تعرض فريق مانشستر سيتي بقيادة المدرب الإسباني بيب غوارديولا لواحدة من أسوأ الفترات في تاريخه، حيث تلقى الفريق ست هزائم خلال 33 يومًا فقط، ويحاول البعض فهم أسباب هذا الأمر.
وهذه هي المرة الأولى في مسيرته التدريبية التي يفشل فيها غوارديولا في تحقيق الفوز خلال سبع مباريات متتالية، والأرقام الدقيقة تكشف عن أسباب الانحدار الأخير في نتائج الفريق.
وتُشير الأرقام من صحيفة "ذا أثيلتيك" البريطانية التي أعدت تقريرا مطولًا لتحليل أسباب سقوط مانشستر سيتي الغريب هذا الموسم إلى أن النادي السماوي تلقى تسديدات أكثر بـ8.7 تسديدة في المباراة مقارنة بـ 6.2 تسديدة في السابق كأقل معدل في عهد غوارديولا.
كما أن 74% من هذه التسديدات تحدث داخل منطقة الجزاء، وهي ثالث أعلى نسبة بين فرق الدوري هذا الموسم، والأكثر إثارة للقلق أن خمسة أهداف استقبلها الفريق جاءت من كرات عرضية إلى القائم البعيد، وهو أعلى رقم في الدوري.
أزمة دفاعية تهدد موسم مانشستر سيتي
وعلى الرغم من أن مانشستر سيتي ما زال يُبدع هجوميًا، محققًا أحد أعلى معدلات الأهداف المتوقعة (xG) في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن مشاكله الدفاعية تزداد تعقيدًا، وتظهر الإحصائيات أن الفريق بات يسمح بفرص ذات جودة عالية للخصوم، وهو أمر لم يحدث طوال فترة غوارديولا مع النادي.
وفقًا لتحليل (xG) خلال آخر عشر مباريات بالدوري، اقترب معدل جودة الفرص التي يمنحها مانشستر سيتي لخصومه من معدل الفرص التي يخلقها الفريق نفسه، وهو مؤشر يدل على تراجع الأداء الدفاعي للنادي السماوي.
والمشكلات التكتيكية وراء هذه الأرقام متنوعة، ولكن الضغط العالي غير الفعال والدفاع بخط مُتقدم، وصعوبة الدفاع عن العرضيات كانت جميعها عوامل مساعدة.
وحتى الآن في موسم 2024-25، أكمل منافسو مانشستر سيتي ثلث التمريرات العرضية داخل منطقة الجزاء، ما يجعل فريق غوارديولا الأقل فعالية في التعامل مع التمريرات العرضية في المواسم الستة الماضية؛ حيث في المتوسط يتم إكمال التمريرات العرضية بمعدل حوالي واحد من كل خمسة؛ كما أن هُناك مشكلة خاصة في الدفاع مع التمريرات العميقة في منطقة الجزاء، حيث يستقبل السيتي أكبر عدد من الأهداف من التمريرات العرضية الخلفية في الدوري.
حقائق كارثية لمانشستر سيتي في موسم 2024-25
مانشستر سيتي | الإحصائيات والتفاصيل |
---|---|
معدل الفرص المتوقعة عليه (xG) | 4.1 في كل مباراة |
التسديدات ضده | 8.7 تسديدة في المباراة |
الأهداف المستقبلة | 19 |
الهجمات المرتدة من الأخطاء الفردية | 14 |
نسبة التسديدات داخل منطقة الجزاء | أكثر من 74% |
التهديدات من الهجمات المرتدة | 13 |
الأهداف من الهجمات المرتدة | 8 |
مشاكل تكتيكية بارزة
وتوجد عدة أسباب وراء المشاكل التي يُعاني منها مانشستر سيتي، وفي مقدمتها، ضعف الضغط العالي، حيث لم يعد الفريق قادرًا على تنفيذ الضغط بكفاءة كما كان سابقًا؛ كما أن هُناك صعوبة في التعامل مع الكرات العرضية، وتُظهر الإحصائيات أن سيتي هو الأقل فعالية في التعامل مع العرضيات في الدوري الإنجليزي خلال آخر ستة مواسم؛ واستقبل الفريق خمسة أهداف من العرضيات إلى القائم البعيد، وهو الرقم الأعلى في الدوري.
أمثلة حية من المباريات
وكان هدف ليفربول الأول في هزيمة مانشستر سيتي الأخيرة في ملعب "أنفيلد" مثالاً لمشاكلهم، حيث إن فريق غوارديولا لا يتلقى المزيد من العرضيات في المباراة مقارنة بالمواسم الثلاثة السابقة، كما أن الفريق يُدافع بشكل أقل فعالية.
وأمام ليفربول على وجه التحديد، جاء الهدف الافتتاحي نتيجة لفشل الفريق في الدفاع عن كرة عرضية من ركنية، حيث فشل خط الدفاع في الضغط على حامل الكرة، مما سمح بتمريرها إلى الجناح الأيمن محمد صلاح الذي خلق فرصة مثالية انتهت بهدف من كودي غاكبو.
" title="YouTube video player" width="875">وفي الأسبوع السابق أمام توتنهام، كان السيناريو مشابهًا، حيث سمحت التمريرات العرضية بفرص سهلة للمنافسين بسبب سوء تنظيم الدفاع وتباطؤ خط الوسط في التغطية.
ولم تساعد الإصابات وعدم الاستقرار في خط الدفاع الفريق على تحسين وضعه، حيث غاب القائد روبن دياز عن ثلاث مباريات بسبب الإصابة، واضطر غوارديولا لاستخدام سبعة مدافعين مختلفين منذ بداية الموسم.
كما زادت الأخطاء الفردية من معاناة الفريق، حيث ارتكب اللاعبون أخطاء أدت إلى تسديدات أكثر مما حدث في ثلاثة من المواسم الأربعة السابقة.
هدف لشبونة يوضح أزمة مانشستر سيتي
يوجد مثال واضح من مباراة سبورتينغ لشبونة يوضح أسباب أزمة سيتي، عندما أخطأ سافينيو في تمرير الكرة إلى ماتيو كوفاسيتش، كما توضح الصورة بالأسفل.
وقام بيدرو غونسالفيس بقطع تمريرة سافينيو، وأرسلها إلى السويدي فيكتور غيوكيريس ومررها إلى مساحة خالية خلف كوفاسيتش ولم يكن أكانجي قريبًا بما يكفي للتأثير على اللعب، وفي غضون ثماني ثوانٍ، تحولت التمريرة إلى مواجهة واحد مقابل واحد.
وتكررت تلك اللقطة في العديد من مباريات مانشستر سيتي، وهي أزمة لم يعشها غوارديولا في فترة وجوده في النادي، حيث أدت الإصابات والأخطاء الفردية إلى تفاقم الفوضى التكتيكية.