أكد الرئيس التنفيذي لشركة النفط والغاز الروسية روسنفط (Rosneft) إيغور سيتشين، دور بلاده في استقرار سوق الطاقة العالمية، محذرًا من آثار إخراجها والادعاءات بتقويض أساساتها.
وفي تصريحات له خلال فعاليات منتدى فيرونا الاقتصادي الأوراسي الذي استضافته الإمارات، قدّر أن إجمالي قيمة ثروات الطاقة الطبيعية لبلاده يتجاوز نظيرتها في الولايات المتحدة بأكثر من ضعفين، لتصل إلى 100 تريليون دولار.
كما قال إن جهود أعضاء أوبك+ لخفض إنتاج النفط خلال عامي 2016 و2020 من أجل استقرار السوق أسهمت في جعل الولايات المتحدة رائدة عالميًا في تصدير الطاقة مثل النفط والغاز.
وإذ تُضر الطاقة الإنتاجية الفائضة بجهود أوبك+، حذّر من استغلالها لصالح أغراض سياسية خلال فترة الولاية الثانية للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.
وبحسب قاعدة بيانات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فالولايات المتحدة هي أكبر منتج لكل من النفط والغاز الطبيعي في العالم، كما أنها أكبر مصدّر للغاز المسال.
شركة روسنفط
فنّد الرئيس التنفيذي لشركة روسنفط -وهي أكبر الشركات المنتجة للنفط في روسيا- إيغور ستيشين، المزاعم بتقويض بلاده لأساسات سوق الطاقة قائلًا، إنها "اتهامات لا أساس لها".
كما انتقد سياسة إجبار روسيا على الخروج من سوق الطاقة، واصفًا إياها بالمغالطة، ومحذرًا من أنها ستؤدي إلى انهيار الاقتصاد العالمي.
وبعد اندلاع شرارة الحرب في أوكرانيا في فبراير/شباط (2022)، عاقبت دول الغرب روسيا، بغية تكبيل يديها عن الوصول لإيرادات النفط، بفرض سقف سعري للخام المنقول بحرًا عند 60 دولارًا، وحظر الاتحاد الأوروبي واردات النفط الروسي والمشتقات النفطية.
وفي خطابه الذي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة بتاريخ 5 ديسمبر/كانون الأول الجاري (2024)، قال إن قطاع الطاقة العالمي لم يسلم، بل أصبح أحد أهداف وأدوات الحرب الأميركية.
واستغلالًا لدورها المهيمن على الساحة العالمية، تحاول الولايات المتحدة تهيئة ظروف خاصة لاقتصادها على حساب اللاعبين الآخرين في السوق، ومن ضمنهم حلفاؤها.
وأوضح قائلًا إن خطأ استعمال الدولار بوصفه أداة للعقوبات هو نفسه كما في سياسة إخراج روسيا من سوق الطاقة، وهو ما سيؤدي لا محالة إلى انهيار الاقتصاد العالمي.
وإذ أكد أن دور الوقود الأحفوري يشكّل أكثر من 80% من استهلاك الطاقة الأساسي، وأنه أساس الحياة العصرية؛ شدد على قاعدة احتياطيات الموارد الضخمة والمتنوعة لدى روسيا التي "تحتل مكانة خاصة في العالم".
وقدّر ستيشين قيمة الثروات الطبيعية الروسية بـ100 تريليون دولار، وهو ما يمثّل أكثر من ضعفي نظيرتها في الولايات المتحدة، و"يُلقي بمسؤولية ضخمة على عاتق بلادنا"، ومنها ضمان موثوقية إمداداتها إلى الشركاء الأجانب على المدى الطويل.
وعلى نحو خاص، أشار إلى منطقة القطب الشمالي واصفًا إياها بـ"الكنز الدفين"، وضامن لأمن الطاقة في أوراسيا، كونها تحتضن 20% من احتياطيات النفط والغاز العالمية غير المكتشفة بعد، 80% منها توجد داخل حدود روسيا.
أوبك+
رد الرئيس التنفيذي لشركة روسنفط إيغور ستيشين على الاتهامات ضد روسيا بتقويض أساسات سوق الطاقة العالمية، لافتًا إلى دورها بجانب أعضاء تحالف أوبك+ في هذا الصدد.
وقال إن روسيا وشركاءها هم من قدّموا "أعظم الإسهامات" لاستقرار سوق الطاقة العالمية رغم تضحياتهم بمصالحهم الإستراتيجية الخاصة.
وبالعودة إلى عام 2016، لفت ستيشين إلى أن حصة أوبك في سوق النفط تراجعت إلى 36%، لكن روسيا والأعضاء أسسوا تحالف أوبك+، وهو ما ساعد في استقرار سوق النفط وحماية مصالح المنتجين.
كما دعّمت قرارات أوبك+ في 2016 و2020 الهادفة إلى تحقيق الاستقرار بالسوق إنتاج شركات النفط الصخري الأميركية التي بدّدت أكثر من 300 مليار دولار، وتراكمت عليها ديون بما يزيد على 200 مليار دولار.
كما سمحت القرارات للشركات الأميركية بسداد الديون وزيادة الإنتاج والاستثمار في الأبحاث والتطوير وجعل الولايات المتحدة "مصدّرًا رائدًا للطاقة".
وبحسب توقعات ستيشين، ستدعم "البيئة السياسية المواتية" صناعة الطاقة الأميركية، مشيرًا إلى تقديرات تقول إن نجاح فترة الولاية الثانية للرئيس الأميركي دونالد ترمب ترتكز على أسباب، منها تغذية السوق بإمدادات إضافية حجمها 3 ملايين برميل نفط يوميًا.
لكن تلك الزيادة قد لا تأتي من الأراضي الأميركية فقط، وهنا -بحسب ستيشين- يمكن استعمال الطاقة الإنتاجية الفائضة التي خلّفتها تخفيضات أوبك+ لصالح أغراض سياسية.
وكانت منصة الطاقة المتخصصة قد رصدت خلال شهر يونيو/حزيران (2024) تصريحات لرئيس روسنفط ينتقد فيها الطاقة الإنتاجية الفائضة؛ كونها تبدد جهود أوبك+.
وقال: "وجود تلك (البراميل الوهمية) التي يمكن أن يكون لها تأثير واسع النطاق في السوق، يبدّد آثار الخفض الطوعي لحصص الإنتاج التي اتخذها المشاركون الرئيسون بأوبك".
ويُقصَد بالطاقة الإنتاجية الفائضة الفرق بين أقصى طاقة يمكن أن تنتجها الدولة وإنتاجها الحالي، وتؤدي دورًا كبيرًا في تحديد اتجاهات أسعار النفط، بسبب العلاقة العكسية بين حجم الطاقة الإنتاجية الفائضة وأسعار النفط وبين نوعية النفط الفائض وأسعار النفط.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
1- نص كلمة رئيس روسنفط أمام منتدى فيرونا الاقتصادي الأوراسي.