أخبار عاجلة
استقرار أسعار الذهب في مصر خلال تعاملات اليوم -

«تحلّي الزرعة.. وتحسّن الرزق».. أسرار «الكارو» يكشفها ملوك الصنعة: «فن بالوراثة»

«تحلّي الزرعة.. وتحسّن الرزق».. أسرار «الكارو» يكشفها ملوك الصنعة: «فن بالوراثة»
«تحلّي الزرعة.. وتحسّن الرزق».. أسرار «الكارو» يكشفها ملوك الصنعة: «فن بالوراثة»

يقف وحيداً فى ورشته يطيّع الحديد والخشب، يشكّلهما بخياله وساعِده، يقضى شهوراً فى إكمال تحفته التى «تُحلى الزرعة» وتجذب الزبون من نظرة واحدة، يرى نفسه فى عيون «الفلاح» بطلاً لرأسماله، وبداخل قلبه هو حامل لواء الإبداع الفطرى المتسلسل فى عائلته، التى تعهّد أن يحافظ بكل ما أوتى من «فن وصنعة» على مهنة الأجداد ليحفر اسماً فى صناعة «العربات الكارّو»، مفتخراً بأنه لا يخرج واحدة تشبه الأخرى، ولا سبيل لاندثارها ما دام حياً.

تاريخ العربة الكارو

فى شوارع «المحروسة» خلال القرن التاسع عشر، عرف المصريون «العربة الكارو» وسيلة للتنقل، تمتطيها النساء والبضائع، تسير على أربع وإن ضاق معونها فتكتفى باثنتين، يجرُّها حصان بائس أو حمار شقيان، بمرور السنوات قد نسيا شوارع القاهرة لكنهم على علم تام بأزقة الأرياف، فلا وجهة لـ«الكارو» دونهما، تلك العربة التى يأتى بسببها الفلاحون أفواجاً إلى «عبدالسلام محمد» فى ورشته، ليعينهم على تصنيع عربة يتباهى بها «الباعة»، أو آخر يقضى بها مشاويره ويشم بها الهواء الطلق فى «شغلة نزاهة»، كما يسميها «عبدالسلام».

20783571101733855527.jpg

20766691711733855525.jpg

لم يعرف الرجل الخمسينى غير صناعة العربات الكارو مهنة، تشبث بها صغيراً على يد جده ووالده، ليذيق ولده الوحيد نفس الفن، يحكى «عبدالسلام» الشهير بـ«عم عبده» مفتخراً بما صنعته يداه: «طلعت لاقيت جدودى وأبويا وأعمامى فيها، وأنا كملت وطورت»، ورغم رؤيته بأن «سوقها بِطل» وصارت «صنعة الهواة»، فإنه يتشبث بها وبزبونها الذى يطلق عليه «الغاوى»: «مش أى حد يكلِّف على عربية، لأنها بتبقى صارفة، الوحيد اللى ما يستغناش عنها الفلاح، حتى لو جاب الجرار، عشان خدمة أرضه وبيته وبهايمه».

12102950261733855523.jpg

ديكورات العربة الكارو

«الزبون يجيب المون وأنا باخد صنعتى ونتفق على الديكورات»، تلك أولى مهام «عم عبده» الذى يتفنن فى ديكورات «الكارو»، وتحديد الفوارغ والرسومات التى يشكّلها بيديه من الحديد ويلصقها عليها: «بتخيل أشكال الحديد وفورمته، وبعمل كله بإيديا، سواء دراع حصان ولا وش قطة».

1458120841733855521.jpg

لا تخرج العربية الكارو من تحت يد «عم عبده» إلا بعد 5 أو 6 شهور من العمل الجاد: «مش كل العربيات بعملها بالفن ده، فيه عربيات فاضية خالص مفيهاش خشب ولا حديد مخلى، بيبقى صاحبها راجل غلبان عاوز ياكل عيش، إحنا مش بنبص للمكسب بنبص للصنعة، مش عاوزينها تموت».

18773493401733855517.jpg

«هى اللى بتحسِّن الرزق»، ذلك الاعتقاد الراسخ فى عقل «عم عبده» وقلب «التاجر الشاطر»، الذى يتعمد أن يصرف عليها حتى تليق ببضاعته وزبائنه: «العربية لما يبقى شكلها بتّحلى الزرعة اللى عليها وتشد الزبون».

تصميم العربة

صانع الديكورات وتصميم العربة هو رقم واحد فى تلك الصنعة، لكن يليه اثنان هما «البوهيجى والرسام»: «بديلهم العربية خلصانة بس خشب أبيض، هما يلونوها ويرسموا عليها، إحنا التلاتة بنكمل بعض».

9467598991733855514.jpg

9954520611733855513.jpg

وعلى نفس الروح شبَّ «هيثم عبدالسلام»، 34 سنة، فلم يرتضِ مهنة غيرها، بل عمل على تطويرها ووضع بصمته الخاصة: «كنت فى المدرسة، أطلع أقف مع الحج فى الورشة وفى وسط الصنيعية، بقيت أتعلم من أبويا، وأطور من الحدادة وأعمل الحديد، كان الأول الحليات اللى فى العربيات معدودة، زودت فى العربية وعملت دلايات متحركة، الديكور بتاعها خليته عالى وأحط أشكال من دماغى، حتة الحديدة بمسكها غشيمة وأشكّلها»، يحافظ «هيثم» على مبدئه بألاَّ تخرج عربة كارو من تحت يديه تشبه الأخرى: «أغلب الورش عندهم اسطمبة واحدة، وبيجولى عشان أجددلهم فى شغلهم».

7611170441733855511.jpg

7791411091733855507.jpg

لا يعتمد ابن محافظة المنصورة على التصنيع فقط، ولكنه يجرى الصيانة كذلك، معتمداً على مواسم الطلب عليها: «الفلاح قبل موسم الأرز والغلة يحب يجددها ويعمل فيها صيانة».

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق «عروض تنورة واستعراض حماقي».. ننشر برنامج الاحتفال بالعيد القومي لمحافظة الأقصر
التالى خالد الغندور: الزمالك كان محطة للمدرب جوزيه جوميز.. والبطولات التي يشارك فيها الفريق ضعيفة ولا تليق بحجم النادي