رغم نجاحه في الخروج متعادلاً أمام المتصدر ليفربول (3-3) في الجولة الرابعة عشرة من الدوري الإنجليزي الممتاز، إلا أن مشجعي نيوكاسل يونايتد لا زالوا يشعرون بالغضب والإحباط بسبب نتائج الفريق السيئة في الموسم الحالي، التي أسفرت عن تسجيله الفوز في خمس مباريات فقط، وحصده لـ 20 نقطة (أي أقل مما حققه بست نقاط حتى الجولة الحالية من الموسم الفائت الذي أنهاه في المركز السابع خارج المراكز الأوروبية).
لم يعرف النادي عبر تاريخه الطويل الذي يمتد لأكثر من 140 عامًا، إشراقات كثيرة، ولم يصنف من بين كبار الكرة الإنجليزية حيث تضم خزانة كؤوسه أربعة ألقاب في الدوري الإنجليزي آخرها قبل نحو قرن من الزمان، فيما يعود آخر لقب من ألقابه الستة في مسابقة الكأس إلى العام 1955. لكن الكثيرين كانوا ينظرون إلى قدوم الملاك الجدد (صندوق الاستثمار السعودي) في أكتوبر من العام 2021 بأنه سيشكل منعطفًا كبيرًا في مسيرة وتاريخ المغبايز، وأن هذه الخطوة ستنجح في تحويل الفريق إلى فريق كبير مرهوب الجانب على المستوى المحلي والأوروبي على غرار تجرية تشيلسي ومانشستر سيتي.
ولم يكن مشجعو نيوكاسل يونايتد على خطأ؛ إذ سمحت بعض الصفقات الشتوية التي تجاوزت قيمتها 100 مليون يورو والتي ضمت أسماء مثل كيران تريبيير وكريس وود وبرونو غيماريش، في إنهاء المغبايز بقيادة المدرب إيدي هاو الموسم في المركز الحادي عشر ليكون أول فريق في تاريخ البريميرليغ يتجنب الهبوط خلال موسم لم يعرف فيه طعم الانتصار في أول 14 مباراة.
وفي الموسم التالي دخل النادي الإنجليزي سوق الانتقالات بقوة وتمكن من إنهاء الموسم في المركز الرابع متفوقاً على ليفربول وتشيلسي وتوتنهام ليسجل العودة إلى دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ قرابة 20 عاماً.. لكن اللعب على عدة جبهات بدا أمراً لم يعتد عليه المغبايز فدفع الثمن بالتراجع في موسم 2023-2024 إلى المركز السابع.
الأرقام لا تكذب
وعلى عكس ما كان منتظراً فقد بدا الميركاتو الصيفي الأخير خجولاً وأدنى بكثير مما كان منتظراً، وقد انعكس ذلك على نتائج الفريق في بداية الموسم الحالي إذا اكتفى الفريق بتحقيق خمسة انتصارات فقط.
وبالرغم من أن نيوكاسل يونايتد ارتقى إلى ما هو مأمول منه في المباريات الكبيرة فحقق الانتصار على كل من أرسنال وتوتنهام هوتسبير، وتعادل مع مانشستر سيتي وليفربول مقابل هزيمة واحدة أمام تشيلسي، إلا أنه فشل بشكل غريب أمام الأندية الأخرى.
" title="WHAT A GAME! ???????? Match Cam ???? Newcastle United 3 Liverpool 3" width="890">ولعل المشكلة الأكبر بالنسبة للمدرب إيدي هاو أن الفريق لا يسجل أهدافاً كافية حيث تراجع معدله من 2.24 هدف في المباراة الواحدة خلال الموسم الفائت، إلى ما يقارب هدفاً واحداً فقط في المباراة من خلال تسجيله 17 هدفاً في 14 مباراة مقارنة بـ32 هدفاً حتى المرحلة ذاتها من الموسم الفائت.
مهاجما نيوكاسل يونايتد (ألكسندر إيزاك وكالوم ويلسون) أسهما في 41 هدفاً في الموسم الماضي، ووحدهما مانشستر سيتي ونيوكاسل من امتلك ثنائياً أفضل في الموسم الماضي، في حين أن هذه الأرقام تراجعت خلال الموسم الحالي حيث سجل إيزاك خمسة أهداف فقط في البريميرليغ بعد 14 جولة مقابل ثلاثة أهداف لأنتوني غوردون بينما لم يسجل كالوم (العائد من الإصابة) أي هدف في ثلاث مباريات خاضها حتى الآن، وهو ما ينطبق على البرازيلي غيماريش الذي بدأ كأساسي في كل مباريات الفريق.
وعلى الرغم من أن دفاعات الفريق لم تتلقَ إلا 17 هدفاً بزيادة ثلاثة أهداف فقط عما تلقته شباك الفريق مع نهاية المرحلة 14 من الموسم الفائت، إلا أن الأرقام تشير إلى أن تريبيير الذي حجز موقعاً له في تشكيلة منتخب إنجلترا بفضل أدائه في الموسم الفائت، لم يشارك سوى في ست مباريات هذا الموسم من بينها ثلاث مباريات فقط كأساسي.
هل توقف المشروع السعودي في نيوكاسل يونايتد الإنجليزي؟
يرى البعض أن المشروع السعودي قد تراجع خطوة إلى الوراء من خلال انشغال (صندوق الاستثمار السعودي) في دعم الأندية المحلية في المملكة ومحاولته الاستثمار عبر جلب الكثير من نجوم العالم إلى دوري روشن (الدوري السعودي الممتاز) وهو ما شكل تحولاً في بوصلة الاهتمام بالنسبة لنادي نيوكاسل يونايتد الذي لم يعد يحظى بأولوية كبيرة لدى ملاك النادي.
كل ذلك جعل أحلام الكثيرين من أنصاره المتمثلة في تحول فريقهم إلى تشيلسي جديد أو مانشستر سيتي جديد، تتبخر في أول الطريق، حيث عاد الفريق ليلعب دور (فرق وسط الترتيب) التي تكافح من أجل مركز مؤهل لإحدى البطولات الأوروبية، علماً أن نيوكاسل يونايتد لا يبتعد بأكثر من ست نقاط عن مانشستر سيتي (رابع الترتيب) وثماني نقاط عن الوصيف تشلسي، ما يعني أنه إذا ما نجح في تحقيق نتائج جيدة في مبارياته الخمس المتبقية من مرحلة الذهاب التي سيستضيف فيها ليستر سيتي وأستون فيلا، ويحل فيها ضيفاً على برينتفورد وايبسويتش تاون ومانشستر يونايتد، فإن ذلك سيجعله يتقدم على سلم الترتيب، دون أن يطمئن ذلك جماهيره فالمقدمات لا تشير إلى أن الموسم الحالي سيكون أفضل بكثير من سابقه.