واصل ليفربول تصدر جدول ترتيب دوري أبطال أوروبا، وذلك بعدما عاد بفوزٍ صعب من أرض جيرونا بهدف نظيف من ركلة جزاء، سجله محمد صلاح، ليضيف "الريدز" ثلاث نقاط جديدة رفعت رصيده إلى 18 نقطة، كانت كافية لإعلان تأهله الرسمي المباشر إلى الإقصائيات.
الخطة المناسبة لفريق جيرونا أمام ليفربول
خاض جيرونا اللقاء بطريقة لعب أقرب إلى 3/4/3 وذلك بعدما أشرك المدير الفني للفريق الكتالوني ميتشيل كلًا من غوتييريز ودالي بليند على الرواق الأيسر لإغلاق المنافذ أمام أخطر لاعبي ليفربول محمد صلاح وهو ما نجحوا فيه إلى حدٍ بعيد.
اختار ميتشيل كذلك اللعب دون مهاجم صريح فعمد إلى إشراك ثلاثي هجومي متحرك هو دانجوما يسارًا مع تبادل الأعسرين بريان خيل وياسير أسبريّا لمركزيهما على اليمين والعمق. هذا الأمر أسهم بشكل جيد جدًا في أن يكون جيرونا خطيرًا لكنه أفقده وجود مهاجم في العمق يمكنه استغلال تلك المحاولات الجدية للفريق الأحمر والأبيض لتهديد مرمى أليسون بيكر الذي تألق بشدة وأنقذ مرمى فريقه من عدة كرات.
كان واضحًا أن إستراتيجية ميتشيل ليست فقط في إشراك لاعبين مهاريين لكن في أن يكونوا جاهزين بدنيًا لمواجهة فريق قوي في هذا الصدد كليفربول، وقد نجح الفريق الكتالوني الذي كان مفاجأة الليغا الموسم الماضي إلى حدٍ بعيد في مناطحة ليفربول في الشوط الأول بل والتفوق عليه إن شئنا الدقة.
شتان ما بين وسط الريدز أمام الريال وجيرونا
أكثر ما منح ليفربول التفوق على ريال مدريد في مواجهة "أنفيلد" كان التميز الكبير الذي تحلى به لاعبو وسط "الريدز" في المواجهة بعد أن شكّل الثلاثي راين غرافينبرش وكورتيس جونز وأليكسيس ماك أليستر ثلاثيًا قويًا جدًا سيطر بشكل كبير أمام الميرينغي.
لكن في غياب ماك أليستر واشتراك دومينيك سوبوزلاي، تغيرت الأمور بوضوح فقد نجح وسط جيرونا في التفوق على وسط ليفربول وتجريده من مناطق قوته في استخلاص الكرة أو الخروج بها بشكل سلس وذلك بعدما كان جونز بعيدًا عن مستواه بينما واصل الدولي المجري تقديم أداء متوسط نراه في بعض الأحيان في عصر أرني سلوت.
زاد من الطين بلة حالة الرعونة التي كان عليها مهاجمو ليفربول خاصة من جانب داروين نونيز الذي أفسد عليه الحارس باولو غازانيغا انفرادًا، ردًا على تألق الحارس البرازيلي أليسون بيكر في الجانب الآخر وكأنها حرب بين الأرجنتين والبرازيل.
ركلة جزاء ترسم الشوط الثاني
الشوط الثاني بدأ بشكل مقارب تقريبًا لسابقه لكن مع تحسن لليفربول ودفعه خطوط جيرونا للخلف. لكن شكل الشوط لم يتغير فعلًا إلا عندما حصل ليفربول على ركلة جزاء قد يتردد بعض الحكام في احتسابها بعدما استدعاه الفار إثر دهس فان دي بيك على طرف حذاء لويس دياز لينخلع حذاء الكولومبي ويشير الحكم إلى علامة الجزاء التي سجل منها محمد صلاح هدفه الـ50 في دوري أبطال أوروبا كأول من يفعل ذلك في تاريخ ليفربول وعاشر من يفعلها بشكل عام.
بعد التقدم بات ليفربول أكثر ثقة وقدرة على السيطرة على وسط الملعب، خاصةً بعدما بات التسرع علامة واضحة في أداء المنافس سعيًا نحو التعادل.
كان على ميتشيل تحريك الأمور فدفع بعدة لاعبين ممن صنعوا إنجاز الموسم الماضي لكن كانوا ليفتقدوا السرعة والقوة البدنية على لعب 90 دقيقة بنفس القوة أمام الريدز ليشترك كريستيان ستواني وبورتو وإيفان مارتين وخوان سوليس في تغيير كبير لجلد الفريق لكن هذا الأمر لم يسفر عن الكثير بعدما كثّف ليفربول من دفاعاته ليخرج بالنقاط الثلاثة.