اقرأ في هذا المقال
- • مجموعة من المحطات الجديدة تأمل أن تبدأ استخراج الوقود المشع في جنوب ولاية تكساس
- • الطاقة النووية يمكن أن توفر كميات كبيرة من الكهرباء دون انبعاثات الكربون
- • استخراج اليورانيوم من المناجم قد يهدد طبقات المياه الجوفية في المناطق الريفية
- • من المرجّح أن يؤدي بناء الطاقة النووية إلى تسريع تقاعد محطات الفحم
عادت مناجم اليورانيوم في تكساس الأميركية إلى العمل مجددًا في إطار انتعاش الطاقة النووية الذي تشهده البلاد.
وتأمل مجموعة من المحطات الجديدة أن تبدأ الإنتاج قريبًا، واستخراج الوقود المشع من طبقات المياه الجوفية الضحلة في المنطقة، وقد يتبعها الكثير، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتشكّل مناجم اليورانيوم في تكساس، وتحديدًا في الجنوب، الطليعة لما تأمل الحكومة وقادة الصناعة في الولاية أن يشكّل نهضة نووية، مع بدء القطاع النووي الكامن في أميركا في التحرك من جديد.
وتطور تكساس، حاليًا، مجموعة من الصناعات ذات التقنية العالية التي تتطلب كميات هائلة من الكهرباء، من تعدين العملات المشفرة والذكاء الاصطناعي إلى إنتاج الهيدروجين وتحلية مياه البحر.
إمداد تكساس بالكهرباء النوية
تعمل المؤسسات القوية في الولاية على إمداد تكساس بالكهرباء النووية، من خلال المفاعلات من الجيل التالي.
وقال رئيس جمعية تكساس النووية، الرئيس التنفيذي السابق للعمليات لدى ديوان حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت، ريد كلاي: "يمكننا أن نجعل تكساس العاصمة النووية للعالم"، مضيفًا "هناك فرصة كبيرة".
ويمتلك كلاي شركة ضغط مع عملاء ذوي وزن كبير، بما في ذلك سبيس إكس SpaceX و"داو كيميكال" Dow Chemical و"مجلس تكساس لسلسلة الكتلة" Texas Blockchain Council، من بين آخرين كثيرين.
وأطلق كلاي جمعية تكساس النووية في عام 2022، وشكّل تجمُّع تكساس النووي خلال الجلسة التشريعية للولاية لعام 2023 لتقديم مشروعات القوانين الداعمة للصناعة النووية.
وتأتي هذه الجهود وسط تجدد الاهتمام الوطني بالطاقة النووية، التي يمكن أن توفر كميات كبيرة من الكهرباء دون انبعاثات الكربون التي تعمل على تسخين الكوكب.
ويمكن للمحطات أن تفعل ذلك بثبات موثوق، وهو ما يفتقر إليه توليد الكهرباء من طاقة الرياح والطاقة الشمسية، على الرغم من احتمال وقوع خطر ضئيل نتيجة لعطل كارثي، حيث ينطوي الاستخراج من مناجم اليورانيوم في تكساس على تهديد لطبقات المياه الجوفية في المناطق الريفية.
وفي جنوب تكساس، ناضل مسؤولو إدارة المياه الجوفية لمدة 15 عامًا تقريبًا ضد منجم لليورانيوم مرتقب، وحكم قضاة القانون الإداري لصالحهم مرتين، حيث وجدوا احتمال تلوث المياه الجوفية.
وفي كلتا الحالتين أُبطِل قرار هؤلاء القضاة من جانب الجهة التنظيمية البيئية الرئيسة في الولاية، وهي لجنة تكساس لجودة البيئة.
والآن يخشى الزعماء المحليون أن التعدين في الموقع يبدو جاهزًا للبدء قريبًا مع تزايد الزخم وراء عودة النشاط النووي الأميركي.
شراء 6 مفاعلات نووية صغيرة
في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلنت شركة التكنولوجيا العملاقة غوغل Google شراء 6 مفاعلات نووية صغيرة لتشغيل مراكز البيانات لديها بحلول عام 2035.
وفعّلت شركة أمازون Amazon الشيء نفسه بعد ذلك بوقت قصير، وأعلنت مايكروسوفت Microsoft أنها ستدفع تكاليف إعادة تشغيل محطة الطاقة النووية "ثري مايل آيلاند" في بنسلفانيا لتشغيل منشآتها.
وفي الشهر الماضي، أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، هدف مضاعفة القدرة النووية الأميركية 3 مرات بحلول عام 2050.
بدورها، تتسابق الشركات الأميركية لترخيص وتصنيع طرازات جديدة من المفاعلات النووية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وقال عالم الفيزياء النووية المؤسس المشارك لشركة "نانو نيوكلير إنرجي" NANO Nuclear Energy Inc، ومقرّها نيويورك، جيمس ووكر، "إنه وقت غير مسبوق في مجال الطاقة النووية".
وأوضح أن عودة الصناعة إلى الظهور تنبع من سببين رئيسين: ارتفاع الطلب على الطاقة في صناعة التكنولوجيا والحرب في أوكرانيا.
اعتماد اليورانيوم المخصب في الولايات المتحدة
في السابق، كان اعتماد اليورانيوم المخصّب في الولايات المتحدة يعتمد على الأسلحة الروسية التي سُحِبَت من الخدمة لتزويد محطات الكهرباء والسفن العسكرية الموجودة لديها بالوقود.
وعندما قطعت الحرب الإمدادات في عام 2022، بدأت السلطات الأميركية على وجه السرعة في إعادة إحياء استخراج اليورانيوم وتخصيبه محليًا.
وقال عالم الفيزياء النووية المؤسس المشارك لشركة "نانو نيوكلير إنرجي"، جيمس ووكر: "تحاول وزارة الطاقة في الوقت الحالي إعادة بناء الكثير من البنية التحتية التي أصابها الضمور".
وأضاف: "لقد أصبح الكثير من مكامن اليورانيوم في تكساس اقتصاديًا للغاية، ما يعني أن الكثير من الاستثمارات سيعود إلى تلك المواقع".
وفي شهر مايو/أيار الماضي، أنشأ البيت الأبيض مجموعة عمل لوضع مبادئ توجيهية لنشر مشروعات الطاقة النووية الجديدة.
وأعلنت وزارة الطاقة الأميركية، في يونيو/حزيران الماضي، تمويلًا بقيمة 900 مليون دولار لمفاعلات الجيل التالي الصغيرة، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أعلنت قرضًا بقيمة 1.5 مليار دولار لإعادة تشغيل محطة للطاقة النووية في ميشيغان، وهو ما وصفته بأنه "الجهد الأول من نوعه".
وقال مدير صندوق الدفاع البيئي بولاية تكساس، كولين ليدن: "هناك رغبة ملحّة في إيجاد مصادر طاقة محايدة كربونيًا وغير متقطعة مثل مصادر الطاقة المتجددة"، و"ليس هناك الكثير من الخيارات، والنووية واحدة منها".
وأشار ليدن إلى أن الرياح والطاقة الشمسية ستظلان أرخص مصادر الطاقة، ومن المرجح أن يؤدي بناء الطاقة النووية إلى تسريع تقاعد محطات الفحم.
بناء المفاعلات النووية
تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة لم تَبنِ المفاعلات النووية منذ 30 عامًا، وتطاردها مجموعة من الكوارث.
وفي المقابل، نجحت الصين في تنمية قدرتها على توليد الطاقة النووية بنحو 900% في الأعوام الـ20 الماضية، ولديها حاليًا 30 مفاعلًا قيد الإنشاء، وفقًا لتقرير الرابطة النووية العالمية.
وفي العام الماضي، أمر حاكم ولاية تكساس، غريغ أبوت، لجنة المرافق العامة بالولاية بإعداد تقرير "يحدد كيف ستصبح تكساس الرائدة على المستوى الوطني في استعمال الطاقة النووية المتقدمة".
ومن المرجح بناء مفاعلات نووية جديدة في المواني والمجمعات الصناعية لتشغيل العمليات الصناعية الكبيرة وتمكين المزيد من التوسع، وفقًا للتقرير، الذي صدر في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وأفاد التقرير أن المواني والصناعات المرتبطة بها، مثل الغاز المسال، ومرافق احتجاز الكربون، ومنشآت الهيدروجين، ومحطات الرحلات البحرية، تحتاج إلى مصادر توليد إضافية.
وأضاف: "توفر المفاعلات النووية المتقدمة لمواني تكساس فرصة فريدة لتمكين النمو المستمر".
وذكر التقرير أنه في حوض برميان، يمكن للمفاعلات أن تعمل على إنتاج النفط، وكذلك تنقية مياه الصرف الصحي في حقول النفط "لأغراض مفيدة،" أو "يمكنها تشغيل مجموعات من مراكز البيانات في وسط وشمال تكساس".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..