من كان يتخيل أن طفلا صغيرا لم يتخطَّ عامه السادس بعد أن يقلب موازين التاريخ، ففي مفاجأةٍ غير متوقعة، تحولت صخرة على شاطئ إنجليزي من مجرد لعبة عادية في يديه الصغيرتين إلى اكتشاف أثري مذهلٍ تخفي وراءها أسرارًا تعود إلى 50 ألف عامٍ، فما القصة وراء هذه الصخرة الصغيرة النادرة التي يحمل بصمات إنسان نياندرتال؟ وكيف تحول فضول طفلٍ إلى اكتشاف يثير دهشة العلماء؟
الصخرة عمرها 50 ألف عام
«بن» صبي، لم يتجاوز 6 سنوات آنذاك، عثر قبل 3 سنوات على صخرة غريبة على شاطئ في ساسكس بإنجلترا، ثم أخذها إلى منزله، كانت تلك الصخرة فأسا يدويًا تعود إلى إنسان نياندرتال، ويعود تاريخها إلى 50 ألف عام، وحينما رأته والدته يلعب بها راسلت جيمس سينسبيري، أمين قسم الآثار والتاريخ الاجتماعي في مسارح ومتحف ورثينج إلكترونيا، تخبره باكتشاف ابنها، لكنه لم يكن يتوقع أن يكون هذا الشيء مميزًا، وفقًا لما ذكرته مجلة «live science» العلمية.
ويقول أمين قسم الآثار والتاريخ: «أتلقى رسائل إلكترونية مثل هذه طوال الوقت، وخاصة تلك التي تتعلق باكتشافات على الشاطئ، وعادة ما تكون مجرد حصى تبدو مضحكة، ولكن بمجرد أن رأيت الصورة، فكرت أنّ هذا فأسًا يدويًا يعود إلى العصر الحجري القديم العلوي، إنه اكتشاف لا يصدق على الإطلاق».
ووفقًا لـ«سينسبري»، فإن الفؤوس اليدوية التي صنعها إنسان نياندرتال صغيرة نسبيًا وذات وجهين داكنين، مما يجعلها قابلة للتمييز، وهي تختلف بوضوح عن الفؤوس التي تعود إلى العصر الحجري القديم الأوسط أو الأدنى في ساسكس، إذ استخدم إنسان نياندرتال هذه الأدوات في أنشطة مثل كسر العظام لامتصاص النخاع.
وقد حدد «سينسبري» القطعة الأثرية على وجه التحديد باعتبارها فأسًا يدوية من عصر موستيري، بمعنى أنّها تعود إلى تلك الفترة المتأخرة جدًا من عصر إنسان نياندرتال عندما كانت أيامهم معدودة حقًا في أوروبا وبريطانيا، وأضاف أنّ بعض العلماء يشيرون حتى إلى أن الفؤوس اليدوية الموستيرية صنعتها أجيال إنسان نياندرتال الأخيرة في تلك المنطقة: «فيما يتعلق بساسكس، فهي نادرة للغاية، وفي متحفنا، لدينا مثال واحد فقط. إنها نادرة للغاية لأن الكثافة السكانية للإنسان البدائي كانت منخفضة للغاية على الأرجح».
الصخرة معروضة في متحف ورثينج
وأحضر بن وعائلته القطعة الأثرية إلى متحف ورثينج في 24 من نوفمبر الماضي، إذ أكد «سينسبري» أنها في الواقع فأس من عصر إنسان نياندرتال، وبسبب مظهرها الطازج وغير المتضرر، يشتبه «سينسبري» في أن القطعة الأثرية كانت مدفونة تحت الماء بأمان طوال معظم تاريخها.
وأوضح أمين قسم الآثار والتاريخ: «من غير المرجح أن تصل إلى الشاطئ، على هذا الارتفاع دون أن تتضرر، لذا أعتقد أنه تم جلبها مع أطنان من القوباء المنطقية لزيادة دفاعات الشاطئ، إما من القناة الإنجليزي، حيث تم تجريفها من مجرى نهر قديم مغمور الآن، أو من بحر الشمال، في منطقة دوجرلاند».
ودوجرلاند هي منطقة مغمورة الآن تحت بحر الشمال، وكان يسكنها أناس ما قبل التاريخ قبل أن تغمرها مياه البحر المرتفعة منذ نحو 8000 عام، ولا يزال «سينسبري» وزملاؤه يحققون في الوقت الذي تم فيه ترسيب آخر دفعة من الحصى على شاطئ شورهام.
وأعار «بن» الفأس اليدوية إلى مسارح ومتحف ورثينج، وعرضها «سينسبري» بعد ساعة واحدة فقط من لقائه بأسرة «بن» وستظل الفأس هناك حتى فبراير، وكان أمين المتحف سعيدًا بالإبلاغ عن أنها اجتذبت بالفعل عددًا من الزوار أكبر من المعتاد.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.