دعا البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم، إلى اجتماع لمطارنة الأبرشيات السريانية الأرثوذكسية في سوريا ومطارنة الدوائر البطريركية، وذلك فور عودته إلى مقر الكرسي الرسولي في دمشق بعد انتهاء زيارته الرسولية للكنيسة في الهند. تم عقد الاجتماع عبر برنامج الزووم لمناقشة آخر التطورات والتغيرات التي تشهدها سوريا في الوقت الراهن.
البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني يصلى بشان الأوضاع في سوريا
بعد الصلاة والتضرع إلى الرب من أجل سلام سوريا وجميع أبنائها، تبادل المشاركون الحديث حول الوضع الأمني في البلاد ونتائج اللقاءات التي أجراها المطارنة في دمشق و حمص و حلب، بالإضافة إلى مناقشاتهم مع الآباء الكهنة في مختلف الرعايا ومع ممثلي قيادة الثورة السورية من سياسيين و عسكريين ورجال دين وغيرهم.
أكد البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني ان الجميع أن الهدف من هذه اللقاءات هو إرسال رسائل الاطمئنان بشأن الجوانب الأمنية والمعيشية من قبل قيادة الثورة السورية إلى المسيحيين، الذين يُعتبرون مكونًا أساسيًا من الشعب السوري العزيز.
وخلال الاجتماع، شدد قداسه البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني على أهمية استمرار هذه اللقاءات التي تهدف إلى تعزيز السلم الأهلي بين جميع مكونات الشعب السوري في مختلف المناطق، والتعاون مع القائمين على إدارة البلاد لما فيه مصلحة الوطن وشعبه. وأوضح أن تعاون الكنيسة مع السلطات المدنية والإدارية على مر العصور ينبع من الوصية الإنجيلية: “أَكْرِمُوا الْجَمِيعَ. أَحِبُّوا الإِخْوَةَ. خَافُوا اللهَ. أَكْرِمُوا الْمَلِكَ” (1 بطرس 2: 17).
إن منح الكرامة والتعاون مع السلطات في المفهوم المسيحي يستند إلى مخافة الله، التي تُعتبر سر الازدهار واستمراره لكل إنسان ولكل الأوطان، ويتم تجسيدها من خلال أعمال المحبة وتقديم الخير للجميع دون تمييز. كما أكد أن الكنيسة تتابع تطورات هذه الأيام التي كشفت عن حجم الاستبداد وأزاحت غمامة الظلم عن أعين أبناء هذا الوطن الشرفاء، معبرًا عن شكره لله من أجل سلامة كل من أبصروا النور بعد معاناة في ظلمة المعتقلات، كأنهم وُلِدوا من جديد.
تعليمات البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني
نتيجة لهذا اللقاء الموسع، يتوجه قداسة البطريرك إلى جميع أبناء الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في سوريا، سواء المقيمين أو المغتربين، مؤكدًا على النقاط التالية:
1- دعوة أبناء الكنيسة إلى الالتزام بالصلاة والصوم لاستمداد السلام من سيد وملك السلام.
2- تثير هذه المرحلة الحساسة من تاريخ وطننا سوريا العديد من التساؤلات المهمة والخطيرة لدى أبناء الوطن بشكل عام، ولدى الكنيسة المسيحية وأبنائها في سوريا بشكل خاص.
3- المطالبة بتثبيت حقوق المكونات الإثنية المختلفة التي تشكل نسيج المجتمع السوري في الدستور الجديد، بما يضمن الحفاظ على هويتهم القومية ولغاتهم المتنوعة.
4- تحفيز الموظفين في قطاعي الشرطة والجيش للاستفادة من التسوية التي أعلنت عنها القيادة العامة.
5- تحفيز كل من يرغب من أبناء الكنيسة على الانخراط في الشأن العام، سواء على الصعيد المدني أو السياسي.