كشف محمد رمضان المدير الرياضي للنادي الأهلي المصري عن تفاصيل إصابة عمر كمال عبد الواحد لاعب الفريق، موضحًا أنه سقط أثناء الاستحمام بعد انزلاق قدميه، ليتعرض للإصابة بقطع سطحي استوجب 4 غرز باليد، نافيًا وجود أي خلاف بين اللاعب وأي من زملائه مثلما تردد في مواقع التواصل الاجتماعي.
بيان "القلعة الحمراء" على لسان رمضان لاقى عدم ارتياح كبير بين جماهير الفريق، خاصة في ظل تأكيد وسائل الإعلام المحلية -وهو ما تؤكده مصادرنا أيضًا- حدوث مشادة كبرى بين عمر كمال وأحد لاعبي الفريق، أدت بعد ذلك لغضب عمر وتكسيره زجاج غرفة الملابس، وهو ما تسبب في إصابته.
وتأتي تلك الأخبار بعد أيام فقط من توديع الفريق لكأس الإنتركونتيننتال بالهزيمة من باتشوكا المكسيكي في الدور نصف النهائي بركلات الترجيح، ليصبح الجو العام في الأهلي مضطربًا وغير مفهوم وتاركًا العديد من علامات الاستفهام على دور وقرارات الإدارة، وخاصة محمد رمضان.
وقام الأهلي بتعيين رمضان في منصب تمّ استحداثه في النادي، ألا وهو المدير الرياضي، منذ أواخر سبتمبر الماضي، إضافة لشغله مهام مدير الكرة أيضًا بعد رحيل خالد بيبو.
ولكن منذ أن تولّى محمد رمضان منصب المدير الرياضي للنادي الأهلي أصبح اسمه مرتبطًا بعدد كبير من الأزمات والمشاكل التي ألقت بظلالها على استقرار الفريق، أو بمعنى أدق زادت الأزمات والخلافات وصار الفريق أكثر انقسامًا، بوجود ما يمكن تسميته بـ "أحزاب"، وهو الأمر الذي لم يعتد عليه النادي من قبل، فبين الغرامات المالية، والخلافات مع اللاعبين، والتوترات الداخلية، باتت الجماهير تتساءل: هل كان اختيار رمضان في هذا المنصب صائبًا؟
بداية مضطربة للنادي الأهلي
تعيين محمد رمضان جاء في وقت حساس بالنسبة للنادي الأهلي، حيث كان الفريق يسعى للحفاظ على استقراره بعد موسم ناجح شهد تتويجه بدوري أبطال أفريقيا، لكنه واجه أيضًا ضغوطًا كبيرة بسبب تلاحم البطولات، ومنذ اللحظة الأولى، وكان واضحًا أن رمضان اختار أسلوبًا إداريًا صارمًا، لكن هذا النهج اصطدم بسلسلة من الأزمات مع اللاعبين والجهاز الفني.
أزمة كهربا
قرر رمضان ترحيل محمود عبد المنعم "كهربا" من بعثة الفريق في الإمارات بعد مباراة سيراميكا كليوباترا في نصف نهائي كأس السوبر المصري، ممّا أثار جدلًا كبيرًا. وهذه الواقعة وصفت بأنها رسالة حزم، لكنها أثارت استياء بعض اللاعبين والجماهير الذين اعتبروها مبالغة.
وغُرّم كهربا مبلغ مليون جنيه، فهي لم تكن الواقعة الأولى التي خرج فيها اللاعب عن النص أثناء وجوده مع الفريق، وفي نفس الوقت، تم تخفيض الغرامة للنصف بعد تتويج الفريق بكأس السوبر، ليستمر اللاعب ويعود للتدريبات بشكل طبيعي.
إمام عاشور
وفرض المدير الرياضي للنادي الأهلي غرامة قدرها مليون جنيه على إمام عاشور، لاعب وسط الفريق، بسبب "سلوك غير منضبط"، وهذا القرار ألقى الضوء على التوتر المتصاعد بين اللاعبين في غرفة خلع الملابس، وذلك بعد أن اعترض اللاعب على عدم مشاركته أساسيا أمام استاد أبيدجان الإيفواري.
كما تمّ إبعاد اللاعب عن التدريبات، قبل أن يعود مرة أخرى قبل أيام فقط من بطولة كأس الإنتركونتيننتال للأندية في قطر.
منصب مدير الكرة
على جانب آخر، بدأت بعض التقارير تتحدث عن رغبة رمضان في تعيين مدير كرة جديد، لكن حتى الآن لم يتم تحديد أي شخص في ذلك المنصب، الذي شغله من قبل سيد عبد الحفيظ، الذي بدأ الجمهور يأسف لرحيله كون الفريق صار أكثر تشتتًا وانقسامًا منذ مغادرته، حيث شهد له الجميع بقدرته على وضع أسس انضباطية في المجموعة، أسهمت في نجاحات الفريق.
وباستثناء اللاعبين، شهدت الفترة الأخيرة خلافات مع عماد فاروق، المعد النفسي السابق للنادي، حول تفاصيل العقد، ممّا أدى إلى اعتذاره عن قبول المنصب، وترك الفريق في مواجهة مشاكل نفسية غير محسومة.
دور المدير الرياضي مفقود
في هذا الجانب، لم يسهم رمضان حتى الآن في أي مفاوضات بخصوص صفقات جديدة محتملة للفريق لتدعيمه قبل مونديال الأندية الصيف المقبل.
انتقادات عدة وُجهت لرمضان خاصة بعد حسم محمود الخطيب رئيس النادي صفقة حمدي فتحي من الوكرة القطري، حيث طُرحت تساؤلات عن دور محمد رمضان في ملف التعاقدات كونه أحد أساسيات منصب المدير الرياضي في أي فريق في العالم، الأمر الذي زاد من تخوفات الجمهور لما هو قادم.
وبشكل عام اعتمد رمضان في الأهلي نهجًا إداريًا يركز على فرض الانضباط، لكنه افتقر إلى المرونة المطلوبة للتعامل مع المواقف الحساسة، الأمر الذي أدى لأمور لم يرها جمهور الأهلي في فريقه من قبل، ففي أندية بحجم "المارد الأحمر"، يتطلب النجاح في الإدارة الرياضية قدرة على بناء جسور التواصل، وخلق بيئة تشجع على الأداء الجماعي، وهو ما يبدو أن رمضان لم ينجح فيه بشكل كبير.
بين الانتقادات الموجهة لرمضان والدفاع عنه من قِبل بعض أعضاء مجلس الإدارة، يبقى السؤال الأهم: هل يحتاج الأهلي إلى تغيير في إدارة ملفه الرياضي؟ الإجابة تعتمد على قدرة النادي على تقييم التجربة بموضوعية، وتحديد ما إذا كانت هذه الأزمات نتيجة نهج خاطئ أم تحديات طبيعية في مسيرة أي مدير رياضي، ولكن في النهاية، يظل رمضان أمام فرصة لتعديل المسار والبداية من ميركاتو الشتاء بالأخص، لكن ذلك يتطلب مراجعة شاملة لأسلوبه الإداري، والتركيز على تعزيز الانسجام داخل الفريق بدلًا من إثارة المزيد من الأزمات.