في تصعيد جديد يعكس انعدام الإنسانية تجاه سكان غزة، انتشر مقطع فيديو يوثق إحراق جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي لشاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية المخصصة لأهالي القطاع، في حي الشجاعية. الفيديو الذي أثار غضبًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، يظهر جنودًا إسرائيليين وهم يتفاخرون بإشعال النيران في صناديق المساعدات الغذائية، وسط ضحكات واستهزاء واضحين، متجاهلين الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع المحاصر.
أزمة غذائية حادة في غزة
تأتي هذه الحادثة في وقت يعاني فيه سكان غزة من أزمة إنسانية خانقة، مع تزايد الجوع ونقص المواد الغذائية الأساسية. وأعلن فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أمس الأحد، عن تعليق إيصال المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، وهو المنفذ الرئيسي لدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
جنود الاحتلال يحرقون إمدادات الطعام والشراب لأهل #غزة في حي #الشجاعية بابتسامة واسعة واستمتاع واضح pic.twitter.com/Ib3mI8U9yQ
— راشد ????الطراروه (@rashedaltrarwah) December 2، 2024
وقال لازاريني في بيانه: "نعلن تعليق إيصال المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، الذي يعد الشريان الحيوي للمساعدات الإنسانية إلى غزة. الطريق من هذا المعبر لم يكن آمنًا منذ شهور".
ارتفاع جنوني في أسعار الغذاء
وفي ظل الحصار الخانق، كشف برنامج الأغذية العالمي أن أسعار المواد الغذائية الأساسية في غزة ارتفعت بنسبة تتجاوز 1000% مقارنة بمستوياتها قبل الحرب، ما يفاقم معاناة السكان الذين يعيشون أوضاعًا مأساوية في ظل استمرار القصف ونقص الإمدادات.
جرائم موثقة
مشاهد إحراق المساعدات ليست إلا فصلًا جديدًا من الانتهاكات المستمرة التي يتعرض لها سكان غزة، والذين يواجهون أزمة إنسانية غير مسبوقة في ظل صمت دولي وعجز عن تأمين ممرات آمنة لإيصال المساعدات الضرورية.
السلوك المستفز لجنود الاحتلال، المتمثل في التباهي بإحراق الإمدادات أمام الكاميرات، ليس مجرد اعتداء على شاحنة مساعدات، بل رسالة واضحة تكشف عن عقيدة الكراهية التي توجه هذه الجرائم ضد الإنسانية.