أخبار عاجلة

"المنافسة" ينتقد تأرجح سوق الأعلاف المركبة للدواجن بين الاحتكار والاستيراد

"المنافسة" ينتقد تأرجح سوق الأعلاف المركبة للدواجن بين الاحتكار والاستيراد
"المنافسة" ينتقد تأرجح سوق الأعلاف المركبة للدواجن بين الاحتكار والاستيراد
صورة: أرشيف
هسبريس - بدر الدين عتيقيالسبت 7 دجنبر 2024 - 00:00

كشف مجلس المنافسة عن معاناة سوق الأعلاف المركبة بالمغرب من تركيز عال، حيث تسيطر مجموعة قليلة من الشركات على معظم الإنتاج، مبرزا أن هذا التركيز يقلل من المنافسة ويمنح الشركات الكبرى القدرة على التحكم في الأسعار، مما قد يؤدي إلى زيادة التكاليف على المستهلكين. وأشار إلى اعتماد قطاع الأعلاف، خصوصا الأعلاف الموجهة إلى الدواجن، بشكل كبير على استيراد المواد الأولية مثل الذرة والصوجا، حيث يتم استيراد أكثر من 90 في المائة من هذه المواد، مما يضع السوق تحت تأثير التقلبات في الأسعار العالمية، ويرفع تكلفة الإنتاج، ويؤثر على استقرار السوق.

وأكد دركي المنافسة، في الرأي الصادر عنه حول وضعية المنافسة في سوق الأعلاف المركبة في المغرب، أن فرض معايير صحية جديدة، وفقا للقانون رقم 28.07 المتعلق بالسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، شكل تحديا بالنسبة للعديد من الشركات التي تجد صعوبة في الامتثال لهذه المتطلبات، مشيرا إلى أن الإطار القانوني الذي ينظم صناعة الأعلاف بالمغرب يفيد بأن الأنشطة المتعلقة بالتصنيع، من استيراد المواد الأولية إلى توزيع المنتجات النهائية، تخضع لرقابة صارمة من قبل السلطات المعنية. ولفت إلى أنه رغم وجود تشريعات قوية لتنظيم هذا القطاع، فإن تطبيق هذه القوانين يواجه تحديات تتعلق بالامتثال من قبل الشركات الصغيرة والمتوسطة، التي قد تجد صعوبة في تلبية متطلبات الجودة والسلامة.

وأفاد رأي المجلس، الذي اطلعت هسبريس على تفاصيله، أن الأعلاف المركبة تعد من المكونات الأساسية في تغذية الحيوانات، خاصة في قطاع الدواجن، الذي يشكل جزءًا كبيرا من الإنتاج الحيواني بالمغرب، مشيرا إلى أن هذه السوق شهدت نموا ملحوظا بين 2015 و2023، حيث انتقلت كمية الأعلاف المنتجة من 2.5 مليون طن إلى 3.9 ملايين طن. وأوضح أن هذا النمو يعود إلى الطلب المتزايد على قطاع تربية الدواجن والمواشي، الذي يساهم بشكل كبير في الاقتصاد الوطني ويخلق العديد من فرص الشغل في هذا القطاع، مسجلا أن تطور سوق الأعلاف المركبة لم يخل من التحديات، حيث سجل ارتفاعا في تكاليف المواد الأولية اللازمة لإنتاج الأعلاف مثل الذرة والصوجا، مما انعكس بشكل مباشر على تكلفة الإنتاج وأثر على أسعار البيع. ونبه مرة أخرة إلى كون السوق عرفت هيمنة عدد قليل من الشركات الكبرى، مما خلق بيئة تنافسية غير متكافئة، وهدد بتقليص الخيارات المتاحة للمستهلكين.

وذكرت سلطة المنافسة مجموعة من التوصيات من أجل إصلاح أعطاب المنافسة في سوق الأعلاف المركبة ومواجهة التحديات المذكورة، حيث أوصت بتشجيع الإنتاج المحلي للمواد الأولية، مثل الحبوب والبذور القروية، من أجل تقليص الاعتماد على الاستيراد، مؤكدة أن تحقيق هذا الهدف يمر عبر دعم الفلاحين وتوفير حوافز للاستثمار في هذا المجال، إضافة إلى ضرورة تعزيز آليات مراقبة الجودة والسلامة على مستوى جميع مراحل الإنتاج، بدءا باختيار المواد الأولية، وصولا إلى المنتج النهائي، ووجوب اعتماد الشركات على تقنيات جديدة لتحسين إنتاج الأعلاف وجودتها، باعتبار ذلك يساعد في تقليل التكاليف وزيادة الكفاءة.

وامتدت التوصيات إلى ضرورة تعزيز الشفافية في تحديد الأسعار، حيث أكد مجلس المنافسة على وجوب وجود آليات لضمان تحديد الأسعار بشكل عادل وشفاف، حيث لا يتم التحكم فيها من قبل شركات قليلة، مما يضمن حماية المستهلك، إضافة إلى دعم الفاعلين الصغار من خلال العمل على إدماج الشركات الصغيرة والمتوسطة في سلسلة الإنتاج بشكل أفضل عبر توفير الدعم المالي والتقني لتعزيز قدرتها التنافسية.

يشار إلى أن مجلس المنافسة قرر على ضوء نتائج الرأي الصادر عنه (رقم A/3/24) بتاريخ 26 شتنبر 2024، والمتعلق بحالة المنافسة في سوق الأعلاف المركبة في المغرب، وبناء على اقتراح من المقرر العام بالنيابة، فتح مسطرة تحقيق بخصوص بعض الممارسات التجارية التعريفية وغير التعريفية التي تشهدها سوق الأعلاف المركبة، الموجهة إلى قطاع الدواجن والأسواق الأخرى ذات الصلة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق تعنيف دبلوماسي روسي بالبيضاء
التالى عاجل.. عملاق عربي يستهدف ضم حاوي الأهلي