كان عام 1996 هو العام الذهبي لأحد نجوم كرة القدم المصرية، حازم إمام، بتألق لافت في بطولة كأس الأمم الأفريقية التي أقيمت في جنوب أفريقيا، ومع الزمالك المتوج بدوري أبطال أفريقيا في ذلك العام أيضًا.
ورغم أن مشوار الفراعنة توقف في ربع النهائي أمام زامبيا في بطولة أمم أفريقيا، تحصل حازم إمام على جائزة أفضل لاعب وسط في البطولة، وهو بسن 21 عامًا، وأصبح أحد أهم مواهب القارة السمراء.
أثار أداؤه اهتمام بارما وأودينيزي في الدوري الإيطالي، واختار "الثعلب الصغير" -وهو لقب استمده من لقب والده الأسطورة حمادة إمام "الثعلب"- الانضمام إلى أدوينيزي، ليصبح أول لاعب مصري على الإطلاق يلعب في الدوري الإيطالي.
لُقّب حازم إمام في إيطاليا بـZico delle Piramidi أو "زيكو الأهرامات"، لكن من اكتشفه هناك وما قصته؟
بيير باولو مارينو مكتشف حازم إمام في إيطاليا
بيير باولو مارينو هو الاسم الذي اكتشف حازم إمام وطالب أودينيزي بضمه في عام 1996، ولمن لا يعرفه فمارينو واحد من أفضل المديرين الرياضيين وأكثرهم تقديرًا في إيطاليا خلال الأربعين عامًا الماضية، ولديه تاريخ طويل وكبير مع الأندية هناك واكتشف العديد من النجوم.
كان مارينو أصغر مدير رياضي في الدوري الإيطالي، وفي عام 1987 كان مع فريق نابولي التاريخي بقيادة دييغو أرماندوا مارادونا وتوج بالدوري الإيطالي.
كما عمل مع نادي بيسكارا واكتشف معه مواهب مثل ماسيميليانو أليغري وفريدريك ماسارا وماورو إسبوزيتو، كما أنه هو من تعاقد مع لاعب خط الوسط البرازيلي والقائد دونغا في سوق الانتقالات في نوفمبر/ تشرين الثاني 1992.
عندما رحل عن نابولي انضم لروما وكان منافسًا قويًّا للمدير الرياضي الشهير في يوفنتوس لوتشيانو مودجي، كأبرز اسمين في هذا المجال، وعندما عاد إلى نابولي كان خلف بناء فريق قوي وكان وراء ضم الهداف الكبير دي ناتالي في عام 2004.
طريقة عصرية في اكتشاف حازم إمام
حدثت نقطة التحول في مسيرة مارينو عندما أطلق في أدوينيزي نموذجًا جديدًا لإدارة التعاقدات، حيث ابتكر طريقة للعمل في السوق، كانت حديثة للغاية في منتصف التسعينات وهي اكتشاف المواهب حول العالم.
وضع مارينو سياسة دقيقة لاكتشاف المواهب الشابة في مختلف أنحاء العالم بين أفريقيا وأمريكا اللاتينية، لتحقيق النتائج ومن ثم بيعها إلى فرق أكثر قوة من الناحية المالية، من أجل الحفاظ دائمًا على استدامة النادي "المالية".
من بين المواهب، كان حازم إمام بعد المستويات التي قدمها في هذا العام في بطولة أمم أفريقيا، سافر العديد من الكشافة الإيطاليين يراقبون البطولة، حيث كان يُنظر لأفريقيا باعتبارها منجمًا للمواهب.
مارينو، المدير الرياضي لنادي أودينيزي في ذلك الوقت، كان يعتمد على سياسة سابقة لعصره، وتحدث عنها حين قال: "في ذلك الوقت قبل ظهور منصات الفيديو مثل وايسكوت وخلافها، كنا نقوم بتعاقدات مع بعض الوكلاء في بعض البلدان لتصوير المباريات، وكنا نجمع مئات أشرطة الفيديو ومن ثم نقوم بتحليلها واكتشاف اللاعبين".
لذلك يُمكن القول إن التعاقد مع حازم إمام لأودينيزي كان ضمن عملية استكشاف واسعة، كانت غير معتادة على الدوري الإيطالي في ذلك الوقت، حيث كانت سياسة التعاقدات تلجأ للاعبين أصحاب السير المعروفة والناشطين في إيطاليا أو أوروبا أكثر من أي شيء آخر.
تجربة "باجيو النيل" في أودينيزي
"باجيو النيل" لقب آخر أطلق على حازم إمام في إيطاليا، كان ألبرتو زاكيروني يتولى تدريب أودينيزي ويعتمد على طريقة 3-4-3، وهي طريقة لا يوجد فيها مركز لاعب الوسط المهاجم الذي يناسب إمكانات حازم إمام.
أول ظهور له في الدوري الإيطالي جاء في 16 أكتوبر/ تشرين الأول 1996 ضد نابولي (1-1) في سان باولو، لكن في المرات التي شارك فيها صانع الألعاب الموهوب كان عليه أن يُحاول التأقلم على مركز الجناح الأيسر في هذه الطريقة، لكن لأسباب تكتيكية كان من الصعب التأقلم مع هذا المركز وطريقة اللعب.
في موسم 1998-99 أعاره أودينيزي إلى الفريق الهولندي دي غرافشاب، حيث وجد النجم المصري مساحة أكبر وشارك في 39 مباراة وسجل 4 أهداف في موسمين.
في عام 2000، عاد إلى إيطاليا لمدة 6 أشهر، كان هناك مدرب جديد وهو جيجي دي كانيو، قبل أن يقرر إمام في يناير/ كانون الثاني 2001 العودة للزمالك، النادي الذي بدأ معه كل شيء، وأكمل رحلة رائعة توج فيها بالعديد من البطولات وحقق الأرقام القياسية كأفضل صانع للأهداف والفرص في مصر، في 4 مواسم لاحقة.