شهد نادي الزمالك وصيف الدوري المصري، في السنوات الأخيرة العديد من الحالات التي غادر فيها مدربوه إلى السعودية، ما أثار استياء الجماهير، خاصّة أنّ الفريق الأبيض يُعاني الأمرين من هذا الأمر نظرًا لحدوثه في أوقات حرجة من الموسم.
وبينما كان الفارس الأبيض يستعد لخوض مباراة ودية ضد أحد أندية القسم الثاني، من أجل الاستعداد جيدًا لمواجهة المصري البورسعيدي برسم الجولة الثالثة من مرحلة المجموعات في الكونفيدرالية الأفريقية، تفاجأ الجميع بتسريب أنباء عن وجود اتفاق بين المدرب البرتغالي والفتح السعودي قبل أن يتأكد الأمر في غضون ساعات قليلة.
رحيل المدربين في منتصف الموسم يترك أثرًا كبيرًا على الزمالك، سواء على مستوى الأداء الفني أو الروح المعنوية للفريق، فالمدرب الجديد يحتاج إلى وقت للتأقلم مع الفريق، وهو ما يتسبب في تراجع النتائج.
ومؤخرًا، شهدت سوق الانتقالات للمدربين بين مصر والسعودية وجود أسماء قادت أندية في الدوري المصري ونظيره السعودي، ولكن انتقال المدربين من الزمالك إلى الأندية السعودية في منتصف الموسم أصبح ظاهرة متكررة ليست وليدة اليوم، بل امتدت لسنوات طويلة، إذ يتكرر نفس السيناريو تقريبًا مع تغير الأسماء والأندية.
ظاهرة تاريخية مستمرة في الزمالك!
وأصبح رحيل المدربين من الفارس الأبيض إلى الأندية السعودية أمرًا شبه متكرر، حيث شهدت السنوات الأخيرة رحيل العديد من المدربين الكبار مثل جايمي باتشيكو وباتريس كارتيرون وأخيرًا جوزيه غوميز، والأول والثاني رحلا في منتصف الموسم، مما أثر سلباً في استقرار الفريق وأدى إلى تذبذب في المستوى، وجاء غوميز ليكرر السيناريو ذاته للرحيل بمنتصف الموسم، ما يثير المخاوف بشأن إمكانية تأثر الفريق.
تجربة الفرنسي باتريس كارتيرون كانت أكثر مرة شعرت فيها الجماهير بخيبة أمل كبيرة، فقد ترك الزمالك في ظروف حرجة عام 2020، بعد دفع الشرط الجزائي، لينتقل إلى التعاون السعودي. تلك الخطوة أثارت غضب الجماهير البيضاء التي شعرت بالخيانة، إذ كان الفريق ينافس على أكثر من جبهة.
جايمي باتشيكو
تولى البرتغالي جايمي باتشيكو تدريب الزمالك في موسم 2014-15، ونجح في تحقيق بداية قوية مع الفريق، حيث قاده إلى صدارة الدوري المصري، لكن بشكل مفاجئ، غادر باتشيكو الزمالك في منتصف الموسم بعد تلقيه عرضًا مغريًا من الشباب السعودي.
وأثار رحيل باتشيكو حالة من الغضب والاستياء بين جماهير الزمالك، إذ جاء في وقت كان الفريق يسعى فيه لتحقيق اللقب المحلي، خاصّة أنه في ذلك الحين جمع متعلقاته الشخصية دون علم النادي وتفاجأ الجميع بإعلان النادي السعودي تعيينه مدربًا للفريق.
تأثر الزمالك بشكل كبير برحيل باتشيكو، إذ عانى الفريق من فقدان الاستقرار الفني، ورغم التعاقد مع مدرب جديد، لم يكن التعويض كافيًا لاستمرار الأداء القوي. ومع ذلك، تمكن الزمالك في نهاية الموسم من تحقيق لقب الدوري، لكن بصعوبة بالغة.
باتريس كارتيرون
الفرنسي باتريس كارتيرون كان أحد أبرز المدربين الذين قادوا الزمالك، حيث تمكن من تحقيق بطولتي السوبر الأفريقي والسوبر المصري في عام 2020، بالإضافة إلى قيادة الفريق لنصف نهائي دوري أبطال أفريقيا، لكن رحيله المفاجئ إلى التعاون السعودي بعد دفع الشرط الجزائي شكل صدمة كبرى لجماهير الفارس الأبيض.
رحيل كارتيرون ترك النادي في موقف حرج، خاصة أنه جاء في وقت حاسم من الموسم، تأثر الفريق نفسيًا وفنيًا، وأثر ذلك على الفريق في دوري أبطال أفريقيا والدوري المحلي.
وفي هذا العام، خسر الفارس الأبيض لقب دوري أبطال أفريقيا 2021 على يد الغريم النادي الأهلي في نهائي القرن الذي أقيم في ملعب "القاهرة الدولي" بهدف قاتل من محمد مجدي أفشة، وكانت تلك المرة الأولى التي يبلغ فيها الفارس الأبيض النهائي القاري منذ نسخة 2016 التي خسر فيها المباراة النهائية أمام صن داونز.
جوزيه غوميز
أخيرًا، جاء رحيل البرتغالي جوزيه غوميز ليعيد إلى الأذهان سيناريوهات مشابهة، بعد فترة رائعة مع الزمالك، قرر غوميز الرحيل إلى الفتح السعودي، بعد تلقيه عرضًا ماليًا ضخمًا.
ورغم محاولات النادي ورموزه، مثل أحمد حسام ميدو وبعض المقربين من النادي، عقد جلسة مع المدرب البرتغالي، أصر على الرحيل، خاصة أن المقابل المادي كان أربعة أضعاف ما يتقاضاه مع الفريق الأبيض الذي قاده لإحراز لقبي كأس الكونفيدرالية الأفريقية والسوبر الأفريقي.
وتُعاني الأندية المصرية، بما فيها الزمالك، من أزمات إدارية متكررة، ما يجعل بيئة العمل صعبة للغاية، مقارنة بالاستقرار النسبي الذي توفره الأندية السعودية.
وتوفر العروض السعودية رواتب مغرية وحوافز مالية تجعل من الصعب رفضها، إذ تتمتع الأندية هناك بموارد مالية ضخمة تجعلها قادرة على استقطاب أفضل المدربين واللاعبين.