اتخذ ريال مدريد الإسباني قرارًا حاسمًا واستراتيجيًّا بشأن أحد أبرز أهدافه الرئيسية خلال فترة الانتقالات، والمتمثل في التعاقد مع ترنت ألكسندر أرنولد، الظهير الأيمن لنادي ليفربول، وذلك بحسب ما أفادت به تقارير إعلامية إنجليزية.
ولم يكن اهتمام بطل أوروبا بأرنولد حديث العهد، حيث ربطت الدولي الإنجليزي عديد التقارير في وقت سابق بالعملاق الإسباني، وهو ما بدأ يبرز بشكل أكثر وضوحًا، لا سيما بعد مواجهة الفريقين الأخيرة في دوري أبطال أوروبا خلال "مرحلة الدوري"، والتي انتهت بفوز "الريدز" على معقله أنفيلد بثنائية نظيفة.
ولحسم صفقة أرنولد، تسعى إدارة ريال مدريد لإيجاد الطريقة المثالية من أجل الظفر بخدمات اللاعب، من دون دفع الكثير من الأموال، خصوصًا أنّ وضعية صاحب الـ26 عامًا تعدّ مغرية للعديد من الفرق، على اعتبار أنّ عقده ينتهي في 30 يونيو/ حزيران المقبل، وهو ما يعني أحقيته بالتوقيع مع أي نادٍ انطلاقًا من فترة الانتقالات الشتوية المقبلة بصفة مجانية، هذا علاوة على القيمة الفنية للاعب التي لا خلاف بشأنها.
ريال مدريد يصدم أرنولد
وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة "التيلغراف" الإنجليزية، أنّ إدارة "الميرنغي" برئاسة الداهية فلورنتينو بيريز، قرّرت الضغط على أرنولد من خلال حثّه على مماطلة ليفربول، وعدم التوقيع على أي عقد جديد معهم إلى حين بداية العام الجديد، حتى يتسنّى للريال توقيع عقود انتقال اللاعب من دون دفع أي رسوم للنادي الإنجليزي، وهو ما يعني تأجيل قرار التعاقد من الميركاتو الشتوي المقبل إلى الصيف." title="TRENT ALEXANDER-ARNOLD'S FIRST 50 PREMIER LEAGUE ASSISTS" width="890">وفي حال اتخذ قرار "البلانكوس" صبغة رسمية، فحتمًا سيكون بمثابة ورطة لأرنولد، الذي قد يجد نفسه حبيس مقاعد البدلاء إلى نهاية الموسم الحالي، لا سيما عند إخبار ليفربول بحتمية رحيله عن الفريق، ما سيدفع الأخير للتعويل عن الحلول البديلة وربح الوقت.
وبعض ملامح هذا القرار قد تكون برزت بالفعل في مواجهات "الريدز" الأخيرة، ولا سيما مواجهة الريال في دوري الأبطال التي بقي فيها أرنولد على الدكة مقابل الاعتماد على كونور برادلي أساسيًّا، وآخر مواجهات الدوري أمام مانشستر سيتي والتي انطلق فيها اللاعب أساسيًّا قبل أن يتمّ استبداله في الدقيقة (73) بالواعد جاريل كوانسا.
وفي قراءة ثانية، قد لا يؤثر قرار أرنولد بالرحيل إلى ريال مدريد بشكل مباشر في وضع اللاعب، الذي يعدّ أحد أهم عناصر الخبرة في تشكيلة الهولندي سلوت، ومع تقدم الموسم ووجود ليفربول في واجهة المنافسة على جميع الألقاب، قد تجد الإدارة نفسها مضطرة للتعويل على خبرات ظهيرها المميز، الذي لا يمتلك بديلًا مثاليًّا في نفس مستواه.
اقرأ المزيد
وفي مطلق الأحوال، ستصبّ كل الاحتمالات في مصلحة النادي الملكي، الذي اعتاد على اعتماد سياسة "الصبر" الناجحة مع اللاعبين المستهدفين، وأهمهم الفرنسي كيليان مبابي، الذي تمّ استدراجه لتوقيع عقد في صفقة انتقال حر، وتجنّب دفع مبلغ فلكي لباريس سان جيرمان.
جدير بالذكر أنّ أرنولد (19 هدفًا و83 تمريرة حاسمة في 325 مباراة مع الليفر)، يعدّ أحد أبرز الأظهرة في العالم، ويرى فيه مسؤولو النادي الإسباني حلًا مثاليًّا لثغرة الظهير الأيمن في صفوفه، ولا سيما مع تقدّم سنّ داني كارفاخال "المُصاب" إلى نهاية الموسم.
