تخطط مصر لاستئجار سفينة تغويز جديدة بعقد لمدة 10 سنوات، لمواجهة الطلب المتنامي على الغاز في البلاد لتوليد الكهرباء والصناعات، مع تراجع الإنتاج محليًا.
وتعتزم القاهرة، وفق بيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- تأجير سفينة تخزين الغاز العائمة وإعادة التغويز التابعة لشركة إنرغوس إسكيمو (Energos Eskimo)، التي يشغلها الأردن حاليًا بحلول منتصف عام 2025.
ولدى مصر حاليًا وحدة لإعادة التغويز في العين السخنة، وهي هوج غاليون (Hoegh Galleon)، بناءً على اتفاقية وقّعتها إيجاس مع شركة غاليون النرويجية (Galleon) حتى فبراير/شباط 2026.
ومن المقرر نقل التخزين وإعادة التغويز العائمة من ميناء العقبة الأردني إلى العين السخنة على ساحل البحر الأحمر في مصر بموجب اتفاقية إيجار مدّتها 10 سنوات مع الشركة القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس).
استيراد الغاز المسال
ستعمل سفينة إنرغوس إسكيمو، التي تسيطر عليها شركة نيو فورتريس إنرجي (New Fortress Energy) والمملوكة لشركة إنرغوس للشحن، بمثابة محطة ثانية لاستيراد الغاز المسال في مصر.
وكانت مصر والأردن يتعاونان بناءً على اتفاق موقّع بين شركة الكهرباء الوطنية الأردنية وإيجاس، في الاستغلال المشترك لوحدة الغاز المسال عائمة موجودة في ميناء العقبة التي تحمل اسم سولار إسكيمو (Solar Eskimo)، بداية من شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وتوقّع نهاية عقدها مع الأردن في يونيو/حزيران 2025.
وتعمل "وحدات إعادة تغويز" على خدمة احتياجات القاهرة لاستقبال شحنات الغاز المسال، لإعادته إلى صورته الغازية، ليصلح للاستهلاك في محطات الكهرباء والصناعات.
وبدأت مصر في شهر أبريل/نيسان 2024 شراء شحنات غاز مسال، لتفادي انقطاع الكهرباء، إذ كانت الشحنات التي تشتريها شركة "إيجاس" قبل وصول أول وحدة إعادة تغويز تتجه مباشرة إلى محطة العقبة للتغويز في الأردن، قبل نقلها من خلال خطوط الأنابيب إلى مصر.
وكشفت بيانات لمنصة الطاقة المتخصصة أن الأردن استورد 347.17 ألف طن في 2024، خلال المدة من أبريل/نيسان حتى 22 يوليو/تموز 2024، وكانت غالبيتها لصالح مصر.
الإنفوغرافيك التالي، من إعداد منصة الطاقة، يبيّن واردات الأردن من الغاز المسال حسب المشتري حتى يوليو/تموز 2024:
التعاون المصري الأردني
كشفت مذكرة التفاهم، التي وقّعتها مصر والأردن مطلع الأسبوع الجاري، خطط عمان للاستغناء عن سفينة التغويز لصالح مصر.
ووقّعت عمان والقاهرة اتفاق تعاون لاستغلال البنى التحتية للغاز في مصر، يستعمل بموجبه الجانب الأردني وحدات التخزين والتغويز العائمة في مصر خلال العامين المقبلين.
ويستهدف الأردن استعمال البواخر العائمة في مصر حتى نهاية عام 2026، لحين دخول وحدة التغويز الشاطئية التي تُنَفَّذ حاليًا في العقبة حيز التشغيل.
ويتضمّن مشروع تطوير ميناء الشيخ صباح للغاز المسال استبدال السفينة العائمة المستأجرة حاليًا من خلال إنشاء وحدة تغوير (تحويل الغاز المسال إلى صورته الطبيعية) شاطئية دائمة، بقدرة تصل إلى 700 مليون قدم مكعبة يوميًا.
وبموجب الاتفاق، يُزوَّد الجانب الأردني بالغاز الطبيعي من مصر، من خلال خطوط الأنابيب الممتدة بين البلدين، ما يتيح لشركة الكهرباء الوطنية الأردنية الاستفادة من بواخر الغاز المسال لدى الجانب المصري.
وهدفت الاتفاقية إلى تأمين إمدادات الغاز المسال للأردن في حالات الطوارئ حتى إكمال مشروع ميناء الغاز المسال الجديد في العقبة، الذي يُتوقع أن يكتمل في الربع الرابع من 2026.
وتضمّنت الاتفاقية تحديد أولوية استعمال بواخر الغاز بين الجانبين في حال وجود حاجة متزامنة، مع تخصيص 350 مليون قدم مكعبة يوميًا للأردن (50% من قدرة باخرة واحدة، أو 25% من قدرتين).
وأتاحت الاتفاقية لشركة الكهرباء الأردنية استعمال الغاز المسال دون تكبُّد تكاليف ثابتة إذا لم تكن هناك حاجة؛ إذ تُقدَّر تكاليف الغاز الذي يُستَهلك بنحو 3 ملايين دولار للشحنة، و5 ملايين دولار للنقل عبر شبكة الغاز المصرية؛ ما يعني أن تكلفة الغاز المسال السنوية للأردن لن تتجاوز 10 ملايين دولار.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..