تعيش الساحة السورية تصعيدًا خطيرًا في الشمال، حيث تتزايد المواجهات في مناطق مثل حلب وإدلب وريف حماة. التطورات الأخيرة، التي شهدت سيطرة الفصائل المسلحة و"هيئة تحرير الشام" على مواقع استراتيجية، تفتح الباب أمام سيناريوهات مقلقة حول مستقبل البلاد.
التصعيد الميداني: عودة الحرب إلى الواجهة
الهجوم المباغت الذي قادته الفصائل المسلحة وهيئة تحرير الشام أسفر عن سيطرتهم على مدينة حلب والمطار الدولي ومناطق واسعة في إدلب وحماة. وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، خلف الهجوم أكثر من 445 قتيلاً، بينما انسحبت وحدات الجيش السوري من عدة مواقع، مما يضع البلاد أمام تحديات أمنية وعسكرية كبرى.
مخاوف من عودة الإرهاب
فيما تسود المخاوف من انتعاش التنظيمات الإرهابية، أكد باحثون سياسيون أن هذا التصعيد قد يوفر بيئة خصبة لعودة تنظيم داعش. ورغم الإعلان عن القضاء على التنظيم قبل سنوات، حذرت تقارير غربية والأمم المتحدة من أن خلايا التنظيم بدأت بالفعل في التحرك شرق سوريا، مما يشكل تهديدًا على دول الجوار أيضًا.
يقول أحد المحللين: "عندما يتصدر جولاني، زعيم هيئة تحرير الشام المصنفة إرهابية، المشهد، فهذا مؤشر خطير على انتعاش الإرهاب في سوريا، مع احتمالية توسع الخطر ليشمل المنطقة".
أزمة معقدة بأبعاد إقليمية ودولية
الأزمة السورية لم تعد شأناً داخلياً، فقد باتت البلاد ساحة للصراعات الإقليمية والدولية، حيث تتداخل أجندات الأطراف الفاعلة، مما يعقد فرص الحل. الدول الداعمة للفصائل المسلحة تسعى لفرض واقع جديد، في وقت تحذر فيه إيران وروسيا من تصاعد التوترات، مجددتين دعمهما لدمشق.
الحل السياسي: الخيار الوحيد؟
مع انقسام سوريا على أرض الواقع بين قوى متعددة، يرى الخبراء أن الحل السياسي هو المخرج الوحيد، رغم أن الجهود الدبلوماسية تبدو ضعيفة وسط التصعيد الحالي.
تداعيات إقليمية
العراق، الذي عانى لسنوات من إرهاب داعش، أبدى استعداده لتأمين حدوده وصد أي تهديد محتمل، بينما تتزايد المخاوف من تداعيات هذا التصعيد على دول المنطقة.
في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال: هل تتجه سوريا إلى صدام أكبر يدفعها نحو الهاوية، أم يمكن أن تكون هذه الأحداث نقطة تحول تعيد البلاد إلى الاستقرار والمجد؟ الإجابة قد تحددها الأيام المقبلة، لكنها دون شك ستكون مصحوبة بمزيد من الدماء والأزمات.