تقترب جولة تراخيص النفط الليبي الجديدة من الانطلاق، في وقت يشهد فيه إنتاج البلاد من النفط الخام زيادة ملحوظة، إذ تجاوز حاجز الـ1.4 مليون برميل، محققًا بذلك هدف المؤسسة الوطنية للنفط لعام 2024.
ويقول مدير وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن) أحمد شوقي، إن جولة التراخيص التي تعتزم مؤسسة النفط الليبية إطلاقها في بداية العام المقبل 2025 قد تكون مفتاح الوصول إلى الاستثمارات الأجنبية في القطاع.
وأوضح أن جولة تراخيص النفط الليبي من غير المتوقع أن تلبي هدف الاستثمارات المطلوبة للوصول إلى حجم إنتاج مليوني برميل يوميًا بحلول 2027، البالغ نحو 18 مليار دولار على مدى 3 سنوات، أي نحو 6 مليارات دولار سنويًا.
جاء ذلك خلال حلقة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، قدّمها مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، على مساحات منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، بعنوان "قضايا نفطية".
مستهدفات جولة تراخيص النفط الليبي
تطرّق أحمد شوقي إلى مستهدفات جولة تراخيص النفط الليبي التي من المنتظر طرحها في مطلع العام المقبل 2025، قائلًا إنها ستركز على 3 أحواض رئيسة، وهي أحواض غدامس، وسرت، ومرزق.
ولفت إلى أن حوض سرت هو الأكبر في البلاد، ويحتوي على نحو 90% من احتياطيات النفط الليبية تقريبًا، بما يتجاوز 43 مليار برميل من النفط المكافئ، في حين احتياطيات حوض غدامس تتراوح بين 5 و6 مليارات برميل من النفط المكافئ.
أما الحوض الثالث، وفق مدير وحدة أبحاث الطاقة، فهو حوض مرزق الذي يحتوي على كميات احتياطية من النفط الخام، يتراوح حجمها بين 3 مليارات و3.5 مليار برميل من النفط المكافئ.
وأضاف: "الوصول إلى هدف 2025 المتمثل في 1.5 مليون برميل يوميًا من النفط الخام أصبح قريبًا، إذ إن الإنتاج الحالي وفق آخر التقديرات يبلغ نحو 1.4 مليون برميل يوميًا".
ولكن، وفق شوقي، الوصول إلى الهدف المرحلي الثاني، وهو إنتاج نحو مليوني برميل يوميًا من النفط الخام بحلول عام 2027، يُعد صعبًا في ظل هذه البيئة السياسية المضطربة.
ولكن، في الوقت نفسه، دعا شوقي إلى التفاؤل بشأن إمكان أن تجذب جولة تراخيص النفط الليبي الجديدة مزيدًا من الاستثمارات لهذا القطاع العملاق، لكي تكون هذه هي بداية تطويره الذي تهالك على مدى سنوات الصراع الماضية.
موعد طرح جولة تراخيص النفط الليبي
يترقب كثير من الشركات العالمية موعد طرح جولة تراخيص النفط الليبي التي تخطّط وزارة النفط والغاز لطرحها بحلول أوائل عام 2025، في وقت تتزايد فيه الآمال والطموحات لدى طرابلس لزيادة إنتاج النفط.
ومن شأن هذه الجولة أن تُنعش اقتصاد ليبيا، إذ تستهدف المناطق البحرية في أحواض سرت ومرزق وغدامس، التي تناقصت عمليات الاستكشاف فيها على مدى السنوات الطويلة الماضية، رغم احتوائها على كميات ضخمة من النفط الخام.
يُشار إلى أن المؤسسة الوطنية للنفط في البلاد تُعوّل على جولة تراخيص النفط الليبي المقبلة، لتحقيق نتائج إيجابية، يمكن أن تُسهم في تحقيق مستهدفات عام 2027، البالغة نحو مليوني برميل يوميًا من النفط الخام.
وتطرح وزارة النفط والغاز في حكومة الوحدة الوطنية، بقيادة عبدالحميد الدبيبة، جولة تراخيص النفط الليبي الجديدة، خلال قمة ليبيا للطاقة والاقتصاد التي من المقرر أن تنعقد في طرابلس يومي 18 و19 يناير/كانون الثاني 2025.
ومن شأن هذا الطرح أن يوفّر مزيدًا من الفرص الاستثمارية لاستكشاف وتطوير موارد أحواض غدامس وسرت ومرزق، وهي الأحواض النفطية الرئيسة في البلاد، أمام شركات النفط العالمية الراغبة في الاستثمار داخل ليبيا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر: