كثفت إسرائيل، الأحد، غاراتها الجوية على مواقع استراتيجية بسوريا، بعد التطورات الدرامية التي شهدتها البلاد مع سقوط نظام الرئيس بشار الأسد وفراره إلى روسيا.
ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصادر أمنية إقليمية، فقد استهدفت الغارات مستودعات أسلحة ومواقع مرتبطة بإيران، مما يسلط الضوء على تحول جديد في التوترات الإقليمية.
واستهدفت الغارات مجمعًا أمنيًا كبيرًا ومركز أبحاث في كفر سوسة بدمشق، وهو موقع يُعتقد أن إيران استخدمته لتطوير صواريخ. وأفادت المصادر أن الهجوم أسفر عن أضرار جسيمة في المباني والبنية التحتية التي تخزن بيانات عسكرية حساسة وأجزاء من صواريخ موجهة. كما شملت الضربات مناطق في جنوب غرب سوريا، من بينها قاعدة خلخلة الجوية قرب السويداء حيث تركت قوات الجيش السوري مخزونًا كبيرًا من الصواريخ وبطاريات الدفاع الجوي والذخائر عند انسحابها.
تأتي هذه الهجمات في الوقت الذي أعربت إسرائيل عن قلقها من إمكانية وقوع أسلحة كيميائية وذخائر محظورة كانت بحوزة النظام السوري في أيدي الجماعات المسلحة المعارضة التي سيطرت على دمشق. ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سقوط الأسد بأنه “يوم تاريخي في الشرق الأوسط”، مضيفا أنه يشكل ضربة لمحور إيران وحزب الله، اللذين كانا من أبرز داعمي النظام السوري.
وفي لبنان انعكست تداعيات سقوط الأسد على المشهد السياسي، حيث دعا رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، حزب الله إلى تسليم سلاحه للجيش اللبناني. وأكد جعجع أن سقوط الأسد يمثل “نهاية اللعبة” بالنسبة لحلفائه في المنطقة. واحتفلت مناطق ذات غالبية مسيحية وسنية في لبنان بهذه التطورات، فيما دعا جعجع حزب الله إلى التحول إلى حزب سياسي والانخراط في جهود إعادة بناء الدولة.
من جهة أخرى، نددت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية بالغارات الإسرائيلية، ووصفتها بأنها “عدوان همجي واستغلال للأوضاع في سوريا”. وأكدت الحركة أن إسرائيل تستغل الفوضى لتحقيق أهداف توسعية.
وفي سياق متصل، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن نشر قوات إضافية في منطقة عازلة على الحدود مع سوريا يهدف إلى تعزيز الأمن في هضبة الجولان. وأوضح كاتس أن إسرائيل ملتزمة بضمان حماية حدودها ومصالحها الأمنية في ظل التطورات المتسارعة في سوريا.