من المتوقع أن تكون قمة "أنفيلد" بين ليفربول ومانشستر سيتي بمثابة لحظة محورية في الدوري الإنجليزي الممتاز لموسم 2024-25، بعد الهزائم المفاجئة والمتتالية الثلاث الأخيرة لحامل اللقب في البريميرليغ.
ومن المُنتظر أن تكون المواجهة حافلة بالإثارة، إذ يتمتع ليفربول ومانشستر سيتي بلاعبين من الطراز العالمي ومدربين رائعين، حيث أثبت الهولندي آرني سلوت براعته وقدرته على التنافس في إنجلترا، علمًا بأن المباراة سيكون لها دور كبير في تحديد ملامح المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز.
وقبل القمة بين ليفربول ومانشستر سيتي تمكن فريق الريدز المتصدر من الفوز في 17 من أصل 19 مباراة، تحت قيادة آرني سلوت، بينما خسر مانشستر سيتي-الذي تراجع الآن إلى المركز الثالث في جدول الترتيب- خمس مباريات متتالية في مختلف البطولات، قبل أن يهدر تقدمه 3-0، ليتعادل مع فينورد في مباراة دوري أبطال أوروبا لينتهي اللقاء بنتيجة (3-3).
وبالطبع لا توجد فرصة أفضل من الآن بالنسبة لليفربول لملاقاة فريق مانشستر سيتي، في ظل تقدمه بفارق ثماني نقاط بالفعل عن حامل اللقب، بينما يسعى السيتي لرد اعتباره من جديد أمام أقوى منافس في أوروبا حتى الآن.
ولكن المهمة لن تكون سهلة للنادي السماوي، حيث كان أداء ليفربول على أرضه استثنائيًّا هذا الموسم، و"أنفيلد" هو حصن صعب للغاية بالنسبة للفرق الزائرة، والأجواء الجماهرية تمنح أصحاب الأرض ميزة إضافية، لذا سيحتاج مانشستر سيتي إلى التحلي بالقوة الذهنية والتعامل مع تلك البيئة الصعبة، إذا كان يريد الخروج بنتيجة إيجابية.
ويستعرض "winwin" في الأسطر التالية، 5 أحداث تنتظرها الجماهير في قمة ليفربول ومانشستر سيتي، وأبرزها فارق النقاط وعودة الإنجليزي ترينت ألكسندر أرنولد، بالإضافة إلى طريقة تعامل المدرب الهولندي آرني سلوت مع الإصابات.
فارق النقاط.. كم سيكون بعد قمة ليفربول ومانشستر سيتي ؟
يتمتع ليفربول حاليًّا بفارق ثماني نقاط عن منافسيه، والفوز خلال القمة التي تجمع بين ليفربول ومانشستر سيتي قد يعزز بشكل كبير من تطلعاته للفوز باللقب وربما حسم البطولة مبكرًا. ومع ذلك، فإن مانشستر سيتي، على الرغم من انتكاساته الأخيرة، سوف يكون عازمًا على تقليص الفجوة وإعادة إشعال الصراع على اللقب من جديد.
وبعد سلسلة من النتائج المخيبة للآمال، سيحتاج مانشستر سيتي إلى إظهار المرونة العقلية والعودة إلى المسار الصحيح. وحال انتصار ليفربول على مانشستر سيتي، سيرتفع فارق النقاط إلى 11 نقطة بين المتصدر وحامل اللقب، أمّا في حالة الهزيمة فسوف يُقلص النادي السماوي الفارق إلى 5 نقاط ويُشعل المنافسة من جديد.
عودة ألكسندر أرنولد
تعد عودة ترينت ألكسندر أرنولد إلى التشكيلة الأساسية خلال مباراة ليفربول ومانشستر سيتي من أهم النقاط بالنسبة للريدز، حيث افتقد فريق المدرب الهولندي، آرني سلوت بشدة براعة الظهير الأيمن وإبداعه الهجومي.
وقد يكون إدراجه بمثابة دفعة أكبر للريدز، وخاصة في ظل قدرته على إرسال العرضيات الدقيقة وتقديم التمريرات المفتاحية، ومع ذلك يمتلك أرنولد أيضًا نقطة ضعف تتمثل في بطء الارتداد الدفاعي، وظهر ذلك جليًّا في المواسم الأخيرة، ولا شك أن سيتي سيستهدف هذه النقطة.
تعامل سلوت مع الإصابات
مع إصابة المدافعين الأساسيين إبراهيما كوناتي وكونور برادلي، سيتعين على مدرب ليفربول آرني سلوت إجراء بعض التعديلات التكتيكية؛ خلال قمة ليفربول ومانشستر سيتي، وسيعوض أرنولد غياب برادلي بالطبع، فيما من المتوقع أن يعود جو غوميز للتشكيل الأساسي بعد إصابة كوناتي.
بينما في حراسة المرمى، من المستمر أن يستمر الحارس الأيرلندي كويمين كيليهر أساسيًّا، رغم تعافي أليسون بيكر من الإصابة، مع استمرار المدرب سلوت في فلسفته الهجومية، مع الحفاظ على أسلوب الضغط العالي الذي يطبقه المدرب الهولندي بطريقة "ذكية"، مع اللجوء إلى الضغط العالي في بعض فترات المباراة، وليس طيلة الـ90 دقيقة بعكس يورغن كلوب.
ردة فعل بيب غوارديولا
لقد عانى مانشستر سيتي من فترة صعبة، حيث خسر خمس مباريات من آخر ست خاضها؛ وسيكون بيب غوارديولا تحت ضغط هائل لقلب الأمور، ولا شك أن الهزيمة في "أنفيلد" ستمثل ضربة كبيرة قد تنهي آمالهم في الفوز باللقب.
ومع ذلك، لا يمكن الاستهانة بجودة وعمق الفريق، حيث إن الحلول الفردية للاعبين مثل كيفن دي بروين وإيرلينغ هالاند، وفيل فودين تُظهر أنه لا يُمكن الاستهانة بالنادي السماوي.
وليس سرًّا أنّ المدرب الكتالوني يمتلك براعة تكتيكية لا مثيل لها، ولا شك أنه ستكون لديه خطة لوقف التهديد الهجومي لليفربول؛ ومع ذلك، كانت نقاط الضعف الدفاعية الأخيرة للنادي السماوي مصدر قلق كبير، وسيحتاجون إلى أن يكونوا أكثر صلابة في الدفاع إذا أرادوا أن يكون لديهم أي فرصة للفوز.
محمد صلاح أم هالاند.. من يُسجل الهدف الحاسم؟
المعركة الفردية بين محمد صلاح وإيرلينغ هالاند هي واحدة من أكثر القصص إثارة، حيث يتمتع كلا اللاعبين بلياقة استثنائية، وكان استغلالهما للأهداف عاملًا أساسيًّا في نجاح فريقيهما.
ومؤخرًا، يوجد تباين واضح في أداء الثنائي وخاصّة في البريميرليغ، فهالاند لم يُسجل إلا هدفين فقط في آخر سبع مباريات في البريميرليغ، فمُنذ هدفه أمام أرسنال في 22 سبتمبر/ أيلول الماضي في لقاء انتهى (2-2)، وقع على هدفين فقط، الأول ضد ساوثهامبتون في أكتوبر/ تشرين الأول، والثاني أمام برايتون في نوفمبر/ تشرين الثاني في لقاء انتهى بهزيمة فريقه (1-2).
بينما صلاح على الجانب الآخر، خلال آخر سبع مباريات في الدوري الإنجليزي وقع على 7 أهداف، وصنع هدفين، ويسير بشكل أكثر من رائع في البريميرليغ هذا الموسم.
وبالطبع، اللاعب الذي سيتمكن فرض نفسه على في مباراة ليفربول ومانشستر سيتي بين صلاح وهالاند وينجح في التسجيل، سيمثل عاملًا مهمًّا لحسم المباراة لفريقه.