قرر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الأحد، تعيين رجل الأعمال الأمريكي- اللبناني مسعد بولس مستشارا رفيعا لشؤون المنطقة العربية والشرق الأوسط، وهو أيضًا صهر ترامب، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.
وجاء في منشور لترامب على منصّته تروث سوشال: "أنا فخور بأن أعلن أن مسعد بولس سيتولى منصب كبير مستشاري الرئيس للشؤون العربية والشرق أوسطية".
ووصف ترامب بولس بأنه "محام لامع ورجل أعمال رائد يحظى باحترام كبير، ويتمتع بخبرة واسعة النطاق على الساحة الدولية"، وتابع "هو مؤيد منذ أمد للقيم الجمهورية والمحافظة" لافتا إلى أنه كان إحدى دعائم حملته الانتخابية، وأضاف ترامب: "كان له دور فاعل في بناء تحالفات جديدة هائلة مع الجالية العربية الأمريكية" ووصف الرئيس المنتخب بولس بأنه "صانع صفقات".
وكان بولس، والد مايكل زوج ابنة ترامب تيفاني، التقى مرارا مع زعماء عرب ومسلمين أمريكيين خلال الحملة الانتخابية. وهذه هي المرة الثانية في الأيام القليلة الماضية التي يختار فيها ترامب أحد أصهاره لمناصب في إدارته.
وأشارموقع دويتش فيله الألماني إلى أن أغلب تعيينات ترامب من المحافظين المتشددين الذين لايتمتعون بخبرة كبيرة.لكن أولويته هي جمع المواليين حوله، وأعلن ترامب عن اختياره لقطب العقارات تشارلز كوشنر، والد جاريد كوشنر زوج ابنته الأخرى ايفانكا ترامب، ليشغل منصب السفير الأمريكي لدى فرنسا.
وخلال الأشهر القليلة الماضية، أطلق بولس حملة لصالح ترامب بهدف حشد دعم الأمريكيين اللبنانيين والعرب رغم تأييد الولايات المتحدة للحملة العسكرية الإسرائيلية على جماعة حزب الله اللبنانية.
جذور قوية
ويتمتع بولس بجذور قوية في كل من الولايات المتحدة ولبنان. وكان والده وجده من الشخصيات البارزة في السياسة اللبنانية بينما كان حماه من الداعمين الرئيسيين للتيار الوطني الحر، وهو حزب مسيحي متحالف مع حزب الله أسسه الرئيس اللبناني السابق ميشال عون.
وتعتبر دول عديدة حزب الله، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية من بينها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كمنظمة إرهابية.
وفي نوفمبر 2022، تزوج مايكل بولس وتيفاني ترامب في حفل كبير في منتجع ترامب مار الاجو في فلوريدا، بعد خطبتهما في حديقة الورود بالبيت الأبيض خلال فترة ولاية ترامب الأولى. ويمنح هذا التعيين بولس، وهو حمو تيفاني ابنة ترامب، منصبا رفيعا في البيت الأبيض.
وقالت ثلاثة مصادر تحدثوا مع بولس في الأشهر القليلة الماضية إنه كان يتواصل مع أطراف من مختلف أطياف المشهد السياسي اللبناني متعدد الأقطاب، وهي خطوة نادرة في بلد يعاني من انقسامات عميقة بين الفصائل على مدار عقود.
وتدير عائلة بولس شركتين على الأقل لتوزيع قطع غيار سيارات في نيجيريا. وكان رجل الأعمال المنتمي الى الطائفة المارونية، قد ترشّح في الماضي ليشغل مقعدا في البرلمان اللبناني، ولكنّه لم يفُز.
يُذكر أن ترامب تعرض لانتقادات كثيرة على خلفية سلسلة تعيينات مثيرة للجدل في مناصب مهمة في إدارته المقبلة للبيت الأبيض. وأظهرت تعييناته حتى الآن، نمطا يتمثّل في اختيار أشخاص غالبا ما يكونون أثرياء وقريبين من عائلته أو من ذوي الولاء المؤكد، بدلا من إظهار تفضيله للخبرة أو التخصّص في مجال معيّن.