شهدت المفاوضات بين المغرب وفرنسا بشأن صفقة شراء طائرات مقاتلة من طراز “رافال” انهيارًا مفاجئًا بعد فشل الطرفين في التوصل إلى اتفاق نهائي، على الرغم من أن الصفقة كانت تُعتبر من بين الأضخم في تاريخ التعاون العسكري بين البلدين.
ووفقًا لما ذكرته صحيفة “ليكسبريس”، فإن المغرب كان يطمح لتعزيز قدراته العسكرية من خلال اقتناء 24 طائرة “رافال”، لكن المباحثات اصطدمت بخلافات متعددة، أبرزها السعر وشروط الصيانة ونقل التكنولوجيا. وقد قدمت شركة “داسو” الفرنسية عرضًا أوليًا بقيمة 2 مليار يورو لبيع 18 طائرة “رافال”. غير أن تدخل الحكومة الفرنسية أدى إلى تعديل العرض ليشمل معدات إضافية وضمانات تشغيلية، مما رفع قيمة الصفقة إلى 2.6 مليار يورو. هذا التعديل دفع المغرب إلى التراجع عن توقيع الاتفاق.
وبينما لم تثمر المفاوضات مع الجانب الفرنسي، وجهت المملكة اهتمامه نحو السوق الأمريكية، حيث تلقى عرضًا لشراء 24 طائرة من نوع “إف-16” بسعر 1.6 مليار يورو، ما يُعد خيارًا أكثر اقتصادية وفقًا للمراقبين.
ويرى خبراء أن هذا الفشل يشكل ضربة للعلاقات الثنائية بين المغرب وفرنسا، التي طالما اعتمدت على تعاون استراتيجي في المجالين العسكري والاقتصادي. كما يفتح الباب أمام الرباط لاستكشاف بدائل أخرى في السوق الدولية، بما في ذلك الطائرات الروسية من طراز “سو-35″، في ظل سعيها الحثيث لتعزيز قواتها الجوية.
هذا التطور يعكس تحولات في استراتيجية المغرب العسكرية والاقتصادية، مع احتمالية تأثيره على التوازنات الإقليمية والعلاقات الدولية للرباط.
