يتجه باريس سان جيرمان الفرنسي، إلى اتخاذ نهج مفاجئ خلال سوق الانتقالات الشتوية الذي سيفتتح أبوابه في غضون ثلاثة أسابيع من الآن تقريبًا، يتمثل في عدم إبرام أي تعاقدات كما حدث في شتاء 2023 و2024، في تكرار لعادة ريال مدريد المفضلة في الميركاتو الشتوي.
بالرغم من خيبة أمل جماهير النادي بسبب الأداء المتذبذب في النصف الأول من الموسم، خاصة في دوري أبطال أوروبا، فإن الإدارة الباريسية بقيادة المدرب لويس إنريكي والمستشار الرياضي لويس كامبوس، قد تفضل تعزيز الفريق من الداخل بدلاً من اللجوء إلى السوق.
استراتيجية تعتمد على تعزيز داخلي وليس صفقات خارجية
رغم دراسة عدد من الأسماء لتعزيز مراكز مثل قلب الدفاع أو الجناح الأيسر، مثل توماس أراوخو من بنفيكا وخفيتشا كفاراتسخيليا من نابولي، لم يتحرك النادي نحو أي خطوات جادة للتعاقد مع هؤلاء اللاعبين.
السبب الرئيسي وراء هذا القرار -حسب صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية- يتمثل في رؤية لويس إنريكي وكامبوس، التي تركز على تعزيز الفريق من خلال عودة اللاعبين المصابين والاعتماد على المجموعة الحالية.
وتوفر عودة غونزالو راموس ولوكاس هيرنانديز من الإصابة خيارات إضافية على مقاعد البدلاء، بينما يستعيد بريسنيل كيمبيمبي عافيته تدريجيًا، حيث ترى إدارة باريس أن هذه الخيارات كافية لتغطية احتياجات الفريق على المدى القريب، بدلاً من دفع مبالغ كبيرة لجلب لاعبين جدد.
احتمال التعاقدات لا يزال قائمًا تحت شرطين
أكدت الصحيفة الفرنسية، أن هناك احتمالين قد يدفعان باريس سان جيرمان للتوجه نحو التعاقدات. أولًا، في حال تعرض الفريق لإصابة طويلة الأمد لأحد اللاعبين الأساسيين. وثانيًا، إذا غادر أحد اللاعبين الحاليين النادي، مما يستدعي تعويضه بلاعب جديد.
أبرز الأسماء التي قد ترحل هو ميلان سكرينيار، الذي لم يحصل على فرص لعب كافية منذ انضمامه للفريق، ويكلف النادي راتبًا مرتفعًا. ومع ذلك، يبدو أن بيعه معقد بسبب ارتفاع راتبه، مما يصعّب على الأندية الأخرى التفاوض لضمه.
كما أن راندال كولو مواني، الذي تراجع دوره منذ أكتوبر، قد يكون مرشحًا للرحيل هو الآخر. ورغم ذلك، يرفض نادي العاصمة الفرنسية التخلي عنه بسعر منخفض، مما يجعل رحيله مرتبطًا بقبول أحد الأندية دفع مبلغ كبير للحصول عليه.
باريس سان جيرمان يسير على خطى ريال مدريد
يعكس نهج باريس سان جيرمان إلى حد كبير استراتيجية ريال مدريد الشهيرة، حيث يفضل النادي الملكي عدم إبرام تعاقدات في الميركاتو الشتوي إلا للضرورة القصوى.
ويرى ريال مدريد أن السوق الشتوية لا توفر عادةً الصفقات المثالية لتعزيز الفريق، ويعتبر التعاقدات الكبرى خلال الصيف فرصة أفضل لبناء فريق قوي بشكل مدروس.
استقرار الفريق أم مجازفة؟
في ظل هذه السياسة، يبدو أن النادي الفرنسي يراهن على استقرار التشكيلة الحالية وتحسن مستوى اللاعبين مع عودة المصابين. لكن يبقى التساؤل: هل هذا النهج سيكون كافيًا لتحسين الأداء الأوروبي وتجاوز التحديات المحلية؟ أم أن غياب الصفقات سيترك الفريق عرضة للنقد إذا استمر الأداء المتذبذب؟
من الواضح أن إدارة باريس سان جيرمان تعي تمامًا أهمية تحقيق التوازن بين الاحتياجات الفورية والرؤية طويلة الأمد، وهو ما يجعل النادي في حالة ترقب قبل اتخاذ أي قرارات مفاجئة في سوق الانتقالات.