سجّلت سوق منصات الحفر البحرية تباطؤًا خلال العام الجاري (2024)، إذ طغى تراجع الطلب مع زيادة المعروض في بعض المناطق وحالة عدم اليقين السياسي على المشهد العالمي.
يُقارن ذلك بالسوق القوية في عام 2022، عندما ارتفعت أسعار الإيجار اليومية وتمديد العقود المبرمة، لكن التباطؤ في السوق استمر منذ نهاية 2023 وعلى مدار 2024، بحسب آخر تحديثات السوق لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وفي ضوء تلك التحديات، توقع تحليل حديث أجرته شركة "إيفركور أي إس أي" (Evercore ISI) ألا تنتعش السوق إلا بحلول أواخر عام 2025 المقبل وما يليه (2026).
وتتفق مع ذلك تقديرات شركة مقاولات الحفر العالمية "نوبل" التي تتوقع قفزة بالطلب على منصات الحفر البحرية في المدة بين نهاية عام 2025 وخلال 2026، بدعم من دور استخراج النفط والغاز من الخزانات العميقة في أمن الطاقة.
سوق منصات الحفر البحرية 2024
في تحليلها لأعمال منصات الحفر البحرية، قالت شركة إيفركور إن السوق في 2024 واجهت مزيدًا من الصعوبات مقارنةً بالسنوات السابقة.
وأرجعت أسباب ذلك إلى التأخيرات في وصول المعدات وسفن الإنتاج والتخزين والتفريغ (FPSO)، علاوة على تباطؤ الطلب في بعض المناطق، وزيادة المعروض في البلدان غير العضوة في منظمة البلدان المصدرة للنفط أوبك والشكوك التي أثارتها الانتخابات الأميركية.
وفيما بعد، من المتوقع أن تنتعش السوق بقيادة أميركا اللاتينية وأفريقيا بداية من أواخر 2025 و2026.
وحتى أكتوبر/تشرين الأول (2024)، أُبرِمت 110 عقود بمتوسط 284 يوم عمل للمنصة الواحدة، وواصلت عقود السوق انقسامها بين منصات الحفر العائمة وذاتية الرفع دون تغيير كبير بالمقارنة بعام 2023 الماضي.
لكن عدد عقود المنصات العائمة انخفض بنسبة 29%، وتراجع متوسط أيام عملها بنسبة 11% على أساس سنوي، كما تراجع عدد عقود المنصات ذاتية الرفع بنسبة 27% على أساس سنوي، وتراجع -أيضًا- متوسط أيام عملها بنسبة 30%.
تمديد عقود الحفر
منذ الأول من نوفمبر/تشرين الثاني (2023)، سجّلت سوق منصات الحفر البحرية تطورات معدودة؛ إذ سُجل إبرام عقد تأجير منصة واحدة، مع تمديد بقية العقود.
وفي المملكة المتحدة، مددت شركة مقاولات الحفر نوبل (Noble) عقدًا لمدة 130 يومًا لاستئجار منصة الحفر "إنديفور" (Endeavor)، ومددت عقدًا لمدة 183 يومًا للحفارة "إينوفيتور" (Innovator)، وعقدًا لمدة عام مع شركة أبوظبي الوطنية للطاقة "طاقة" (TAQA) بشأن المنصة "نوبل باتريوت" (Noble Patriot).
كما مارست توتال إنرجي الفرنسية خيار تمديد عقد استئجار منصة "نوبل غيري دي سوزا" (Noble Gerry de Souza) لمدة 141 يومًا في نيجيريا.
أما شركة المقاولات "بور دريلينغ" (Borr Drilling)، فقد مدّدت عقود 3 منصات هي: هيلد (Hild)، و"ميست" (Mist)، و"بروسبكتور 1" (Prospector) في كل من المكسيك وتايلاند.
ورصدت منصة الطاقة المتخصصة يوم 25 ديسمبر/كانون الأول (2024) تمديد عقد استئجار منصة الحفر شبه الغاطسة "ديب سي ميرا" (Deepsea Mira) للعمل قبالة سواحل ناميبيا.
وفي غانا، فازت شركة نوبل بعقد بقيمة 171 مليون دولار، لنشر منصة الحفر "فنشرر" (Venturer) هناك لمدة 360 يومًا تبدأ في مايو/أيار (2025).
منصة الحفر سانتوريني
في سياق متصل، قررت شركة غالب البرتغالية (Galp) وشركاؤها استمرار عمل منصة الحفر "سانتوريني" بحقل موباني في ناميبيا خلال صيف نصف القارة الجنوبي.
وبعد تحقيق اكتشاف نفط ومكثفات، وتجنبًا لمزيد من التكاليف؛ ستواصل السفينة المشاركة في حملة التنقيب والتقييم الجارية، التي ستشهد حفر البئر الخامسة بالرخصة "موباني-3 إكس (Mopane-3X) في مطلع العام المقبل.
شركة غالب هي المشغلة للرخصة رقم 83 في ناميبيا، إلى جانب شركة "كوستوس إنرجي" (Custos Energy) ونامكور الوطنية (NAMCOR) بنسبة 10% لكل منهما.
و"سانتوريني" هي سفينة حفر تنتمي إلى الجيل السابع، ولديها القدرة على العمل حتى عمق يصل إلى 12 ألف قدم (أكثر من 3 آلاف و500 متر) تحت سطح الماء.
كما أنها مزودة بأحدث تقنيات الرقمنة والأتمتة، وتضمن معايير عالية من السلامة واحترام البيئة؛ ما يضعها في صدارة السفن عالية الأداء للحفر بالمياه العميقة جدًا.
وكان من المتوقع أن تصل منصة الحفر التي اشترتها شركة سايبم الإيطالية (Saipem) في ديسمبر/كانون الأول (2022)، مقابل 230 مليون دولار إلى حقل ظهر -أكبر حقل غاز في مصر قبالة سواحل البحر المتوسط- بدءًا من 15 ديسمبر/كانون الأول، وبحدّ أقصى نهاية الشهر نفسه.
وفي المقابل، قرّرت شركة إيني الإيطالية المشغلة لحقل ظهر استئجار سفينة حفر أخرى بدلًا من سانتوريني؛ إذ تسعى القاهرة لاستعادة إنتاج الحقل إلى مستوياته الطبيعية قبل الأزمة بحلول منتصف العام المقبل.
وتراجع إنتاج الحقل المصري إلى ما دون 20 مليار متر مكعب، وهو ما يمثّل 40% من قدراته الإنتاجية؛ وهو ما أدى إلى أزمة طاقة دفعت القاهرة إلى استيراد الغاز المسال وزيادة واردات الغاز الإسرائيلي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1- تباطؤ سوق منصات الحفر البحرية في 2024 من أوفشور ماغازين.
2- استمرار منصة سانتوريني في ناميبيا من أوفشور إنرجي.