سجل نجم ليفربول محمد صلاح هدفين وصنع آخر أمام نيوكاسل يونايتد على ملعب الأخير سانت جيمس بارك، لكن جهوده للفوز بالمباراة باءت بالفشل، بعد خطأ فادح من جانب حارس مرمى فريقه كاويمين كيليهر، تسبب بهدف التعادل القاتل الذي سجله فابيان شار في مباراة مثيرة انتهت بالتعادل 3-3.
وتقلص الفارق الذي يفصل بين ليفربول وأقرب ملاحقيه إلى 7 نقاط فقط في صدارة الدوري الإنجليزي، بعد أن فشلت انتفاضة الفريق في الشوط الثاني -بقيادة محمد صلاح- في تحقيق الفوز الثامن على التوالي في جميع المسابقات.
نصف الكوب الممتلئ من التعادل
كان الإحباط واضحًا على وجوه لاعبي ليفربول وهم يغادرون ملعب المباراة، لكن بالنظر للصورة بشكل أكبر فالنقطة في ملعب مثل سانت جيمس بارك أمام نيوكاسل ليست بالأمر السيئ، والبعض قد ينظر إلى نصف الكوب الممتلئ، فأرسنال المنافس له على اللقب خسر على نفس الملعب، وتمكن مانشستر سيتي من الحصول على نقطة واحدة فقط، وبالنظر إلى أن فريق أرني سلوت قدم أسوأ 45 دقيقة له هذا الموسم في الشوط الأول، فقد كانت هناك إيجابيات يمكن أخذها من هذه المباراة.
رغم تألق محمد صلاح.. ليفربول ليس بخير فعلًا
في الحقيقة فليفربول ليس بخير، فلا يمكن لتألق محمد صلاح أن يخفي الأداء السيئ الذي قدمه الريدز، والذي لم يكن ليخرج بأي نقطة لولا النجم الدولي المصري.
كان أداء الريدز مربكًا خلال الشوط الأول، وكان دفاعيًّا سيئًا للغاية في أغلب فترات المباراة، وظهرت عيوب واضحة في دفاع الريدز، والبداية من الحارس كيليهر الذي تسبب بخطأ فادح ونادر أفقد الفريق نقطتين.
كان اختيار جاريل كوانساه مفاجئًا للعب على الجانب الأيمن من الدفاع، وعانى ضد أنتوني غوردون نجم نيوكاسل، في حين لم يكن جو غوميز قريبًا حتى من المستوى الذي قدمه ضد مانشستر سيتي في المباراة السابقة، وكاد يتسبب في فرصة لجوردون في الشوط الأول، وتم استبداله في منتصف الشوط الثاني.
الأمر نفسه بالنسبة لفيرجيل فان ديك الذي نال هو الآخر الثناء بفضل تفوقه على إيرلينغ هالاند، لكن هدف إيزاك الأول هو مسؤوليته المباشرة، لتكون تركيبة الدفاع في ظل الغيابات غير قادرة على أن تُقدم الصلابة المعهودة.
في الأخير، كانت هذه هي المرة الأولى في عهد سلوت التي يستقبل فيها ليفربول ثلاثة أهداف في مباراة واحدة، وكان إجمالي الأهداف المتوقعة لنيوكاسل (xG) البالغ 2.09 هو أعلى معدل يسمح به ليفربول في مباراة حتى الآن هذا الموسم.
استنزاف قوام الفريق
كما ذكرنا، فإن ليفربول يعتمد على قوة وحسم محمد صلاح، لكن إلى أي مدى سيظل الريدز بهذا الزخم والاعتماد على صلاح، فماذا لو ابتعد عن مستواه، هل سيعول على داروين نونيز السيئ الذي لم يسجل سوى هدف واحد في آخر تسع مباريات له، و3 أهداف فقط في 18 مباراة في جميع المسابقات في 2024-25.
شارك محمد صلاح بشكل مباشر في 13 هدفًا في آخر سبع مباريات له في الدوري الإنجليزي الممتاز (تسعة أهداف وأربع تمريرات حاسمة)، بينما كانت هذه هي المرة الثالثة فقط التي يسجل فيها لاعب من ليفربول في سبع مباريات متتالية في المسابقة، (بعد دانييل ستوريدج في عام 2014 وصلاح في عام 2021).
أكثر ما يُقلق الريدز ليس إهدار النقطتين فقط، بل استنزاف عناصر الفريق الأساسية، الذين لا يمكن تعويضهم مثل صلاح، ولاعب الوسط رايان غرافينبيرش الوحيد اللائق في مركز لاعب الوسط المدافع.
لعب غرافينبيرش 90 دقيقة كاملة في جميع مباريات ليفربول الـ 18 في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا، وظهر بأسوأ مستوياته أمام نيوكاسل بسبب الإجهاد الواضح، حيث تعرض لضغوطات كبيرة، ونتيجة لذلك عانى من أجل فرض تأثيره المعتاد على أداء ليفربول، وتم استبداله في منتصف الشوط الثاني.
للمرة الأولى هذا الموسم، بدا غرافينبيرتش وكأنه لاعب مفتقد للطاقة والحيوية. فقد فاز باثنتين فقط من أصل سبع مواجهات ثنائية في المباراة.
مع إيقاف أليكسيس ماك أليستر عن مباراة ديربي ميرسيسايد يوم السبت المقبل، بعد حصوله على البطاقة الصفراء الخامسة، يحتاج ليفربول بشدة إلى جعل غرافينبيرتش يعود لحالته مرة أخرى.