وأكد الدكتور/ ناصر الهتلان القحطاني، المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الإدارية في كلمته بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر على أهمية وجود إطار مرجعي أخلاقي للاتصال والتواصل في ظل الذكاء الاصطناعي، يضمن الشفافية والعدالة والمحاسبة. وأضاف أن المؤتمر يهدف إلى تسليط الضوء على أهمية الذكاء الاصطناعي وأهمية توطين تقنياته في العالم العربي، واستعراض الفرص والتحديات التي تواجه المؤسسات في استخدام هذه التقنيات، بما في ذلك ما يتعلق بالتواصل الداخلي والخارجي.
وقال القحطاني إن الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً هاماً وحاسماً في تطور الاتصال، ليحدث تغييراً جذرياً، مدشناً مرحلة يُعاد فيها صياغة طرق التواصل بين الأفراد وفي المجتمعات، إلا أنه ومع كل هذه الإيجابيات، وما يحققه الذكاء الاصطناعي من فوائد وأثر إيجابي في بيئة الأعمال ومما يحققه من مزيد من الكفاءة والفعالية وتحسين الأداء والإنتاجية، لا يمكن أن يكون بديلاً عن التواصل الإنساني. لأن الاتصال ليس لنقل المعلومات والبيانات فقط، بل المشاعر والفهم المشترك وتبادل التجارب. بمعنى، لا يمكن أن يكون بديلاً للتفاعل الإنساني مما يتطلب ضمان عملية التوازن بين الأتمتة والتواصل الإنساني. هذا عدا عن الابعاد الأخلاقية والتحيزات والعزلة الاجتماعية والغاء أو تحجيم الاتصال والتواصل الشخصي". وأضاف أن هذا يتطلب إطارا مرجعيا أخلاقيا للاتصال والتواصل في ظل الذكاء الاصطناعي، يضمن الشفافية والعدالة والمحاسبة.
وأشار إلى أن هذا المؤتمر يُعقد بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين في مجالات الإعلام والعلاقات العامة، والذكاء الاصطناعي، من أجل مناقشة المتطلبات والموارد والآليات المناسبة لتوظيف هذه التقنية، وكذلك أفضل التجارب والممارسات في هذا المجال، ثم اختتم كلمته بتوجيه الشكر والتقدير للواء الدكتور/ إسماعيل كمال محافظ أسوان لحضوره، ولمحافظة أسوان على استضافتها الطيبة لهذا الحدث الهام. كما تقدم بجزيل الشكر والتقدير للجهات الراعية التي ساهمت في دعم هذا المؤتمر، ومنها خطوط مصر للطيران الناقل الرسمي، ومبادرة نجيب الزامل المجتمعية، الراعي الفضي، وكذلك للمتحدثين ورؤساء الجلسات ومقدمي أوراق العمل والإعلاميين وفريق العمل.
و أعرب القحطاني عن أمله أن يكون هذا المؤتمر منصة فعالة لتبادل الخبرات والتجارب والمعارف حول أفضل الطرق لتوظيف وتوطين تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما يعزز التواصل المؤسسي الفعّال و خروج بنتائج وتوصيات عملية تسهم في تطوير استراتيجيات التواصل المؤسسي في عصر الرقمنة والذكاء الاصطناعي.
من جانبه رحب اللواء الدكتور/ إسماعيل كمال محافظ أسوان بالحضور في المؤتمر في ظل ما تشهده الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي من نقلة وطفرة كبيرة لمواكبة التطور التكنولوجي العالمي لتحسين قدرة الآلات على محاكاة البشر لمواصلة سلسلة الإنجازات في القطاعات المختلفة والتي من أبرزها الرعاية والخدمات الصحية والمال والأعمال والإعلام والإتصال والترفيه وغيرها من المجالات الأخرى.
وقال إن تنظيم هذا المؤتمر من قبل العربية للتنمية الإدارية.، يساهم في تعزيز كفاءة وفعالية التواصل داخل المؤسسات مع دمج الأنظمة الذكية والأدوات التكنولوجية لتقديم حلول مبتكرة للتحديات التي تواجهها المؤسسات في مجال التواصل. وأضاف أن لمحافظة أسوان تجربة متميزة في نظم المعلومات والتحول الرقمي وأيضاً تقنيات شبكات المرافق، إذ حصلت المحافظة على جائزة إيزرى العالمية كأحسن استخدام لنظم المعلومات الجغرافية في حوكمة الأراضى وتداولها بالشرق الأوسط، وهو ما دعى كثير من المحافظات للاستعانة بهذا المركز لتنفيذ كثير من الأعمال. كما أكد محافظ أسوان أن تنظيم هذا المؤتمر يعتبر فرصة كبيرة لتبادل المعرفة والخبرات وبناء علاقات قوية مع خبراء رائدين في مجالهم، مما يساهم في تعزيز التواصل المؤسسي ودمج تقنيات الذكاء الإصطناعي في استراتيجيات الإتصال والإرتقاء بقطاع العلاقات العامة والإعلام في العالم العربي ككل.
في الوقت الذي أكد السيد/ محمد بن عبد الرحمن الزامل، مستشار التواصل المؤسسي بمبادرة نجيب الزامل والمشرف العام لبرنامج نجيب الزامل للشراكة المجتمعية بالمملكة العربية السعودية: أن المؤتمر يتعامل مع الذكاء الاصطناعي باعتباره فرصة وليس تهديدا، بأي أنه يحمل فرص ومزايا عديدة- مع وجود بعض السليبات التي يجب معالجتها، ودعا إلى ضرورة المشاركة العربية في صناعة الذكاء الاصطناعي، كما أوضح الزامل أن الذكاء الاصطناعي متعدد الجوانب، وهذا ما انعكس على الحضور في المؤتمر الذي يتناول الذكاء الاصطناعي من أبعاد مختلفة، مشيدا بحسن تنظيم المؤتمر من قبل المنظمة، و حسن اختيارها للمشاركين بالمؤتمر ومحاوره المميزة.
يأتي "المؤتمر العربي السابع للتواصل والعلاقات العامة والإعلام" ليبحث أهمية توطين تقنيات الذكاء الاصطناعي في تعزيز التواصل المؤسسي، مستعرضًا التحديات والفرص التي قد تواجه المؤسسات في هذا المجال. ويسعى المؤتمر في عامه الحالي إلى دعوة خبراء ومهنيين وأكاديميين من مختلف القطاعات العلمية والصناعية والإدارية لمناقشة أفضل الممارسات والاستراتيجيات التي يمكن تبنيها لضمان نجاح توطين هذه التقنيات، بما يساهم فى ضمان تحقيق التواصل المؤسسي الفعال، وتحسين كفاءة العمليات الإدارية والتخطيط، والارتقاء بالخدمات المقدمة للجمهور.
ويعقد المؤتمر في عامه السابع بمشاركة إعلامية عربية متميزة، وبمشاركة مُدراء تنفيذيين ومسؤولين في عدد من المؤسسات الإعلامية العربية الرائدة، وشركات تكنولوجية، إضافة لحشد من الشخصيات البارزة في صناعة المحتوى الرقمي والإعلام الاجتماعي، صناع القرار، وواضعي السياسات والاستراتيجيات بالمؤسسات الحكومية وغير الحكومية، إدارات ووحدات ولجان العلاقات العامة بالمؤسسات الرسمية وغير الرسمية وغيرها من المؤسسات التي تُعنى بالتواصل مع الجمهور.
ويتناول المؤتمر على مدى أيامه وجلساته عدة محاور منها توطين الذكاء الاصطناعي لتعزيز التواصل المؤسسي الفعّال، أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في التواصل المؤسسي والتحديات القانونية والتنظيمية لدمج الذكاء الاصطناعي في التواصل المؤسسي، الذكاء الاصطناعي في إدارة الأزمات، مع عرض نماذج ملهمة في استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي فى إدارة الأزمات. كما يتيح للمشاركين والمشاركات فرصةً غنيةً لتبادل المعرفة والخبرات، وبناء علاقات قوية مع خبراء رائدين في مجالهم، مما يُساهم في تعزيز التواصل المؤسسي، ودمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في استراتيجيات الاتصال، والارتقاء بقطاع العلاقات العامة والإعلام في العالم العربي ككل.