بفضل برنامج التحصين الموسع الذي تأسس منذ 50 عامًا.
- تعزيز الأمن الصحي العالمي من خلال تعزيز اللوائح الصحية الدولية.
- اعتماد اللقاحات والاختبارات الأولى لجدرى القرود (mpox).
- الحد من استخدام التبغ على الصعيد العالمي.
- افتتاح أكاديمية منظمة الصحة العالمية في ليون.
وأكد تيدروس أن تعزيز الأمن الصحي العالمي يتطلب المزيد من العمل في عام 2025، حيث يتعين الاستثمار في التدابير الأساسية لتعزيز الصحة وحمايتها. وقال إنه في يوم الصحة العالمي 2025، الذي يصادف الذكرى السابعة والسبعين لميلاد منظمة الصحة العالمية، سيكون محور الاحتفالات حول صحة الأمهات والأطفال.
الآمال للعام الجديد
واختتم تيدروس بالقول إنه مع حلول العام الجديد، يجب أن نطوي صفحة الصراع ونرسم مسارًا جديدًا لتحقيق السلام الدائم وضمان مستقبل صحي ومزدهر للجميع.
تابع أحدث الأخبار عبر
