شهد قطاع غزة في الأيام الأخيرة كارثة إنسانية جديدة نتيجة للأمطار الغزيرة التي غمرت خيام النازحين وألحقت أضرارًا كبيرة بمنازلهم المدمرة، مما يزيد من معاناتهم في ظل الظروف القاسية التي يعيشون فيها.
وأكد الدفاع المدني في غزة تلقيه مئات نداءات الاستغاثة من الأسر التي عانت من تدفق مياه الأمطار إلى خيامها وملاجئها، خاصة في المناطق الأكثر تضررًا مثل مخيمات وسط غزة وخانيونس ورفح وغرب دير البلح.
أخبار فلسطين اليوم
ووفقًا للبيان الصادر عن الدفاع المدني، لم تستطع الفرق العاملة سوى إجلاء المواطنين إلى أماكن أخرى، ولكن هذه الأماكن غالبًا غير صالحة للسكن، مما يجعل العائلات عُرضة للعوامل الجوية القاسية، خاصة الأمطار الغزيرة ودرجات الحرارة المتجمدة. وأوضح البيان أن العديد من الأشخاص وخاصة الأطفال يتعرضون لمخاطر شديدة بسبب البرد القارس، مما يزيد من حجم المأساة التي يعاني منها أكثر من 90% من السكان الذين نزحوا قسراً من منازلهم نتيجة للغارات الإسرائيلية المستمرة.
ارتفاع حصيلة ضحايا البرد
في إطار هذه المعاناة، ارتفعت حصيلة ضحايا البرد القارس بين النازحين الفلسطينيين في غزة إلى سبعة أشخاص، بحسب مكتب الإعلام الحكومي في غزة، وبالرغم من التحذيرات المتكررة من مخاطر المنخفضات الجوية والشتاء القاسي، إلا أن الوضع في القطاع مستمر في التدهور، ما يهدد حياة الآلاف من المدنيين.
كما أفادت تقارير طبية بوفاة عدد من الرضع نتيجة البرد، حيث توفي الرضيع علي البطران (شهر واحد) بسبب الظروف القاسية، ليكون السادس من بين الرضع الذين توفوا نتيجة البرد القارس خلال الأسبوع الماضي. كما توفي الطفل جمعة، شقيق علي، قبل أيام قليلة بسبب نفس الظروف.
الوضع الصحي والإنساني في غزة
وفيما يتعلق بالوضع الصحي، حذر الدكتور محمد أبو عفش، مدير الإغاثة الطبية في شمال غزة، من أن الوضع في القطاع يعد كارثة إنسانية، حيث يموت الأطفال والرضع يوميًا بسبب البرد القارس، وسط نقص شديد في الأدوية والحليب والبطانيات. وأضاف أبو عفش أنه في حال استمرار هذه الظروف، قد تتجمد عائلات كاملة حتى الموت داخل خيامها بسبب انعدام المساعدات الأساسية.
حصار غزة والقصف الإسرائيلي المستمر
على الجانب العسكري، واصل الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ غارات جوية وقصف مدفعي لليوم 452 على التوالي، حيث شنت قوات الاحتلال العديد من الهجمات على المناطق المدنية. وقد فاقم الحصار المفروض على قطاع غزة من معاناة السكان، حيث بات أكثر من 90% من السكان نازحين، ويعاني الآلاف من الضحايا الذين لا يزالون محاصرين تحت الأنقاض في انتظار المساعدة.
الدعوات للمنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي
في ضوء هذه الأوضاع المأساوية، دعا الدفاع المدني والمنظمات الإنسانية إلى التدخل العاجل لنقل هذه العائلات إلى مراكز إيواء مناسبة وتقديم المساعدات الضرورية مثل الطعام والأدوية والملابس الشتوية. وطالب المجتمع الدولي بالمساعدة الفورية لتخفيف المعاناة المتزايدة في غزة.
الوضع في غزة بات يُنذر بكارثة إنسانية من نوع جديد، حيث يواجه سكان القطاع ظروفًا قاسية نتيجة الأمطار الغزيرة والبرد القارس في ظل حصار مستمر وغارات جوية مكثفة. وفي وقت تزداد فيه المعاناة الإنسانية، تظل النداءات الدولية والمحلية تطالب بالتدخل الفوري لتقديم المساعدات العاجلة وإنقاذ الأرواح التي باتت مهددة بشكل يومي.
تابع أحدث الأخبار عبر