يواصل المغرب تعزيز قدراته الدفاعية من خلال صفقة جديدة لاقتناء طائرات “بيرقدار أكينجي” التركية، التي تعد من بين الأنظمة الجوية الأكثر تطورًا في العالم.
هذه الطائرات توفر المملكة إمكانات هجومية ومراقبة متقدمة، مما يفتح الباب أمام استراتيجيات جديدة قد تشمل مناطق حساسة، بما في ذلك مضيق جبل طارق وجنوب إسبانيا.
قدرات استراتيجية تعزز التفوق المغربي
تعتبر “بيرقدار أكينجي” قفزة نوعية في ترسانة المملكة الجوية، فهي تمتاز بقدرة على التحمل تصل إلى 25 ساعة من الطيران المتواصل، ومدى تشغيلي يبلغ 7500 كيلومتر. كما يمكنها حمل حمولة تصل إلى 1500 كيلوغرام، مما يتيح استخدامها في مهام هجومية معقدة أو عمليات مراقبة طويلة الأمد.
أنظمة وتقنيات متقدمة
جهزت الطائرة بأنظمة حديثة تشمل رادار AESA الذي يوفر دقة عالية في تتبع الأهداف، وأنظمة اتصالات عبر الأقمار الصناعية تضمن التشغيل في جميع الظروف.
كما تدعم الطائرة تسليحًا متطورًا، مثل صواريخ كروز SOM والقنابل الموجهة بدقة. هذه الإمكانيات تجعلها أداة فعالة لتعزيز قوة الجيش الملكي المغربي.
تهديد محتمل لإسبانيا؟
وفقًا للخبير العسكري الإسباني رويس، فإن مدى هذه الطائرات يمنح المملكة إمكانية تغطية مناطق حيوية في جنوب إسبانيا، ما يشكل تهديدًا استراتيجيًا ويستدعي إجراءات مراقبة دقيقة من الجانب الإسباني.
وأشار رويس إلى أن المملكة يمتلك بالفعل 19 طائرة من طراز Bayraktar TB2 التي أثبتت كفاءتها منذ شرائها في عام 2021، لكن إدخال “بيرقدار أكينجي” يرفع مستوى التحدي نظرًا لتطورها التقني وقدرتها الفائقة.
جزء من استراتيجية شاملة
صفقة “بيرقدار أكينجي” تأتي في سياق استراتيجية أوسع لتعزيز القدرات الدفاعية المغربية، بما يعكس رؤية واضحة نحو تحقيق التفوق العسكري الإقليمي. وتؤكد هذه الخطوة التزام المملكة بتحديث ترسانته العسكرية لمواكبة التحديات المتزايدة على المستويين الإقليمي والدولي.
انعكاسات على المشهد الإقليمي
تمثل هذه الطائرات إضافة نوعية تسهم في تعزيز مكانة المغرب كقوة إقليمية صاعدة.
ومع تصاعد التوترات حول مناطق استراتيجية كمضيق جبل طارق، تثير الصفقة تساؤلات حول التوازن العسكري في المنطقة وتداعياته المستقبلية.