أكد وزير العمل محمد جبران أن بيئة العمل اللائقة التي تتوفر فيها وسائل السلامة والصحة المهنية، والعمالة الماهرة والمدربة، والتشريعات والقرارات التي تحقق التوازن في العلاقة بين صاحب العمل والعامل، تعد بمثابة الأرض الخصبة لزيادة الإنتاج والاستقرار في مواقع العمل. جاء ذلك خلال كلمة الوزير جبران اليوم الأحد في فعاليات إطلاق "مشروع تعزيز الإنتاجية وتحسين ظروف العمل في القطاعات الرئيسية في مصر"، الذي أطلقه مكتب منظمة العمل الدولية في القاهرة، تحت رعاية الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الصناعة والنقل.
دعم رئاسي للقطاعات الصناعية الحيوية
أشار الوزير إلى أن الدولة المصرية تضع قطاع «دباغة الجلود» و«المصنوعات الجلدية» على رأس أولوياتها، ليس فقط من ناحية تطوير البنية التحتية ولكن أيضًا في تنمية مهارات العاملين، وتجهيزهم بما يتماشى مع كافة المتغيرات التي تواجه سوق العمل في هذا المجال. واستشهد بافتتاح الرئيس السيسي مدينة «الروبيكي» الصناعية للغزل والنسيج والصناعة الجلدية عام 2020، وهي أكبر مدينة صناعية في الشرق الأوسط، بهدف إنشاء منظومة متكاملة بأحدث التكنولوجيا العالمية في مجال دباغة الجلود، مع الالتزام بالحفاظ على الشكل العام للمدينة.
تطوير منطقة شق الثعبان وتحويلها إلى مدينة صناعية عالمية
كما أشار الوزير إلى تطوير منطقة شق الثعبان بشكل شامل وتحويلها إلى منطقة متكاملة تحت مسمى "مدينة الرخام والجرانيت". الهدف هو جعل المنطقة صديقة للبيئة والتعامل مع المخلفات الصلبة بشكل آمن وعلمي، مع تقنين أوضاع المصانع والعاملين بها، وتوفير التأهيل والتدريب والتأمين لهم. يتم نقل المنطقة من اقتصاد عشوائي إلى اقتصاد منظم، مع تحويلها إلى مدينة صناعية عالمية متخصصة في مجال الرخام والجرانيت من خلال رؤية متكاملة للتطوير والتنمية.
تعزيز علاقات العمل وتطوير التشريعات لتحقيق التوازن
قال جبران إن الخطوات التي تتخذها وزارة العمل حاليًا من تكثيف لجهود تعزيز علاقات العمل، وإصدار تشريعات تحقق العدالة والتوازن بين طرفي العملية الإنتاجية، تتجه نحو خلق بيئة عمل لائقة وهي شرط أساسي لزيادة الإنتاج والاستثمار وتحقيق المزيد من الأمان الوظيفي للعامل. كما أضاف أن وزارة العمل تعمل على تطوير منظومة التدريب المهني لتوفير العمالة الماهرة والمُدربة التي تحتاجها المصانع والشركات.
وزارة العمل تقدم كامل دعمها للمشروع
وأكد وزير العمل أن كافة إمكانيات الوزارة ستكون في خدمة أهداف هذا المشروع، الذي يتطلع من خلاله إلى تحفيز وتعزيز قدرات الجهات الوطنية الشريكة على المستوى القطاعي لزيادة الإنتاجية وتحسين ظروف العمل في القطاعات المستهدفة. وأشاد وزير العمل بروح الجدية والاهتمام التي أظهرها فريق عمل المشروع.
الشكر لمكتب منظمة العمل الدولية ولجان السلامة والصحة المهنية
وجه الوزير جبران الشكر والتقدير إلى مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة، وإلى مفتشي السلامة والصحة المهنية وبيئة العمل على مجهوداتهم في القطاعين المستهدفين بالمشروع.
السفير إيهاب نصر يؤكد دعم الدولة للصناعة
خلال اللقاء، تحدث السفير إيهاب نصر، نيابة عن الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير التنمية الصناعية والنقل، مؤكداً الجهود التي تبذلها وزارة التنمية الصناعية والنقل من خلال الاستراتيجية الوطنية الصناعية 2024-2030، ورعايتها لكافة المبادرات التي من شأنها تطوير الصناعة وتعزيز الإنتاجية، وتحقيق العمل اللائق داخل مواقع العمل والإنتاج. وأوضح أن هذا المشروع تم توقيعه في 8 أكتوبر الماضي بالتعاون مع مكتب منظمة العمل الدولية والجانب الإيطالي لتعزيز الإنتاجية في قطاعات صناعة الجلود والدباغة والرخام.
السفير الإيطالي يؤكد على متانة العلاقات المصرية/الإيطالية
من جانبه، تحدث السفير ميشيل كواروني، سفير إيطاليا في مصر، مؤكداً على الدعم الذي يقدمه الجانب الإيطالي للمشروع. وأوضح أن تعزيز الإنتاجية في القطاعات المستهدفة من هذا المشروع الجديد يؤكد متانة العلاقات المصرية/الإيطالية في كافة المجالات.
مدير منظمة العمل الدولية بالقاهرة يوضح أهداف المشروع
من جانبه، أوضح السيد إيريك أوشلان، مدير مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة، أن إطلاق مشروع "تعزيز البيئة الداعمة للإنتاجية من أجل العمل اللائق في مصر"، بالتعاون مع وزارة الصناعة وبتمويل من الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي (AICS)، يشكل تقدماً محورياً نحو تحقيق رؤية مصر 2030. وأكد أن المشروع يركز على قطاعات صناعية حيوية مثل دباغة الجلود، والرخام، ومن خلال هذا التوجه تسعى المنظمة لتحسين الإنتاجية، وتعزيز ظروف العمل، وتمكين هذه الصناعات من الازدهار والمنافسة على المستوى العالمي.
التعاون الاستراتيجي لتطوير القطاعات المستهدفة
أضاف إيريك أوشلان قائلاً: "تماشياً مع برنامج الأمم المتحدة المُسرع العالمي للوظائف والحماية الاجتماعية من أجل انتقال عادل، والتحالف العالمي من أجل العدالة الاجتماعية، يهدف هذا المشروع إلى تعزيز المؤسسات الوطنية وتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة لتحقيق نمو إنتاجي مستدام من خلال العمل اللائق". كما أكد أن المشروع يشمل التزاماً بتطوير ممارسات الإدارة، وتحسين ظروف العمل، وضمان الصحة والسلامة المهنية، بحيث يستفيد العمال من التوظيف المنظم وظروف عمل أفضل.
دعم 200 شركة صغيرة ومتوسطة في القطاعات المستهدفة
أكد مدير منظمة العمل الدولية بالقاهرة أن المشروع سيستهدف دعم 200 شركة صغيرة ومتوسطة في قطاعي الجلود والرخام، بما يعزز التأثيرات المستدامة على مستوى الأعمال والمجتمعات المحلية. واختتم قائلاً: "معاً، يمكننا تعزيز اقتصاد مرن لا يواجه فقط تحديات اليوم، بل يدعم الأساس لمستقبل مزدهر لجميع المصريين."
