عاد اسم المدرب الفرنسي كريستوف غالتييه ليتردد مجددًا بشأن تولي مهمة تدريب منتخب قطر لكرة القدم، عقب تأكيدات بأن الاتحاد بصدد إنهاء عقد المدرب الحالي الإسباني ماركيز لوبيز، بسبب الوضعية المعقدة للعنابي في التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2026.
ورغم نفي غالتييه قبل عدة أيام، وجود أية اتصالات رسمية مع الاتحاد القطري لكرة القدم (مع إبداء فخره بترشيح اسمه لهذه المهمة) لكن المستجدات التي طرأت مؤخرًا جعلت قنوات الاتصال تظهر مع المدرب الفرنسي، الذي كان الخيار الثاني بعد الأول المتمثل بالكرواتي زلاتكو داليتش، الذي رفض العرض المقدم من الجانب القطري حسب وسائل إعلام كرواتية.
وفضل داليتش الذي زار الدوحة وفاوض الاتحاد القطري بشكل مباشر، حسب التقارير، الالتزام بعقده المبرم مع الاتحاد الكرواتي الذي يستمر إلى نهاية كأس العالم 2026، مشيرًا إلى أنه يشعر بالاستقرار بجانب عائلته وأطفاله الذين يدرسون في كرواتيا.
منتخب قطر يعاني وضعية معقدة في تصفيات المونديال
وتتمثل وضعية منتخب قطر الصعبة في تلقيه ثلاث خسائر في الجولات الستة الماضية من المرحلة الثالثة لتصفيات المونديال، مقابل انتصارين وتعادل، ليجمع سبع نقاط فقط احتل بها المركز الرابع في المجموعة الأولى، متأخرًا بفارق 3 نقاط عن المنتخب الإماراتي الثالث، وست نقاط عن المنتخب الأوزبكي الثاني، وتسع نقاط عن المنتخب الإيراني صاحب الصدارة.
وبالتالي فإن مسألة احتلال أحد المركزين الأول والثاني في المجموعة من أجل التأهل المباشر إلى المونديال، باتت صعبة للغاية، الأمر الذي يشير إلى حتمية التحول للمرحلة الرابعة، من أجل خوض الملحق الذي تشارك به ستة منتخبات ( أصحاب المركزين الثالث والرابع في المجموعات الثلاثة من المرحلة الحالية) يتم تقسيمها إلى مجموعتين تضم كل مجموعة ثلاث منتخبات، بحيث يتأهل أول كل مجموعة إلى المونديال ويخوض صاحبا المركز الثاني ملحقًا قاريًا من أجل التأهل إلى الملحق العالمي.
خيار مثالي من داخل الدوري القطري
يبدو غالتييه خيارًا مثاليًا للتدريب منتخب قطر في ظل وجود مدرب باريس سان جرمان الفرنسي السابق في الدوري القطري خلال الموسمين الماضيين، ما يعني معرفته الكبيرة بقدرات كل اللاعبين الذين راقبهم وتابعهم عن كثب، بل ودرب عددًا منهم في فريقه الدحيل، الأمر الذي يجعله قادرًا على تشخيص مواطن الضعف في "العنابي" وإيجاد الحلول المناسبة التي قد تساعد في المضي خلف بصيص أمل التأهل المباشر الممكن رقميًا والصعب منطقيًا.
ما من شك أن المدرب الجديد للعنابي لن يرزح تحت وطأة ضغوط التأهل المباشر، ذلك أن مهمته الرئيسة تتمثل بالحفاظ فقط على المركز الحالي (الرابع)، قبل التحول إلى المرحلة الموالية من الإقصائيات المونديالية، وهناك سيكون الرهان بمنافسة المنتخبات الستة التي ستخوض المرحلة الرابعة، عبر ترؤس إحدى المجموعتين اللتين سيتم توزيع تلك المنتخبات عليهما، من أجل التأهل إلى المونديال.
جدولة المباريات الأربعة الأخيرة لمنتخب قطر في المرحلة الحالية تشير إلى أن المواجهة المقبلة في الجولة السابعة ستكون باستقبال المنتخب الكوي الشمالي في الدوحة، يوم 20 مارس/ آذار المقبل، قبل السفر إلى قيرغيزستان لمواجهة منتخبها في الجولة الثامنة يوم 25 الشهر نفسه، وبالتالي فإن النقاط الستة ستضمن التحول إلى المرحلة الرابعة، وقد تحيي آمال منتخب قطر في التأهل المباشر، في ظل صدامات بين أصحاب المراكز الثلاثة الأولى.