البابا تواضروس , تواصل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية دعمها المستمر إلى مشروعات ترميم الأديرة ، تحت إشراف قطاع الآثار الإسلامية والقبطية .
لم تقتصر جهود الكنيسة على الحفاظ على التراث الثقافي المادي للأديرة ، بل سعت أيضًا لإدراج العديد من آثارها ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو ، سواء كان ذلك التراث ماديًا أو غير مادي .
ورغم ذلك، تظل الكنيسة حريصة على الحفاظ على حياة الرهبان في الأديرة، حيث يُعتبر الحفاظ على استقرارهم النفسي والمعيشي أمرًا أساسيًا، إذ تشكل الأديرة مركزًا للروحانية والتفرغ للنسك.
البابا تواضروس يوضح أهمية الحفاظ على الحياة الرهبانية
في مقال نشرته مجلة “الكرازة” في نوفمبر 2020، أكد قداسته أن الأديرة تمثل تراثًا إنسانيًا حيًّا ، وليس مجرد آثار مادية كما يصنفها البعض .
وأوضح أن الرهبان قد حافظوا على الأديرة جيلاً بعد جيل، ولم تنقطع الحياة الرهبانية فيها طوال 17 قرنًا. وأشار إلى أن قرار الرئيس المصري عام 2018، والذي يتضمن الاهتمام بإدارة مواقع التراث العالمي، ينطبق على المواقع التي لا تجد من يرعاها، وهو أمر يختلف تمامًا عن الأديرة التي تظل حية بوجود الرهبان ، مشيرًا إلى أن الحفاظ على الحياة الرهبانية يجب أن يكون أولوية في أي قرار يتعلق بالأديرة.
البابا تواضروس يتحدث عن التوازن بين التراث العالمي وحماية الحياة الرهبانية
أوضح قداسته أن إدراج منطقة وادي النطرون ضمن مواقع التراث العالمي من قبل اليونسكو هو خطوة مشرفة لمصر ، لكنه شدد على ضرورة ألا يتم ذلك على حساب الحياة الرهبانية المستقرة والهادئة .
ولفت إلى أن الكنيسة القبطية تدعم مشروعات ترميم الأديرة بالتعاون مع وزارة الآثار ، لكنها ترفض أي تدخل في إدارة شؤون الأديرة التي تخضع لإشراف الرهبان .
هذا الموقف يعكس اهتمام الكنيسة بالحفاظ على استقلالية الأديرة وضمان عدم التأثير على الحياة الرهبانية في هذه المواقع المقدسة .
دور الكنيسة في دعم الأديرة
لم تقتصر جهود الكنيسة على الحفاظ على الأديرة فقط، بل ساهمت أيضًا بشكل فعال في دعم ملف “رحلة العائلة المقدسة” التي سجلت ضمن التراث اللامادي لليونسكو. قال الدكتور مصطفى جاد، الخبير في التراث اللامادي باليونسكو، إن الكنيسة المصرية قدمت الكثير من المعلومات والمواد المصورة التي أسهمت في نجاح تسجيل هذا الملف. وأضاف أن هناك تفاهمًا بين المؤسسات الثقافية والدينية في مصر لدعم تراث العائلة المقدسة، وهو ما ساعد في تسريع عملية قبول هذا الملف من قبل اليونسكو.