سوق شحن السيارات الكهربائية عالميًا تلامس 146 مليار دولار بحلول 2030 (تقرير)

تشهد سوق شحن السيارات الكهربائية نموًا متسارعًا خلال السنوات الماضية، مع توقعات بزيادة إيراداتها من 25.9 مليار دولار في العام الماضي (2023) إلى 146 مليار دولار بحلول عام 2030.

ووفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تأتي آفاق نمو تلك السوق الحيوية مدعومةً -أساسًا- بآثارها البيئية الإيجابية والسياسات الحكومية الداعمة، والتقدم التقني، إلى جانب التوسع في نشر شبكات الشحن العامة،

ويسهم انتشار نقاط شحن السيارات الكهربائية في أماكن العمل ومراكز التسوق وعلى طول الطرق السريعة، بتحسين الصورة الذهنية الراسخة في عقول العملاء عن تلك المركبات؛ لتصبح فكرة اقتنائها أكثر جدوى وجاذبية.

كما يساعد هذا الانتشار المتنامي للبنية التحتية للشحن في تخفيف قلق العملاء بشأن مدى قيادة السيارات، وهو عامل طالما أثار قلق المشترين المحتملين لتلك المركبات منخفضة الانبعاثات.

نمو متوقع

تتأهب سوق شحن السيارات الكهربائية العالمية لتسجيل نمو واسع، مع توقعات بوصول إيراداته إلى 146 مليار دولار بحلول عام 2030، ارتفاعًا من 25.9 مليار دولار في عام 2023، وفق أحدث تقرير صادر عن شركة معلومات السوق والدعم التقني الرائدة "1 لاتيس" (1Lattice).

وأظهر التقرير الذي يحمل عنوان "السيارات الكهربائية: تقييم سوق الشحن" أن سوق شحن السيارات الكهربائية عالميًا قد نمت بمعدل سنوي مركب 12%، بدعم من تزايد معدلات التحول إلى المركبات منخفضة الانبعاثات، بدافع المخاوف البيئية، إلى جانب أسعار الوقود المتقلبة باستمرار.

وقال مدير السلع والخدمات الصناعية في "1 لاتيس" أبهيشك مايتي: إن "النمو السريع للبنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية، عالميًا، يسلّط الضوء على أهمية المبادرات الحكومية ومشاركة القطاع الخاص في بناء شبكة شحن قوية".

وأوضح مايتي أن سوق السيارات الكهربائية في الهند -على سبيل المثال- تمضي قُدمًا على المسار الذي يقودها إلى تسجيل إيرادات بقيمة 3.7 مليارات دولار بحلول عام 2030، مع تزايد أهمية تقنيات الشحن السريع وحلول مبادلة البطاريات بهدف تعزيز الملاءمة ومدى المركبات، لا سيما للاستعمالات اليومية.

مبادلة البطاريات

أشار التقرير إلى تنامي التوجه نحو مبادلة البطاريات في الهند، لا سيما بالنسبة للمركبات ثنائية وثلاثية العجلات، مضيفًا أن شركات السيارات الكبرى في البلاد تضخ استثماراتٍ ضخمة في تقنيات مبادلة البطاريات من أجل زيادة فرص الوصول إلى السيارات الكهربائية، وإتاحتها بأسعار ميسورة للمستهلكين.

وفي ضوء التقرير الذي اطّلعت منصة الطاقة المتخصصة على نسخةٍ منه، نمَت الاستثمارات في سوق شحن السيارات الكهربائية، بمعدل سنوي مركب 30% خلال المدة من عام 2018 إلى عام 2023.

ووضع التقرير النسبة المئوية لنمو تلك الاستثمارات في الهند عند 35% خلال المدة ذاتها.

وسلّط التقرير الذي يستهدف المستثمرين في الصناعة وصانعي السياسات الضوء على مجموعة من الرؤى الشاملة بشأن العوامل التي تشكّل سوق شحن السيارات الكهربائية عالميًا، مشددًا على أهمية مواجهة تلك التحديات ذات الصلة بالاستدامة والملاءمة والإبداع في ظل التوسع المستمر لسوق المركبات الكهربائية.

توجهات مستقبلية

من المرجّح أن يشكّل العديد من التوجهات المستقبلية سوق شحن السيارات الكهربائية عالميًا؛ فتقنية الشحن اللاسلكي، وإن كانت في مراحلها الأولى، لديها القدرة على أن تصبح ميزةً رئيسةً لتلك الصناعة عبر إتاحتها تجربة شحن سلسة أكثر ملاءمة من خلال إزالة الحاجة إلى وجود كابلات شحن.

وهناك توجّه أخر ناشئ يتمثل في دمج شواحن السيارات الكهربائية مع الشبكات الذكية التي تمكّن الاتصال ثنائي الاتجاه بين الشواحن والشبكة؛ ما يتيح استعمال برامج الاستجابة للطلب وحلول تخزين الطاقة، وفق تقرير منفصل صادر عن شركة أبحاث السوق ريسرش أند ماركيس (Research and Markets).

وهذا الاندماج المذكور من الممكن أن يساعد على تحسين استعمال الطاقة، ودعم دمج مصادر الطاقة المتجددة في الشبكة.

ويعكس نمو سوق شحن السيارات الكهربائية العالمية تحولات أوسع نطاقًا نحو حلول النقل والطاقة المستدامة.

فمع تنامي انتشار المركبات الكهربائية، سيستمر الطلب على بنية شحن تحتية أكثر فاعلية في الزيادة؛ ما يتيح فرصًا استثمارية للشركات في قطاع شحن السيارات الكهربائية، لكنه سيفرض تحديات بالنسبة لمزوّدي الطاقة ومشغّلي الشبكة الذين يتعين عليهم التكيف مع الأنماط المتغيرة للطلب على الكهرباء.

التخطيط العمراني

يُلقي النمو الواسع في سوق شحن السيارات الكهربائية بظلاله على التخطيط الحضري وتطوير البنية التحتية؛ إذ ستحتاج المدن والبلديات إلى الأخذ في الحسبان عملية دمج محطات شحن المركبات الكهربائية في البنية التحتية القائمة؛ ما قد يعيد تشكيل الملامح العمرانية وشبكات النقل في المدن.

وبالنسبة للمستهلكين، فإن نمو سوق شحن السيارات الكهربائية يَعِدْ بملاءمة أكبر ووصول أعلى إلى تلك المركبات التي يُراهَن عليها في جهود التحول الأخضر.

ومع زيادة معدلات نشر البنية التحتية للشحن، قد تتلاشى المخاوف المتنامية بشأن مدى قيادة السيارات ووجود نقاط الشحن، وهما عاملان طالما نُظِر إليهما على أنهما أكثر العوامل المعرقلة لنمو مبيعات المركبات الكهربائية.

ومن الممكن أن تؤدي البنية التحتية المعززة دورًا حيويًا في إقناع المستهلكين باقتناء سيارة كهربائية خلال المرحلة المقبلة.

كما يبرز التأثير البيئي للسيارات الكهربائية عاملًا محفزًا لازدهار سوق شحن السيارات الكهربائية، تزامنًا مع التحول إلى المركبات الكهربائية.

وبناءً عليه، تتمتع سوق شحن المركبات الكهربائية بالقدرة على الإسهام في خفض الانبعاثات الناجمة عن قطاع النقل، في إطار جهودٍ عالمية لمكافحة التغيرات المناخية.

تحديات قائمة

رغم كل تلك الآفاق الإيجابية التي تَعِدْ بها سوق شحن السيارات الكهربائية تبقى هناك مجموعة من التحديات التي تتطلب حلولًا عاجلةً، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.

فضمان وصول متكافئ إلى محطات شحن المركبات الكهربائية وإدارة الطلب المتنامي على الكهرباء ومواجهة الآثار البيئية لإنتاج الشواحن وتركيبها، كلّها عوامل مهمة يتعين أخذها بالحسبان في ظل نمو تلك السوق الحيوية.

ويعني ذلك أن توسيع سوق شحن السيارات الكهربائية العالمية لا يقتصر على تقديم الخدمة فحسب؛ بل يتعلق ببناء نظام بيئي يدعم ويشجع التحول إلى النقل الكهربائي النظيف.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..