ما تزال معاناة مبابي في ريال مدريد حديث الجماهير والإعلام، حيث تتزايد الشكوك حول أدائه منذ انضمامه إلى الفريق قبل ثلاثة أشهر، وعلى الرغم من تقديمه لمحات من موهبته الاستثنائية، إلا أنه يعاني من غياب الاستمرارية في مستواه، ويختفي في اللحظات التي يحتاجه فيها الفريق بشدة.
هذه الإشكالية بدت جلية في لقاء الفريق ضد ليفربول في أنفيلد، حيث بدا أن النجم الفرنسي يمر بفترة من التراجع الواضح، غير قادر على استعادة ذلك البريق الذي أذهل الجميع في أيامه مع باريس سان جيرمان والمنتخب الفرنسي.
إحصائية صادمة.. معاناة مبابي في ريال مدريد كانت متوقعة
أكدت شبكة "relevo" عن حقيقة صادمة، مفادها أن بعض أعضاء النادي كانوا يتوقعون إمكانية معاناة مبابي في ريال مدريد حتى قبل إتمام صفقة انتقاله. خلال فترة المفاوضات، وصلت تقارير بدنية إلى فالديبيباس تضمنت بيانات مثيرة للقلق حول حالته.
هذه التقارير أوضحت تراجعًا ثابتًا في مؤشرات الأداء منذ عام 2018، وهو العام الذي تألق فيه مبابي وقاد منتخب بلاده للفوز بكأس العالم.
شملت تلك المؤشرات المسافات المقطوعة، الجهود عالية الكثافة، والسرعات المستدامة، وأظهرت البيانات أن مبابي يبتعد تدريجيًّا عن أفضل مستوياته مع كل موسم. على الرغم من هذه المخاوف، لم تكن هذه المؤشرات كافية لوقف الصفقة، حيث تفوقت الإحصائيات التهديفية والدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه في تسويق النادي على هذه البيانات المقلقة.
النجم الفرنسي أقل لاعبي ريال مدريد ركضًا
وكشفت إحصائيات دوري أبطال أوروبا حقيقة مثيرة للجدل، حيث إن مبابي هو أقل لاعبي ريال مدريد قطعًا للمسافات خلال الجولات الخمس الأولى من البطولة. فقد ركض 39 كيلومترًا فقط، بمعدل لا يتجاوز 8.9 كيلومترات لكل مباراة.
بالمقارنة، يتصدر جود بيلينغهام قائمة الركض في الفريق بمتوسط 10.4 كيلومترات لكل 90 دقيقة، يليه فيديريكو فالفيردي بـ 10.2 كيلومترات، ثم فينيسيوس جونيور بـ 9.6 كيلومترات. هذا التراجع الواضح يعزز الحديث عن معاناة مبابي مع ريال مدريد وتأثيرها على أدائه العام.
التحدي النفسي والجسدي
داخل ريال مدريد، يظل الجميع يترقب عودة مبابي إلى ذلك المستوى الذي وضعه بين أفضل لاعبي العالم. في التدريبات، يبهر زملاءه بإمكاناته الهائلة، لكنهم يأملون أن يُترجم هذا الإبهار إلى أداء مقنع في المباريات الرسمية.
تشير التقارير إلى أن معاناة مبابي في ريال مدريد متعلقة أيضًا بالجانب النفسي، حيث يمر اللاعب بفترة صعبة، نتيجة الضغوطات المتراكمة خلال السنوات الأخيرة. المقربون منه يؤكدون أن الأمر يتجاوز المشاكل البدنية، وأنه بحاجة إلى استعادة توازنه النفسي والجسدي، للتغلب على أزمته الأولى مع النادي الملكي.