كشف اللقاء الإعلامي الذي أجراه زعيم مليشيا هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، مع شبكة CNN الأمريكية، عن وجود خطة ممنهجة لهذا التنظيم من أجل الترويج الإعلامي له، في محاولة للتخلص من سمعته السيئة باعتباره منظمة إرهابية.
اللقاء الإعلامي الأخير ترك المجال لزعيم هيئة تحرير الشام، من أجل أن يقدم نفسه كزعيم سياسي يمتلك مشروعا يستهدف إنقاذ الشعب السوري، وهو ما بدى واضحا في حديثه عن أن جبهته تعمل لبناء الاستقرار في منطقة إدلب.
الحوار يرمي في ظاهره وباطنه على السواء، إلى منح الجبهة اعترافا دوليا، وتقديمها كقوة معتدلة يمكن أن تعمل من أجل الاستقرار في سوريا.
رسائل الجولاني خلال المقابلة بدت واضحة أيضا، فهو يريد أن يحصل على ثقة سكان إدلب، عبر التركيز على قضايا تدغدغ مشاعر المواطنين، مثل: مكافحة الفساد، وتحسين الأوضاع الأمنية، كما سعى إلى تقديم نفسه كبديل واقعي للتنظيمات الأخرى، باعتبار أن جبهته أقل تطرفا من داعش وغيره.
تجنب الجولاني للحديث الخطابي، الحنجوري، كان مقصودا، حتى تنطلي على متابعيه أنه يريد حماية إدلب، ومكافحة التنظيمات المتطرفة، وقبوله حلولا سياسية، كما حاول إظهار الهيئة كطرف يسعى لبناء المؤسسات.
الجولاني وجه رسائل متعددة للأطراف من خلال هذه المقابلة محاولا التأكيد على أن جبهته يمكن أن تكون جزءا من الحل السياسي في سوريا، وأنها قادرة على مواجهة التنظيمات الأكثر تطرفا، وهذه الرسائل تعكس رغبة واضحة في تغيير موقف الغرب من الهيئة.
وفيما يتعلق بالنظام السوري وحلفائه، حرص الجولاني على إظهار الهيئة كقوة مسيطرة في إدلب، قادرة على الدفاع عن المنطقة والتصدي لأي تهديد.
مقابلة الجولاني مع CNN تمثل جزءًا من استراتيجية إعلامية مدروسة لتغيير صورته وصورة الهيئة أمام العالم.
ورغم أن هذه الخطوة تعكس طموحه لتحقيق مكاسب سياسية ودولية، إلا أن نجاحها يعتمد على مدى تجاوب الأطراف الدولية والمحلية مع الرسائل التي قدمها.
في النهاية، تظل هذه المحاولة محفوفة بالتحديات بسبب التاريخ الطويل للهيئة وسجلها الدموي المرتبط بالصراع السوري.